تقول لزوجها قبل خروجه لملاقاة أصدقائه الذين ضرب معهم موعدًا في المقهى: اصبر بأروح معاك.. حُطّني عند أهلي! هي، دون أن تدري، اختارت أن تكون منقولات أو ممتلكات تُحَط (توضع) عند الأهل لحين عودة من يطالب باستردادها. نعم، أفهم تمامًا أن المرأة تعشق الاختباء في رحاب الرجل تفتيشًا عن لذيذ هيبته.. وإيواءً لخفقات قلبها في كنف حمايته، لكن لماذا تختار الآلاف منهن لغة لا تتماشى مع ما تبحث المرأة عنه من مكانة؟ أهي معضلة في التنشئة أم التعليم أم مشكلة يجب التفتيش عن جذورها وأسباب بقائها في مجتمع اليوم الحديث، والمتعدد المتطلبات من المرأة قبل الرجل في كثير من الأحيان؟. ما لم يدركه الكثير من نساء اليوم هو أن الرجل الحقيقي ما بات يطمح لأمر أكثر من طموحه لعشق امرأة تعتز بذاتها، امرأة تقول في كل تصرفاتها: أنا هنا.. فلا تقلق! وما أحوج رجال اليوم إلى امرأة من زمن الأمس في ثباتها، وكبريائها، واعتزازها بذاتها.. للحد الذي يجعل أخاها فخورًا بأن يناديه الرجال: «أخو فلانة!». هذا، للعارفات والعارفين، لا يعني أن تمارس المرأة التسلط أو الاستبداد أو التقليل من كرامة الزوج في هذا الموقف أو ذاك! فهذا النمط من النساء هو من أقبح ما يمكن أن يمر به الرجل من أقدار في هذه الحياة. فهذه الصلفة المتغطرسة نزّاعة بطبعها إلى العدوانية، لا لشيء أكثر من أنها لا تعرف ذاتها أصلا.. ولا تستطيع تقدير أبسط التفاصيل. ومع هذا النمط من النساء، سيكون من المستحيل أن تستقيم حياة تحقق أسمى معنى الزواج.. ومغزى وأدبيات الشراكة في أعظم صورها. هنا أرغب في التأكيد على أن المرأة المهذبة هي نعمة لا تقدر بثمن. فالأدب وحسن اللفظ في المرأة يزيدها جمالا ووقارًا وقيمة في حياة كل من حولها، خصوصا زوجها. وعندما تنجب أطفالًا، يكونون في الغالب مثالًا يحتذى في الأدب، وطيب الجوار، وحُسن الرفقة عند كل من يختلط بهم. سأعود لما بدأت به، وهو ما يجب أن تبدأ به المرأة تجاه اعتزازها بذاتها، وهذا الاعتزاز يبدأ في واقع الأمر بتعويد ذاتها على اختيار ما يتماشى مع مكانتها كزوجة.. وربما أم! استبدلي (حطني) ب(فضلا أوصلني)، و(شيلني من..) ب(فضلا خذني إلى)... إلى غير ذلك من الأمثلة التي لن تسعفني المساحة في سردها، لكن حتما لدى كل من يقرأ هذا المقال منطلقات يجب تصحيحها.. بدءًا من الكلام وانتهاء بالسلوك الذي يترجم كل معاني الاحترام المقترن بالاعتزاز بالذات. * كاتب