احتفى جاليري عبدالله القصبي للثقافة والفنون بمدينة جدة بأعمال الفنان التشكيلي السعودي ناصر الضبيحي في معرضه المقام حالياً تحت عنوان «ملامح» والذي افتتح مساء الثلاثاء الماضي من قبل طلال كردي، فيما افتتحته في اليوم التالي «الاربعاء» المخصص للسيدات سيدة الأعمال غاده غزاوي، فيما يستمر المعرض حتى الخميس القادم. ويعرض فيه الضبيحي 45 لوحة بخامات متعددة وبمقاسات مختلفة تغلب عليها الأحجام الكبيرة، ويبرز فيها جماليات الخيل العربي بمهارة لونية حازت على اعجاب العديد من الفنانين والنقاد. «الجسر الثقافي» رصد رؤى بعض الفنانين السعوديين والعرب ممن حضروا المعرض، فتحدث في البدء الفنان والناقد التشكيلي رياض حمدون وقال: «عندما عني الفنان ناصر الضبيحي خلال مسيرته التشكيلية الطويلة بالالتزام بتلك الأصالة والرمزية، نجد أنه أمتلك زمام المفردة التشكيلية بكياناتها وتوجهاتها كفارزة أساسية لموضوعيته بكل تلك البلاغة، وذلك يوضح ما تعنيه تلك الإفاضة ذات الخبرة الجاهدة في البحث والتي وضعتنا أمام «ملامح» هذا المنجز الفني الراقي فعلاً واداء». استخدام وإحساس مميز للون والظل والضوء فيما أشاد الفنان التشكيلي السوداني عوض أبوصلاح بأسلوب الضبيحي المميز وعشقه للخيل وقال: «يتميز الفنان ناصر الضبيحي بنشاطه الدائم المتجدد وبأسلوبه الواقعي المميز وعشقه للخيل، فنجده يستعرض في أعماله أوضاعا مختلفة لأشكال الخيل وربطها بعناصر تراثية تتناسب لوناً وشكلاً مع العنصر البارز في أعماله». ويضيف ابوصلاح: «الضبيحي فنان يمتلك قدرات جيدة في استخدام اللون والاحساس بالظل والضوء، ما يجعل لأعماله زهواً ان دل فأنما يدل على مقدرات الفنان واستخدامه عنصر اللون وتمرسه على ذلك». وتحدث الفنان التشكيلي اللبناني ياسر خطار وقال: «تبقى الخيول العربية واحدة من أكثر المواضيع الفنية التي تداولتها الفنون التشكيلية بكل اتجاهاتها ومذاهبها، ما جعل الخوض في هذا الموضوع يتطلب حرصاً زائداً على استنباط أساليب جديدة لانتشال مكامن الجمال الكامنة في الرمزية التي يمثلها الحصان العربي في موروثنا الثقافي، حيث اتسعت الساحة التشكيلية للكثير من المبدعين العرب الذين أضافوا الكثير من مفردات الجمال، ومن أكثرهم حضوراً وخصوصية الفنان السعودي المبدع ناصر الضبيحي الذي ارتبط اسمه كواحد من أهم التشكيليين العرب بهذا الموضوع، حيث لا تخطيء العين الخبيرة لوحته بكل زهوها ورشاقة خطوطها وتكويناتها المسترسلة بين ظل زاهٍ ولون متقد بالحياة». الفرس ثابت مشترك في جل أعمال الضبيحي أما الفنان والشاعر والناقد التشكيلي المغربي محمد الشهدي فقال: «جعل الفنان ناصر الضبيحي للحصان صولة فسيولوجية تتماهى بالرشاقة شكلا وحركة داخل تشكيلة متعددة من الخلفيات التي فوق كل منها يتقمص الفرس دوراً خطابياً يختلف عنه في غيرها من الخلفيات، ولأن الحصان المجرد داخل لوحة يفقد اهتمام المتلقي به إذا لم ترافقه تلك الملامح الاجتهادية التي تنطلق من المرئي لونا وحركة واستعارات وتنتهي بنص خطابي وذلك وحده ما يبعد الاستنساخ أو النمطية». وأضاف الشهدي: «الفنان الضبيحي أجاد إذ أبقى على الفرس كثابت مشترك في جل أعماله بينما أعطى للخلفية دوراً يكاد يكون هو المتعة الحقيقية المجسدة لتعدد الخطابات، حيث يُصَهِّر التضاريس التكوينية للحصان في تفاصيل النص الخطابي.. وهذا يترجم عديد محطات هذا الرفيق المطيع الأنيق في حياتنا بصرياً وموضوعاتياً».