مواقع التواصل الاجتماعي لدينا أخذت منحى آخر في استخدامها وابتعد العديد من مستخدميها عن الصواب والمصداقية في نقل الخبر أو نقده أو نشره أو التعبير عنه والتعليق عليه وكل من يتتبع هذه المواقع يلاحظ مساحة التعليق الغريب والاستهزاء الاغرب وتداول النكت السمجة على المرأة وتمجيد غيرها من بنات جنسها واستخدام القص واللصق بطريقة تقليدية لا تضيف شيئا وما حصل اخيرا من تعليقات على قصيدة ألقاها الشاعر المعروف حيدر العبدالله شاعر شاب متميز يشق طريقه بكل جدية وتقلد أوسمة عدة من أناس يقيمون الشعر ويحترمون الشاعر وشاعريته ومناسبة كل قصيدة وقيمتها، لكن هناك أناسا اضاعوا اسم القصيدة وجمال كلماتها ومناسبتها وهي مناسبة زيارة والد الجميع الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- لمنطقة غالية على قلوب الجميع فكان الشاعر الشاب في حضور الوالد العظيم ينتقي الكلمات وطريقة الالقاء ليسعد الجميع، ولكن توجه البعض لاختيار كلمة من القصيدة وهي سكنانا، وهي تعني الكثير لمن يعرف معنى السكنى الحقيقي للإحساس والتعليق عليها، الرسائل أنست الجميع عنوان القصيدة وجمالها وروعة مناسبتها، ان هذه التعليقات نرفضها ونرفض من يصر على إرسالها والتعليقات التي تمس القيم والمبادئ والشعوب التي تتعدى النقد لتصل للتجريح والانتقاد، فلماذا يعمل البعض على ممارسة هذا الأسلوب واستغلال مواقع التواصل للتجريح والتنكيت وزرع التخلف والاختلاف؟ لماذ لا نعزز ما لدينا في كل النواحي ونركز على جمال المعاني؟ انا في هذه السطور لا أدعي الكمال في كل ما لدينا لكن يجب ان نعزز كل الجوانب الجميلة ونبني عليها من صور الجمال التي تضيف جمالا آخر وندرك ان التنكيت والتعليق يؤديان الى التهاون والتساهل واهمال الذات التي تحمل في داخلها جمالا وعطاء يتجددان ولنأخذ مثالا على ذلك: الصعايدة في مصر الحبيبة هم فئة من شعب مصر الحبيب لهم صفات من الكرم والشجاعة والنخوة، ولكن تداول بعض النكات عليهم وانتشارها أسلوب مرفوض من جميع الشعوب يجب ان نركز جميعا على ما يعزز مكانتنا وقيمنا وعدم محاربة كل جميل لدينا برسائل يبثها من يريد طمس الحقيقة. علينا ان نستفيد من وسائل التقنية في كل المواقع التي تبرز مكانة كل فرد وما يحمل في داخله من توجه وفكر وعطاء وتميز ونبتعد عن إرسال كل رسالة لا تضيف لنا ولغيرنا ما يفيد يجب الابتعاد عن الاستهزاء باللهمز واللمز ومحاربة كل من يحاول التنكيت على الأفراد وتقسيم الشعوب. يجب ان نكون حذرين من كل من يزرع الشوك في طريقنا، نحن شعب حريص على الاطلاع والتجديد وكسب المعلومة ومن اكثر الشعوب التي تتصفح المواقع، فعلينا ان نسخر تلك المواقع لخدمتنا وخدمة هذه الارض التي تزخر بشباب وشابات يجب ان يكونوا قدوة في كل عمل وفي كل سطر وفي كل تعبير لنتميز ونرتقي لنثبِّت للعالم قدرتنا على التواصل والتخاطب بأسلوب راق تخدمه التقنية المتطورة التي يجب ان نتعلم منها كيف نرسل ونتخاطب بالعلم والمعرفة والكلام الذي لا يحملنا الذنوب. فهل يعقل ان تتداول كلمة سكنانا اثنين وثلاثين مليون مرة في ستة أيام؟ وماذا أضافت لكل من تداولها وعلق عليها ونكّت عليها؟ يجب أن نرتقي بكل ما يعزز مكانتنا ونتبع سنة نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام.