في محاولات مواجهة مرض الخرف، جرب الناس أحدث العلاجات الطبية والممارسات التي تعزز الذاكرة والأطعمة الصحية لكن أحدث النصائح الثورية جاءت من فنلندا. فبحسب صحيفة «ذا تايمز» البريطانية، اكتشف علماء فنلنديون أن استخدام الساونا، قد يؤدي إلى تراجع مخاطر الإصابة بمرض الخرف بنسبة الثلثين. وخلصت الدراسة، التي أجريت لمدة 20 عاما، إلى أنه كلما استخدم الرجال في منتصف أعمارهم الساونا، قل احتمال تعرضهم للخرف المصاحب للشيخوخة. وتقول الدراسة إن الساونا تدفع القلب للخفقان وضخ الدم بشكل أسرع، وهو ما يحمي المخ ويعالج مشكلات الدورة الدموية المتصلة بالخرف. وذكرت أيضا أن الاسترخاء الناجم عن استخدام الساونا يلعب دورا إيجابيا. من جهة ثانية، ساعدت لعبة على الإنترنت تقتفي أثر رحلة لمستكشف بحري مسن فقد ذاكرته علماء أعصاب في إعداد دراسة دولية ضخمة عن خرف الشيخوخة وقدمت لهم نتائج أولية مهمة بشأن مهارات التأهيل البشري. وأطلقت اللعبة، التي يطلق عليها اسم «سي هيرو كويست» وطورتها شركة دويتشه تيليكوم ومعهد الزهايمر ريسيرش البريطاني في مايو وجمعت بالفعل بيانات كافية تساعد في وضع معيار عالمي للعمليات المكانية، التي يجريها المخ البشري وكيف تختلف بين الرجل والمرأة وبين الشاب والمسن. وقال العلماء إنه جرى تشغيل اللعبة أكثر من 2.4 مليون مرة في أنحاء العالم الأمر، الذي يوفر ما يساوي 9400 عام من الأبحاث في المختبرات مما يشير إلى إمكانية مساهمتها في تشخيص خرف الشيخوخة في وقت مبكر. وتقول منظمة الصحة العالمية إن العدد الإجمالي لمرضى خرف الشيخوخة في 2015 بلغ 47.5 مليون شخص تقريبا، وإن العدد في ازدياد سريع مع ازدياد معدلات متوسط العمر المتوقع ومتوسط أعمار المجتمعات. ويتوقع أن يصل العدد إلى 75.6 مليون بحلول 2030 وأكثر من ثلاثة أمثال هذا العدد من الآن حتى 2050. والمرض الذي ليس له علاج سبب رئيس في الإصابة بالعجز والاعتماد على الغير ويوشك على تجاوز أمراض القلب كسبب للوفاة في بعض البلدان المتقدمة. ويحدث خرف الشيخوخة نتيجة أمراض الدماغ وأكثرها الزهايمر، الذي ينتج عن تلف خلايا بالمخ ويؤثر على الذاكرة والتفكير والسلوك والقدرة على تحديد المكان وقدرات إنجاز الأنشطة اليومية. وقال هوغو سبيرز عالم الأعصاب في جامعة لندن كوليدج، الذي قاد فريق البحث إن دراسة «سي هيرو» لم يسبق لها مثيل على مستوى الحجم والدقة. وأضاف «النتائج التي تقدمها اللعبة لها إمكانات ضخمة تدعم تطورات حيوية في الأبحاث الخاصة بخرف الشيخوخة». ورغم أن تدهور الذاكرة مظهر طبيعي إلى حد ما من مظاهر التقدم في السن إلا أن سبيرز شرح أن التدهور التام مختلف. لكنها ومع ذلك شائعة بين المرضى الذين يعانون من خرف الشيخوخة. وأوضح أن هذا يجعل خرف الشيخوخة قابلا للتشخيص قبل فترة طويلة من ظهور الأعراض الرئيسة المرتبطة بتدهور الذاكرة.