لم تدم فرحة الاتحاديين باحتلال صدارة الدوري في قسمه الأول بما يعرف ببطل الشتاء سوى اقل من 24 ساعة عندما أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم عن طريق الاتحاد السعودي خصم 3 نقاط من رصيد الاتحاد بسبب قضية مرفوعة ضد النادي من أحد لاعبيه الأجانب السابقين الأمر الذي جعل الاتحاديين يتحسرون على ضياع فرصة احتلال صدارة الترتيب التي حققها العميد ميدانيا، لكنه خسرها مكتبيا. وكان الاتحاد قد انتزع اللقب الشرفي «بطل الشتاء» (قبل قرار الفيفا) عقب فوزه الدرامي على الفتح في اللقاء الذي جمعهما على استاد مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة في المرحلة الثالثة عشرة لدوري المحترفين السعودي لكرة القدم.ويعتبر فوز الاتحاد الأول له على الفتح منذ عامين، حيث يرجع الانتصار الأخير الذي يحققه العميد على النموذجي إلى العام 2014 م، بعدما حسم التعادل نتيجة آخر ثلاث مباريات جمعت الفريقين في الدوري، كما لم يسبق للفتح أن حقق الفوز على ملعب مدينة الملك عبدالله «الجوهرة». لا وقت للراحة وكان الاتحاد يحتل صدارة الترتيب برصيد 31 نقطة، متساويا مع الهلال الوصيف بنفس الرصيد، (قبل قرار الفيفا الاخير) الذي جعل العميد يعود للمركز الثاني متساويا مع الاهلي الثالث في النقاط 28 لكل منهما متفوقا عليه بفارق الأهداف. ويسعى لاعبو العميد لفض شراكة الصدارة مع انطلاق مباريات الدور الثاني على أمل تعثر الهلال. وتنتظر الفريق مباريات صعبة سيبدأها أمام الرائد 23 ديسمبر الجاري، وتكمن صعوبة المواجهة في أن الأخير يسعى لتأمين موقفه وسط الترتيب بعيداً عن حسابات الهبوط، بعدها يستضيف الاتحاد نظيره الخليج، وهي مواجهة لن تقل صعوبة عن سابقتها؛ نظرا لظروف الخليج الذي يصارع على النجاة من شبح الهبوط، حيث يحتل الفريق الخلجاوي المركز الحادي عشر ب11 نقطة، إلا أن الاتحاد سيتمتع بميزة اللعب مباراتين على ملعبه ووسط جمهوره الذي يشكل حالة خاصة بحضوره في المدرجات هذا الموسم. وارتفعت معنويات لاعبي الاتحاد بعد الفوز بلقب الشتاء الشرفي، حيث إن الفريق الذي يعتلي الصدارة مع ختام الدور الأول دائماً ما يتوج بلقب الدوري في نهاية الموسم، وهي قاعدة معروفة في الدوري السعودي، فمنذ إقرار دوري المحترفين عام 2008/2009 وحتى الموسم الماضي لم يتمكن أي فريق من كسر قاعدة «بطل الشتاء هو بطل الدوري». الأجانب يقدمون أوراق اعتمادهم قدم لاعبو الاتحاد الأجانب أوراق اعتمادهم لدى جمهور فريقهم، حيث استفاد الفريق من تألق الرباعي المحترف هذا الموسم، وفي مقدمتهم التونسي أحمد العكايشي الذي رجح كفة فريقه أمام الفتح باحراز هدف الفوز ليجلب السعادة لكتيبة «النمور»، وأحرز العكايشي أربعة أهداف بقميص الاتحاد هذا الموسم. كما استفاد الاتحاد أيضا من تألق الجناح المصري محمود عبدالمنعم «كهربا» الذي أصبح معشوق الجماهير الاتحادية من خلال تقديمه مستويات مبهرة قادته لاحراز 11 هدفاً في وصافة ترتيب الهدافين بعد السوري عمر السومة الذي يحتل الصدارة برصيد 11 هدفاً، وليس احراز الأهداف هو من أدخل كهربا قلوب الجماهير، بل اللفتات الإنسانية التي تمتع بها اللاعب زادت من حب الجمهور له ومنها احتفاله مع ذوي الاحتياجات الخاصة باحرازه الأهداف وارتداء قمصان عليها صورة رئيس النادي السابق أحمد مسعود، الذي وافته المنية في معسكر الفريق في تركيا قبل بداية الموسم. واستفاد الاتحاد من تألق الكويتي فهد الأنصاري الذي أصبح حالياً أهم الأسماء في خارطة الفريق الاتحادي وأحد العناصر المؤثرة في نتائجه منذ بداية الموسم بعد المستويات المميزة التي قدمها مع الاتحاد خلال الفترة الماضية. وتجاوز الاتحاديون كابوسا عابرا منتصف الأسبوع الماضي بعد أن اطلعوا على خطاب هيئة الشباب والرياضة بدولة الكويت الذي تضمن رفض تمديد إجازة اللاعب، حيث زال ذلك القلق بعد أن تدخلت شخصيات مؤثرة في الكرة الكويتية وتم السماح للاعب بمواصلة احترافه مع الفريق الاتحادي إلى نهاية عقده مع الفريق بنهاية الموسم الحالي، الأمر الذي أسعد الجماهير الاتحادية التي باتت تمني النفس بارتباط اللاعب بنادي الاتحاد بعقد طويل الأجل. بدوره أبدى فهد الأنصاري سعادته الكبيرة بتصدر فريقه للدوري، وقال: «بذلنا مجهودا كبيرا في الشوط الثاني أمام الفتح وتكلل ذلك المجهود بالفوز». وتابع الأنصاري: «مواجهة الفتح كانت صعبة وزاد من ذلك تقدم الضيوف مرتين إلا اننا استطعنا قلب الطاولة وتحقيق الفوز في نهاية المطاف». وأضاف الانصاري: «سعداء بتصدر الدوري مع ختام الدور الأول، وسنسعى للمواصلة على نفس النهج لاسعاد جمهور الاتحاد الذي يشكل علامة فارقة لنا»، وكشف الانصاري: «الاتحاد فريق كبير ومطالب دائماً بالفوز والصدارة تزيد الضغوط على اللاعبين، لكننا سنأخذها كحافز على مواصلة الانتصارات للمحافظة على الصدارة في الدور الثاني». كما تألق في صفوف الاتحاد هذا الموسم اللاعب التشيلي كارلوس فيلانوفا البالغ من العمر 30 عاما، حيث أجاد في مركز صناعة اللعب، وصادق فيلانوفا على تصريحات زميله فهد الأنصاري. وقال عقب المباراة: «خضنا مباراة صعبة، وواجهنا سوء حظ منذ البداية تمثل في تسجيل الفتح لهدف السبق الذي زاد من صعوبة المهمة، لكن استطعنا تجاوز الأزمة سريعاً». بينما أعرب التشيلي لويس سييرا عن سعادته بالفوز والأداء الجيد الذي قدمه لاعبو الاتحاد أمام الفتح، وقال: «أشكر اللاعبين على الروح القتالية التي ظهروا عليها في المباراة، وفخور بما قدموه». وتابع سييرا: «رغم النقص الذي عانينا منه لم يرفع اللاعبون الراية البيضاء، ولعبنا بروح عالية وإصرار على تحقيق الفوز حتى نهاية المباراة». وأوضح سييرا: «حريصون على مواصلة الانتصارات من أجل البقاء في الصدارة». أجواء احتفالية رغم معاناة الأسطورة يعيش الاتحاديون في الفترة الحالية أجواء احتفالية، رغم قرار محكمة التحكيم الرياضي «كاس» بفرض عقوبة الايقاف أربعة أعوام بحق اسطورة الاتحاد محمد نور؛ لثبوت تناوله مواد محظورة، ورفعت جماهير الاتحاد لافتات تحمل صورة اللاعب الدولي السابق؛ تضامناً معه بعد قرار الايقاف. كما تغلب الاتحاد على الأزمة المالية الخانقة التي يمر بها في الوقت الحالي، ونجحت ادارة النادي برئاسة حاتم باعشن في الحد من تأثير تلك الأزمة على معنويات اللاعبين، وعدم تأثيرها بشكل سلبي على أداء الفريق. وعقب المباراة بارك باعشن لجمهور الاتحاد الفوز على الفتح، وقال: «مبروك لجمهورنا استعادة الصدارة مجددا والتي عادت لمن يستحقها، ولن نكتفي بلقب الشتاء، فالدوري مطلبنا». وتابع باعشن: «ثقتي في اللاعبين لا حدود لها، وكنت واثقا من الفوز على الفتح». وبامكان الاتحاد أن يواجه فريق اتلتيكو مدريد الإسباني 30 ديسمبر الجاري في جدة بمعنويات عالية، بعد تصدره الدوري مع ختام الدور الأول، ولكن في ظل المنافسة المحتدمة حالياً بين أكثر من فريق حيث لا يفصل الاتحاد والهلال صاحبا المركز الأول والثاني عن الأهلي سوى ثلاث نقاط، وعن النصر الرابع سوى خمس نقاط، ومن المنتظر أن تزداد اشتعالا في الدور الثاني.