سقط عشرات القتلى والجرحى في قصف شنته طائرات نظام الأسد على أحياء شرق حلب أمس الأربعاء. فيما قالت المعارضة السورية المسلحة إنها صدت هجوما جديدا لقوات النظام وميليشيات أجنبية متحالفة معها على جبهات عدة بحلب امس. وأكدت المعارضة أنها قتلت عشرة من قوات النظام خلال معارك في جبهة ميسلون واستولت على أسلحتهم وذخائرهم. بينمااستخدم النظام غاز الكلور مجددا. من جانبها اتهمت فرنسا النظام وحلفاءه باستغلال حالة الغموض السياسي في الولاياتالمتحدة لشن «حرب شاملة» على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في البلاد، وقالت إن الدول التي تتخذ موقفا مناوئا من رئيس النظام بشارالأسد ستجتمع في باريس قريبا. وأبدى دبلوماسيون أوروبيون قلقا من أن الأسد قد يتشجع بتعهدات ترامب بإقامة علاقة أوثق مع روسيا حليف سوريا. وقال وزير الخارجية جان مارك إيرو للصحفيين بعد الاجتماع الأسبوعي للحكومة: «اليوم هناك مليون شخص محاصر. ليس فقط في حلب وإنما في حمص والغوطة وإدلب وهذا هو واقع الأمر في سوريا». وتابع: «تأخذ فرنسا بزمام المبادرة لمواجهة استراتيجية الحرب الشاملة التي يتبعها النظام وحلفاؤه الذين يستفيدون من حالة عدم اليقين الحالية في الولاياتالمتحدة». وأضاف إن اجتماعا للبلدان المناوئة للأسد وبينها الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية وتركيا سيعقد في الأيام المقبلة في باريس. وقال ستيفان لو فول المتحدث باسم الحكومة الفرنسية إن الاجتماع سيعقد في بداية ديسمبر. وأبدى مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا قلقه أيضا أمس الأول من احتمال أن يشن الأسد هجوما جديدا لسحق شرق حلب قبل تنصيب ترامب. وزاد القصف المكثف لشرق حلب بما في ذلك على المستشفيات من احتياج السكان إلى الدواء والغذاء والوقود في الأسابيع الأخيرة. وتتحرك فرنسا -وهي داعم قوي للمعارضة المناهضة للأسد- الآن لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات على النظام السوري لاستخدامه أسلحة كيماوية. وتوصل تحقيق أجرته الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى أن قوات الأسد مسؤولة عن ثلاث هجمات بغاز الكلور وأن تنظيم داعش استخدم غاز الخردل. وقال إيرو: «ثبت أن النظام وداعش استخدما أسلحة كيماوية ومن ثم نحن نحتاج الآن إلى عقوبات وهذا هو القرار الذي نريده من الأممالمتحدة. وأضاف يجب أن يتوقف المجتمع الدولي عن غض الطرف». وأضاف: «لن نجلس دون أن نفعل شيئا». وكانت روسيا قالت إن نتائج التحقيق لا يمكن استخدامها لاتخاذ إجراء في مجلس الأمن وإن الحكومة السورية التي تنفي استخدام أسلحة كيماوية يجب أن تحقق في هذه المزاعم. المعارضة: روسيا تعرقل المفاوضات من جانبه طالب رياض نعسان آغا المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات السورية بوقف شامل لإطلاق النار والعودة إلى المفاوضات، واتهم آغا روسيا بعرقلة المسار السياسي. وأثار القصف العنيف والمكثف والحصار الخانق على الأحياء الشرقية لمدينة حلب خلافاً متصاعداً بين الغرب وروسيا حليفة نظام الأسد وداعمته سياسيا وعسكريا. وجديد الخلاف، اتهام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للمبعوث الأممي ستافان دي ميستورا بتقويض محادثات السلام السورية. واعتبرت المعارضة السورية موقف لافروف الجديد، تهرباً من دوره الرئيسي في تعطيل المفاوضات، داعية إلى وقف شامل لإطلاق النار في حلب. ودفعت اشتداد المعارك والقصف وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير للمطالبة بإنهاء القصف ووضع خطة لمرحلة انتقالية. أما فرنسا، فدعت على لسان الرئيس فرنسوا هولاند إلى حوار صريح ومباشر مع داعمي النظام.. في إشارة الى الحلقة الأقوى روسيا. وبين الشد والجذب السياسي والعسكري على الأرض، تبرز مناشدات لمنظمات دولية بوقف مأساة حلب المتزايدة. الأممالمتحدة: حكم كمبوديا عظة للأسد على صعيد آخر، قال ممثل الاممالمتحدة في المحكمة التي تنظر في جرائم الخمير الحمر في كمبوديا الاربعاء ان الحكم بالسجن مدى الحياة على اثنين من مسؤولي هذا النظام يشكل «رسالة» للقادة الكوريين الشماليين والسوريين وتنظيم داعش على حد سواء، تؤكد على عدم الافلات من العقاب. وقال ديفيد شيفر موفد الامين العام للامم المتحدة الى المحكمة الخاصة في بنوم بنه «انها رسالة الى قادة العالم اجمع بأن القادة مسؤولون في نهاية المطاف عن الجرائم التي ترتكب في ادارتهم». واضاف انه على القادة الحاليين «جميعا ان يأخذوا علما بأن ما حدث في هذه المحكمة اليوم يمكن ان يطالهم بعد اربعين عاما»، وذكر كوريا الشماليةوسوريا والفلبين وحتى قادة داعش في سوريا والعراق. وتابع: «ان قادة كوريا الشمالية خصوصا عليهم ان يأخذوا علما بما حدث اليوم هنا»، مدافعا عن ضرورة المحاكم الدولية للنظر في جرائم الدول وجرائم الحرب. وأكدت محكمة في جلسة استئناف في بنوم بنه الاربعاء حكم السجن مدى الحياة على اثنين من قادة الخمير الحمر ما زالا على قيد الحياة في كمبوديا التي تسعى الى طي هذه الصفحة السوداء من تاريخها.