يردد العرب دائما المثل القائل: «البعيد عن العين بعيد عن القلب»، لكننا نعيش في عالم كرة القدم السعودية قصة مختلفة تماما، فكلما ازدادت المسافة بين الهلال واسطورته، ازداد العشق، في سيناريو يصعب تفسيره، ولا يمكن تصديقه، حيث لا صوت أصبح يعلو فوق صوت هذا اللقاء، الذي يجمع بين زعيم الكرة السعودية وليثها. ورغم أن هذا اللقاء كان يعتبر أحد لقاءات القمة في كرة القدم السعودية، إلا أنه بات يستحوذ على اهتمام كل الوسائل الاعلامية، القديمة منها والحديثة، فلقاء يجمع بين الهلال و«سام 6»، سيحمل بين طياته مشاعر مبعثرة، يستذكر البعض منها ذلك الماضي الجميل، ويستحضر البعض الآخر تنافسا مثيرا، استحدثه العالم الاحترافي الجديد. كل ذلك، سيكون حاضرا قبل انطلاق مجريات اللقاء المثير، لكنه سيختفي تماما، حينما يطلق حكم اللقاء صافرته، معلنا عن ركلة البداية للمباراة، التي سيستضيفها استاد الملك فهد الدولي في تمام الساعة ال (7:55)م، وسط حضور جماهيري مرتقب. سامي الجابر فيما سيكون الجميع على موعد من الترقب، لما ستسفر عنه نتيجة اللقاء الثاني، الذي سيجمع بين مدرب الشباب سامي الجابر والهلال، النادي الذي قضى معه أجمل فتراته الكروية، حيث يسعى الجابر لاثبات قدرته الفنية على تخطي أي فريق يواجهه، وان كان الزعيم، فيما لا يريد أبناء «الموج الأزرق»، سوى تحقيق انتصار جديد، بعيدا كل البعد عن العالم الافتراضي المليء بالعواطف. ولذلك، سيدخل الهلال اللقاء وهو لا يبحث إلا عن النقاط الثلاث، رغبة منه في المحافظة على الصدارة التي يحتلها برصيد (24) نقطة، حيث لا يبتعد إلا بفارق نقطتين عن الوصيف الاتحاد وبثلاث نقاط عن النصر صاحب المركز الثالث، حيث ركز مدرب الفريق الهلالي الارجنتيني رامون دياز خلال التمارين الاخيرة على تطبيق بعض الجمل التكتيكية التي سينتهجها خلال لقاء الشباب، والتي شهدت عودة النجم المخضرم محمد الشلهوب عقب زوال الالام، التي كان يعاني منها في مشط القدم. أما الشباب فلن يرضى بخسارة اخرى من الهلال في هذا الموسم، وسيسعى لتحقيق فوز يعيده إلى سكة الانتصارات، ويقربه كثيرا من فرق المقدمة، حيث يحتل الفريق المركز الخامس برصيد (19) نقطة. فالانتصار في هذا اللقاء، سيكون بمثابة رد الاعتبار للشباب عقب الهزيمة، التي تلقاها من الزعيم بهدفين نظيفين في ربع نهائي كأس ولي العهد السعودي للمحترفين.