فيما عبر مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا، عن قلقه من احتمال أن يشن نظام بشار الأسد هجوما جديدا لسحق شرق حلب قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في 20 من يناير القادم ، قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن النظام بعث رسالة نصية إلى سكان الناحية الشرقية من المدينة التي تحت سيطرة المعارضة المسلحة حملت إليهم تحذيرا شديد اللهجة. وأوضحت الصحيفة أن الرسالة تضمنت تحريضا لمقاتلي فصائل المعارضة ضد قادتهم مطالبة إياهم بالاستسلام، مشيرة إلى أن الرسائل النصية والمطويات وحتى المنشورات السياسية التي تحمل تحذيرات بالهجوم مختلطة بوعود بالعفو غالبا ما تصاحب القصف، وهي ما وصفتها المعارضة بإستراتيجية "الاستسلام أو التجويع" وما لها من عواقب مدمرة. ولفتت الصحيفة إلى أنه بعد يومين من هذه الرسالة صب النظام مدعوما من روسيا قوته الغاشمة على المدينة بوابل من القصف لم يسبق له مثيل، مبينة أن النظام يعتمد على أسلوب سحق المجتمعات الثورية، ألا وهو محاصرة وقصف معارضيه حتى الاستسلام. يذكر أن نحو 275 ألف شخص محاصرون في الناحية الشرقيةبالمدينة وقد أصابهم الوهن والإعياء من نقص الطعام، ويرى محللون أن حجم الهجوم المتوقع يجعل من هذه المعركة الأكبر في الحرب السورية التي مر عليها خمس سنوات. أمر واقع علق دبلوماسيون أوروبيون على تصريحات المبعوث الأممي إلى سورية عن قلقه من احتمال أن يشن نظام بشار الأسد هجوما جديدا لسحق شرق حلب، بأن الأسد قد يشجعه تعهد ترامب بتعزيز العلاقات مع روسيا، كما أن من المستبعد أن ترد الحكومة الأميركية الحالية مع قرب نهاية ولايتها. وقال المشرع الألماني، رولف متزنيخ، الذي من المحتمل أن يصبح وزير الخارجية القادم لألمانيا خلفا للوزير الحالي، فرانك فالتر شتاينماير، إن روسيا وسورية تستغلان الفترة الزمنية التي تسبق تولي ترامب لمنصبه رسميا "لإيجاد أمر واقع" في سورية عبر استئناف القصف والغارات الجوية مشددا على أن الحل السياسي وحده هو الممكن هناك. وأضاف متزنيخ أن ترامب لم يضع جدول أعمال محددا للشرق الأوسط، مما يسبب "فراغا في الأفكار"، معبرا عن مخاوفه من تزايد الاضطرابات وحتى المزيد من الحروب بالوكالة" في المنطقة. عرقلة المسار السياسي طالب المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات السورية رياض نعسان آغا، بوقف شامل لإطلاق النار والعودة إلى المفاوضات، واتهم آغا روسيا بعرقلة المسار السياسي. وكان القصف العنيف والمكثف والحصار الخانق على الأحياء الشرقية لمدينة حلب قد أثار خلافاً متصاعداً بين الغرب وروسيا حليفة نظام الأسد، ودعت فرنسا على لسان الرئيس فرنسوا هولاند إلى حوار صريح ومباشر مع داعمي النظام، فيما ناشدت تقارير المنظمات الدولية وقف مأساة حلب المتزايدة.