على الرغم من أن الاتفاق النووي ما زال قائما، إلا ان الولاياتالمتحدة مددت العقوبات الاقتصادية على إيران لمدة عشر سنوات اخرى، وهذا التمديد يأتي بمثابة تأكيد على أن تأني المصارف الأوروبية في اعادة علاقاتها مع الحكومة الايرانية ومصارفها كان في محله. الاتفاقيات كلها مع إيران لا تؤتي أكلها لأن ساسة إيران لا يبرمونها إلا لكسب الوقت ولإعادة التموضع بما يحقق أهداف الدولة الإيرانية المعلنة والمتمثلة في تصدير الثورة الخمينية. تمديد العقوبات على إيران نتاج مباشر لعدم لمس أي تقدم ملحوظ في السياسة الخارجية لإيران والمتمثلة في اثارة كل ما من شأنه تأجيج الاضطرابات والفتن العرقية والمذهبية. وما يحدث في المنطقة دليل واضح للعيان على ذلك، كما أن سلوك إيران في أمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية مؤشر آخر على سياسة تمويل الإرهاب والعصابات المسلحة وغير ذلك مما يجيده السفلة. مصارف طهران مصارف خارقة فلا هي تفلس ولا هي تخسر ولا هي تتأثر بأي عقوبات ولا هي تتأثر بأي شيء أبدا. تتوسع وتنتشر بمعزل عن كل شيء كائنا ما كان، مصارف ذات اعجاز، لا يقل عن اعجاز قدرات شركات الاتصالات الإيرانية التي تبشر كل يوم بتحقيق تقدم في التقاط صوت المهدي ليسمعه الجميع فيؤمنون بالخميني وثورته. لا يمكن القول إن مصارف إيران الخارقة في مأزق بعد تمديد العقوبات؛ لأنها بكل بساطة ليست مصارف، وأقول هذا لأني اعتقد جازما انها ليست مصارف حقيقية. مصارف ايران ليست سوى واجهات عسكرية واستخبارية يتم من خلالها تمويل العناصر الإيرانية في المنطقة وتمويل كل ما من شأنه تمرير الاستراتيجية الخمينية المتمثلة في تصدير الثورة. فما يسمى مصارف إيرانية يرأسها عسكر ويديرها عسكر، كما ولا يملك أي منها قوائم مالية، كما لا يعرف لمن تصدر القروض ولا من يملك الودائع، كما ولا يعلن إلا عن ملكية الحرس الثوري (بكل بجاحة) في هذه المصارف، وفي كل مكان تتواجد به هذه المصارف ينتهي بالدولة التي ترخص لها بالقلاقل والفتن. وعليه فالمصارف الايرانية لن تتأثر بهذه العقوبات لأنها بكل بساطة ليست مصارف. تمديد العقوبات الاقتصادية على طهران متوقع، وجاء موافقا مع التسلسل التاريخي لعلاقة طهران بالمجتمع الدولي كله، كما وسيلحقه الاتفاق النووي الذي أبرمه اوباما مع حكومة طهران. فهؤلاء لا يوقعون اتفاقا إلا ويكسرونه. حتى الاتفاقات النفطية التي يوقعونها في أوبك نهارا، يكسرونها ليلا، وبالمثل كل اتفاقاتهم السياسية، حتى اتفاقاتهم الثقافية مع الدول ينتهي بها المطاف دائما للترويج للثورة الخمينية والحضارة الفارسية الوثنية بطريقة فجة ووقحة تضطر معها الدول الى طرد ممثليهم. حتى حين انخرطوا في الرياضات النسائية وشارك ما يسمى بمنتخب إيران النسائي في المباريات الدولية إذا بالعالم يكتشف انهم ليسوا سوى رجال متنكرين في لبس نسائي وهذا مثبت وشر البلية ما يضحك. العقوبات الدولية على طهران مددت، ويبدو ان العد التنازلي يقترب أكثر من أي وقت مضى لساعة الصفر.