قالت لجنة الأممالمتحدة الاقتصادية لأوروبا إن عدد الأشخاص الذين يعانون من "الخرف" في جميع أنحاء العالم آخذ في الازدياد. وذكرت اللجنة أن ما يقدر بنحو 44 مليون شخص يعانون من هذه الحالة التي تصيب وظائف الدماغ، وغالباً ما تؤدي إلى الإعاقة وفقدان الذاكرة. وأصدرت اللجنة دراسة حول الخرف لتثقيف الناس بهذا المرض، داعية إلى بذل مزيد من الجهود لمواجهة التحديات الفريدة التي تواجه أولئك الذين يعانون من هذا المرض. وشددت على أهمية إدراك أن الأشخاص الذين يعانون من الخرف معرضون لأنواع معينة من التمييز، وإن التمييز يمكن أن يأخذ أشكالاً مختلفة. ففي الغالب، يتم تجاهل الأشخاص المصابين بالخرف، الأمر الذي يعد جزءاً من التمييز. وتؤكد اللجنة انه غالباً ما يتم تجريد الناس الذين يعانون من الخرف من قدرتهم على صنع القرار، بما في ذلك القرارات التي تتعلق برعايتهم الطبية، وهذا في الواقع يعتبر شكلاً آخر من أشكال التمييز. وأشارت اللجنة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الخرف يمكن أن يعيشوا 20 سنة أو أكثر إذا تم تشخيص حالتهم باستمرار. وأوضحت أن هذه التوصيات تركز على السبل التي تضمن معاملة ومساواة الأشخاص الذين يعانون من الخرف مع غيرهم على جميع المستويات. وأثنت اللجنة على الدور الذي تقوم به بريطانيا وفرنسا لتحسين الرعاية الطبية للمصابين بالمرض. وأشارت إلى أن التحدي يكمن في جعل المستشفيات في المستقبل أكثر ملاءمة لاحتياجات المصابين بالخرف. وأظهرت دراسة أن عدد المصابين بالخرف ارتفع خلال السنوات الماضية بنحو الربع على مستوى العالم. وبحسب الدراسة التي أعدتها منظمة "ألزهايمر ديزيس إنترناشونال" في العام 2013، فإن هناك نحو 44 مليون حالة إصابة بالعته والخرف على مستوى العالم، أي بزيادة 22 في المئة عما كان عيله الوضع قبل ثلاث سنوات. وتوقعت المنظمة أن يصل عدد المصابين بهذه الأمراض إلى 135 مليون مريض بحلول عام 2050، منهم 16 مليون شخص في أوروبا وحدها. وتوقع تحليل أجرته مؤسسة «ألزهايمرز ريسيرش يو كيه» الخيرية، أن ثلث من وُلدوا في بريطانيا العام الحالي سيُصابون بالخرف. وقالت المؤسسة الخيرية أن الدراسة التي أجراها مكتب الاقتصادات الصحية، تكشف «أزمة صحية وطنية في الأفق، مع زيادة عدد المسنين بين سكان المملكة المتحدة»، وتُبرز الحاجة إلى جهود عالمية لتطوير علاجات لحالة ضياع العقل. وتقول منظمة الصحة العالمية أن الخرف يؤثر في 850 ألف شخص في بريطانيا، وفي 35.6 مليون في العالم. وينجم الخرف عن أمراض الدماغ، وأكثرها شيوعاً ألزهايمر، الذي يؤدي إلى تآكل خلايا الدماغ، ويؤثر في الذاكرة والتفكير والسلوك والقدرة على القيام بالأعمال اليومية. ولا علاج حالياً لمرض الزهايمر أو أشكال الخرف الأخرى.