نحمد الله ونشكره.. زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز زيارة مباركة جاءت في وقت التشكيك بقدرة هذا الوطن على مواصلة المشاريع التنموية العملاقة، فمملكتنا الحبيبة تعتمد في سياستها على الأفعال لا الأقوال، واستثمار الإنسان السعودي في الدرجة الأولى. لا ظرف يعيق هذا الوطن عن إقامة مشاريع تنموية عظيمة في كل المناطق. إدارة الأزمات بما فيها الاقتصادية، قادتنا ولله الحمد عمالقة في إدارتها، بفضل الله ثم بفضل سياسة المملكة الحكيمة، والأكثر عوناً في هذه البلاد شعبها الوفي، ففي المحن قلب واحد في جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، فلا طائفية ولا مذهبية، وإنما نحن الإنسان السعودي الذي يعيش تحت مظلة واحدة. محاولات عدة، من قوى الشر حاولت، وتحاول نشر الفرقة، والانقسام بتأجيج الطائفية إلا أنها دائماً تبوء بالفشل، فكل من عادى هذه الدولة أخزاه الله تعالى وجعل كيده في نحره. نحن السعوديين على تنوعنا القبلي والثقافي والمذهبي ننصهر في بوتقة واحدة هي هويتنا الوطنية، يجمعنا وطنٌ وقيادة في الرخاء والشدة، والتاريخ خير شاهد، ومشاريع المنطقة الشرقية التي يدشنها الملك سلمان -حفظه الله- تتحدث عن نفسها، فالطفرة ليست في ارتفاع وانخفاض أسعار النفط، وإنما في ما يتم استثماره ويعود بالخير للوطن والمواطن. مشاريع كثيرة ستُدشن، سواء أكانت تحت مظلة أرامكو، أو تحت مظلة سابك والهيئة الملكية بالجبيل، مشاريع إعجاز، ستحول المملكة بإذن الله إلى دولة قادرة على أن تتبوأ مكاناً بين دول العالم المصنِّعة إذا لم تتصدرها، لدينا كم هائل من الإمكانات والثروات الأخرى غير النفط. زيارة الملك سلمان للمنطقة الشرقية، ولقاؤه بالمواطنين زادتنا تلاحماً وارتباطاً، ومشاريع الخير أكدت قوة التلاحم، والترابط بين إنسان هذا الوطن وقيادته، شملت الجميع، ففي الإحساء تدشين مشاريع وزارة الإسكان، وفي الجبيل الصناعية الكثير من المشاريع الاقتصادية، من أبرزها مشاريع شركة «صدارة» «وساتورب» بالإضافة إلى مشاريع إسكان الهيئة الملكية، وعدد من المشاريع المشتركة بين شركتي «التصنيع» «وشفرون» «وسبكم» مشاريع لوجستية عملاقة. وهذه أرامكو التي نحبها تاريخ عريق في المنطقة والمملكة والعالم، المصدر الاقتصادي الأبرز، أرامكو اليوم في ثوبها الجديد تتحول من أكبر شركة نفط في العالم، إلى أكبر شركات الطاقة عالمياً. وزيارة سلمان الخير زيارة هدف تنموي زاد أرامكو ضخامة، ففي افتتاح مشروع حقل خريص، أحد أكبر الحقول في العالم، وحقل المنيفة، وحقل الغاز في واسط، وحقل الشيبة، وغيرها من المشاريع رفعت رأسنا عالياً. ولنا في رأس الخير الصناعية لقاء، حيث سيُدشن رعاه الله، الكثير من المشاريع الصناعية التابعة لشركة معادن والهيئة الملكية. وتُعد مدينة رأس الخير مركزاً اقتصادياً وتنموياً أنموذجاً ناجحاً في إنشاء المدن الصناعية التي تحتضن المشروعات الاستثمارية الضخمة، وستشكل بإذن الله وبجهود أبناء هذه البلاد انطلاقة كبيرة لتحقيق الأهداف ضمن رؤية المملكة 2030. مشاريع كثيرة تتضمنها البنية الأساسية والتعدين، فعلى سبيل المثال لا الحصر، سكة الحديد وما يعرف بقطار التعدين، محطة تحلية المياه وإنتاج الكهرباء، ميناء رأس الخير، ومنجم معادن للفسفات، ومنجم معادن للبوكسايات، المعدن الأساسي في صناعة الألمنيوم، ومشروعات كثيرة تعود بالنفع والخير للوطن والمواطن. كل هذه المشاريع الكثيرة التي يدشنها خادم الحرمين الشريفين رسائل تدل بما لا يدع مجالا للشك أن المملكة قوة اقتصادية ضاربة ضمن مجموعة العشرين، صفعة في وجه كل حاسد ومغرض يعبث بمستقبل المملكة الاقتصادي بانخفاض أسعار النفط. هذه المشاريع رد عملي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان على كل مغرض تقول: نحن أعمال لا أقوال، وعلى ثقة تامة بإمكاناتنا، بقدراتنا، بشبابنا، فلنعش للوطن وفي الوطن نعش وليدم هذا الوطن عزيزا مستقراً آمناً وليخسأ الحاقدون.