تزايد الضجيج المحيط بكريستيانو رونالدو خاصة في هذه الأيام، فمع وصوله إلى مطار طوكيو رفقة زملائه في ريال مدريد الأسباني، أحاط به المئات من مشجعي كرة القدم اليابانيين من أجل رؤيته على الطبيعة. لا يحتاج الأمر إلى مجهود كبير لإدراك أن رونالدو سيكون محط الأنظار الأول يوم الأحد المقبل عندما تقام المباراة النهائية لمونديال الأندية في يوكوهاما. كأس البطولة ينتظر حصده من جانب رونالدو ورفاقه، حيث أن بطل أوروبا يتوج دائما بلقب البطولة كما جرت العادة، والاستثناء الوحيد كان في 2007 حين تغلب كورينثيانز البرازيلي على تشيلسي الإنجليزي في النهائي. عندما يلتقي الفريق الفائز بلقب بطولة قارية مع الفريق الفائز بلقب الدوري في الدولة المنظمة، فإن الفوارق في الإمكانيات تكون هائلة في سبيل تقديم مباراة ذات مغزى. كلوب أمريكا المكسيكي الذي يلاقي الريال في المربع الذهبي على الأرجح لن يصمد طويلا في مواجهة بطل أوروبا، وكذلك الحال بالنسبة للفريقين الآخرين في الدور قبل النهائي، وهما أتلتيكو ناسيونال الكولومبي وكاشيما أنتلرز الياباني. وتثير هذه الأمور تساؤلات بشأن جدوى البطولة في نهاية العام وما يحمله ذلك من مشقة للنجوم الكبار، فرونالدو على سبيل المثال خاض 55 مباراة مع ريال مدريد والمنتخب البرتغال خلال عام واحد، رغم ابتعاده عن الملاعب لفترة بسبب الإصابة. وبصرف النظر عن وجهة نظره الشخصية في السفر حول العالم من أجل خوض مباراتين فقط، فإن رونالدو لم يعرب عن غضبه أبدا على الصعيد الرسمي. وقال رونالدو في اليابان :"إنها بطولة كبيرة وأرغب في الفوز بها للمرة الثالثة". وأضاف لاعب الوسط الألماني توني كروس :"نحن نتعامل مع البطولة بمنتهى الجدية". ورغم اعتراف جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بوجود بعض المشاكل في البطولة، قابل اللاعبون ذلك بشيء من الصمت. وأوضح إنفانتينو أن "البطولة ليست مصدر إلهام خاص"، وتعهد بإدخال إصلاحات عليها. واقترح إنفانتينو أن تضم بطولة كأس عالم للأندية 32 فريقا وتقام كل أربعة أعوام، على أن تبدأ البطولة في صيف 2019 . وأشار إلى أنه "علينا أن نؤسس بطولة للعالم تكون مصدر جذب للأندية، وكذلك للجماهير في جميع أنحاء العالم". واقترح رئيس الفيفا زيادة عدد الفرق المشاركة في كأس العالم من 32 إلى 48 منتخبا. الغرض من وراء مثل هذه الخطوة واضح، حيث أن منافسة دوري أبطال أوروبا ستفتح للفيفا الباب نحو حصد قدر هائل من الأموال من وراء أندية القمة. فبطولة تضم ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونيخ ومانشستر يونايتد على سبيل المثال لا الحصر، ستكون مصدر جذب أكبر للجماهير والرعاة وشبكات التليفزيون. وأكثر من سيتأثر بهذه الخطوة هم اللاعبون أنفسهم، حيث أنهم قد استنزفوا بالفعل ، فبانطلاق مسابقة دوري المنتخبات التي استحدثها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) في موسم 2019/2018 بخلاف بطولة كأس القارات وكأس العالم والبطولات القارية، لن يكون هناك نهاية لمنافسات كرة القدم. ويتحمل المهاجمان السابقان زفونيمير بوبان وماركو فان باستن مسئولية إصلاح بطولة مونديال الأندية، مع الاتفاق على إقامة النسختين المقبلتين للبطولة بنظامها المعمول به حاليا في الإمارات. وسيتم الاستمرار في إجراء بعض التجارب خلال البطولة مثل تكنولوجيا الفيديو لمساعدة الحكام، ولكن دون وجود بطولة مهمة تضخ أموالا طائلة.