تزامنا مع تمديد مجلس الأمن الدولي أول من أمس، التحقيق في الهجمات الكيميائية على مناطق متعددة في سورية لمدة عام إضافي، لم يجد نظام بشار الأسد وحلفاؤه ما يردعه عن التمرد ومواصلة قصف المدنيين بالقنابل والبراميل المليئة بالغازات السامة في مدينة حلب، والتي قتلت عددا منهم، وأصابت آخرين بحالات متعددة بالاختناق، فيما قصفت الطائرات الروسية لأول مرة مواقع المعارضة المسلحة بالصواريخ. وأفادت مصادر ميدانية بأن عدة حالات اختناق وصلت إلى المستشفى الميداني جراء البراميل المتفجرة المحتوية على غازات الكلور السامة في حي هنانو والأرض الحمرة بحلب، قبل أن يستهدف الطيران الحربي المستشفى ذاته بالقنابل المظلية التي أدت إلى تدميره، في وقت تشهد فيه الأحياء الشرقية لمدينة حلب اشتباكات عنيفة بين الجانبين. تحقيق الكيماوي كان مجلس الأمن الدولي قد وافق أول من أمس، على تمديد التحقيق الدولي الذي يهدف إلى تحديد المسؤولين عن الهجمات التي وقعت في سورية واستخدمت فيها أسلحة كيميائية، بعد أن طلبت روسيا توسيع التحقيق لكي ينظر فيه بشكل أكبر. وأقر المجلس المؤلف من 15 عضوا قرار التمديد لعام واحد، وهو الذي صاغته الولاياتالمتحدة بالإجماع. كما توصل التحقيق الذي تجريه كل من الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، إلى أن النظام السوري متورط في 3 هجمات بغاز الكلور، بالإضافة إلى تنظيم داعش الذي استخدم غاز الخردل بحسب تقارير مثبتة. يأتي ذلك، بعد أسبوع واحد من تصويت المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، على إدانة استخدام النظام السوري وتنظيم داعش المواد السامة في النزاع الدائر بالبلاد. مطلب رحيل الأسد دعا رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنس العبدة، جميع قوى المعارضة إلى توحيد صف المعارضة والتركيز على هدف الإطاحة بالنظام، فيما وصف المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية رياض حجاب، العمليات التي تشن على مدينة حلب بأنها جريمة حرب. وطلب العبدة خلال مؤتمر عقد بإسطنبول أول من أمس، من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، أن يسحب الشرعية من نظام بشار الأسد، باعتبار أنه لا يمثل الدولة السورية، كما حث بريطانيا وفرنسا وبقية الدول على اتخاذ قرارات مشابهة لذلك. وأشار العبدة إلى أن ترامب حينما يريد قتال تنظيم داعش ويترك نظام الأسد، فإن ذلك يدل على أنه لم يستمع إلا لوجهة نظر واحدة، وهي أقرب إلى التنظير الروسي والإيراني، مشددا على ضرورة الاستماع إلى شهادات للائتلاف ومن يمثل قوى المعارضة، حتى تكون الانطباعات متوازنة وفي محلها.