شن علي البخيتي الناطق السابق باسم الحوثيين هجوما عنيفا على المخلوع صالح في تطور متصاعد للخلاف بين الانقلابيين، وذلك بعيد ساعات من هجوم آخر شنه صالح للمرة الأولى على حلفائه الانقلابيين. وطالب البخيتي بفض الشراكة واستقالة وزراء المخلوع ورئيس سلطته المشارك ابن حبتور، وعزل رئيس تحرير صحيفة 26 سبتمبر حتى لا تكون «ناطقة باسم الكهنة وفكرهم السلالي العفن»، كما قال قبل أن يصب اللعنات بقوله: «لعنك الله يا صالح انت وكل مَنْ شارك الكهنة بالسلطة»، وقال البخيتي على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: «أين جاء زعيم المؤتمر صالح ووزراء المؤتمر وبن طرطور عفواً اقصد ابن حبتور. ووجه البخيتي سؤالاً لحزب المخلوع المتحالفين مع الحوثي، حيث قال: «هل تقبلون أن تكونوا طراطير بيد أطفال وكهنة الحوثي؟.. التاريخ لن يرحمكم». لافتاً إلى ان ابن حبتور وحكومته واجهة لسلطة الكهنة. ومع تصاعد التوتر بين الحوثيين والمخلوع صالح، تشهد العاصمة اليمنية صنعاء استنفارا أمنيا بحجة الاستعداد لإقامة احتفالات بمناسبة المولد النبوي الشريف، حيث يتهم الحوثيون صالح بالسعي للإطاحة بهم، من خلال الوقوف وراء الأزمة الاقتصادية، كما يتهمونه بإفشال سلطتهم، والمساهمة في انهيارها، وتأتي كذلك على خلفية الاقصاءات التي يمارسها الحوثيون بحق كوادر حزب المخلوع. خلافات في الميدان ميدانيا، شن طيران التحالف العربي صباح أمس السبت غارات جوية على مواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي وقوات صالح في محافظة صعدة - شمال البلاد. فيما قتل 5 جنود، وأصيب 3 آخرون بجروح، فجر امس السبت، في انفجار لغم ارضي، بدورية عسكرية في منطقة «جعولة» شمال غرب محافظة عدن، جنوبي البلاد. وقال مصدر محلي إن طائرات التحالف العربي، شنت أربع غارات جوية على منطقة الرصيفات بمديرية كتاف شرق محافظة صعدة. ولم يعرف حجم الخسائر البشرية والمادية في صفوف ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح جراء الغارات. فيما كشفت مصادر يمنية مقتل العشرات من عناصر ميليشيات الحوثي في معارك بتعز وشبوة أغلبهم أطفال. وتواترت الأنباء عن عشرات الجثث، التي تصل تباعاً ذمار اليمنية جنوبصنعاء قادمة من تعز وجبهات الحدود أغلبها جثث لأطفال زجت بهم الميليشيا الطائفية في أتون الحرب. وأضافت مصادر طبية في ذمار «إن تسعة أطفال بعضهم دون ال16 من العمر قتلوا في معارك تعز، بالإضافة إلى جثث ل10 عناصر بينهم قيادي ميداني وجميعهم من محافظ ذمار». وأفادت مصادر أخرى بأن الحوثيين باتوا يعانون من قلة المقاتلين، حيث انصرف الكثير منهم وتركوا جبهات القتال بدعوى عدم وجود دعم. وكشفت المصادر أن حالة من الجدل حصلت في ذمار بين قائد عسكري في قوات الحرس الجمهوري الموالية للمخلوع صالح ومشرف الحوثيين في ذمار على خلفية رفضه إرسال مقاتلين من الحرس الجمهوري إلى تعز. وأكدت المصادر أن صالح ربما وجه قادة الحرس الجمهوري بالاحتفاظ بالمقاتلين وعدم الزج بهم في معارك يعتقد صالح انها عبثية ولن تحقق اي تقدم على الأرض. وأرجعت المصادر، احتفاظ المخلوع صالح بقواته، لأنه لم يعد يثق بالحوثيين وإيران، مع تنامي الهجوم الإعلامي لجماعة صالح ضد إيران. وشنت صحيفة «الميثاق»، المتحدث باسم حزب المخلوع، هجوماً حاداً على ايران، وأعلنت رفض صالح مطامعها في اليمن. ويسعى المخلوع صالح إلى سحب المقاتلين المحسوبين على قواته من الجبهات، بالتزامن مع تصريحات أدلى بها رئيس حكومة الانقلابيين عبدالعزيز بن حبتور أكد فيها ان «الحرب في اليمن انتهت»، الأمر الذي يفسر توقف صالح وجماعته عن القتال وترك الحوثيين يقاتلون لوحدهم. صرف وهلع إلى ذلك، قالت مصادر مطلعة ل «اليوم»: ان اللجنة الخاصة بصرف مرتبات عناصر الجيش الوطني والمقامة في المنطقة العسكرية الرابعة استكملت كل الاجراءات وستبدأ عملية الصرف قريبا لكل الجنود والمرابطين في جبهات تعز وعدن وابين ولحج والضالع. وأكد المصدر رفع مرتبات الجنود عن النسبة المحتسبة سابقا قبل الانقلاب وبنسبة كبيرة تزيد على ثلث المرتب الشهري الامر الذي تسبب بهلع للمخلوع صالح، الذي ظهر متحدثا عن انفصال جديد يقوده الرئيس هادي بينما هو في الحقيقة يخشى نزوح جنوده الى معاقل الشرعية بعد حرمانهم من رواتبهم منذ 4 أشهر. وأعلنت الحكومة عن البدء في صرف مرتبات 200 الف من عناصر الجيش في عدد من المناطق العسكرية باستثناء الجهات الانقلابية. وقالت المصادر إن اللجنة الخاصة بالمنطقة العسكرية الرابعة انهت اجتماعها في محافظة عدن امس السبت بحضور قيادات الجيش الوطني في المحافظات الاربع، واقرت كل اجراءات الصرف برئاسة رئيس اللجنة وزير الزراعة احمد الميسري. من جانبه، دعا قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء الركن عادل هاشم القميري وحدات اللواء 14 واللواء 26 مدرع بمحافظة مأرب الى رفع الجاهزية والاستعداد لخوض معركة الحسم واستكمال تحرير كامل تراب الوطن من قبضة الميليشيات الانقلابية، منوها الى ان المعركة ضد الانقلابيين معركة عزة وكرامة تهون معها كل التضحيات، مشيرا الى أن الشعب اليمني لن يقبل بأن يكون عبدا لشخص أو أسرة أو جماعة. وقد أبدى أبطال القوات المسلحة في اللواءين استعدادهم لتنفيذ أي مهام طارئة وجاهزيتهم لمواصلة مهامهم الوطنية في استكمال تطهير الوطن من الميليشيات الانقلابية واستعادة الشرعية وترسيخ الأمن والاستقرار. تعز تسقط الرهان وفي تعز، قال قائد اللواء 22 ميكا العميد الركن صادق سرحان إن صمود أبناء تعز أسقط كل رهانات الانقلابيين عندما ظنوا ان بمقدورهم السيطرة على تعز وتشريد أهلها، مضيفا ان تعز اثبتت للجميع انها قوية بجيشها ورجالها ونسائها رغم القصف الصاروخي والمدفعي، الذي تشنه ميليشيات الحوثي والمخلوع على الأحياء السكنية في نواحٍ عدة من المدينة. وحيا العميد صادق سرحان وقوف المواطنين الشرفاء الى جانب أبطال القوات المسلحة في مختلف الجبهات. وشكر العميد سرحان رئيس الجمهورية المشير الركن عبد ربه منصور هادي على جهوده المبذولة في سبيل تحرير تعز واشرافه المباشر والدائم على سير المعارك في المحافظة، وثمّن سرحان الدور الاخوي لدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة ودعمهم للشعب اليمني وقيادته الشرعية وجيشه الوطني. ودعا العميد سرحان المتحوثين من أبناء تعز الى العودة الى جادة الصواب قائلا: «هذه اخر فرصة لكم وبعدها سيكون لتعز كلام اخر معكم، فأنتم عاجزون عن تحقيق أي هدف في تعز التي ستظل صامدة الى ان تدحركم». واختتم قائد اللواء 22 ميكا العميد ركن صادق سرحان تصريحه بالقول: «لن نتغاضى عن أي شخصية سواء كانت سياسية او اجتماعية في تعز شاركت في قتل وقصف أبناء تعز ولن نغفر لهم هذه الجريمة وسيقدمون للمحاكمة كمجرمي حرب، وسينال كل مجرم عقابه الذي يستحق». على صعيد آخر، زار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي برفقة رئيس الوزراء صباح امس السبت مطار عدن الدولي تفقديه للمطار للاطلاع على تجهيزات وتأهيل منشأته وسير الحركة الملاحية فيه وذلك في ثاني زيارة منذ اعادة العمل فيه، واطلع على سير اعمال الترميم الممولة من قبل دولة الامارات العربية المتحدة. وحث هادي المعنيين توفير الوسائل الخدمية الظرورية والملحة المتصلة بخدمة المسافر وحركة الرحلات بصورة سريعة وعاجلة.