مع تصاعد التحذيرات من مغبة دخولها عمق المعارك، والتخوف من انتهاكاتها لحقوق المدنيين والتصفية بحق سنة العراق، والعمل على تنفيذ المخطط الصفوي بالتغيير الديمغرافي للمنطقة، بدأت ميليشيات الحشد الشعبي الطائفية المدعومة من إيران، أمس الاثنين، تنفيذ اولى خطوات مشروع طهران، وقامت بتغيير تسمية «مطار تلعفر» بمحافظة نينوى، مطلقة عليه اسم «جاسم شبر». من جهتها، أصدرت رئاسة إقليم كردستان الاثنين بيانا ردت فيه على ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية على لسان باقر جبر صولاغ الزبيدي القيادي في المجلس الأعلى العراقي الذي يتزعمه عمار الحكيم وتضمن تهديداً تحت عنوان «قادمون يا بعشيقة». وجاء في البيان الكردي :»نشرت بعض المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي تهديداً منسوباً للسيد باقر، وللأسف لم يصدر أي تكذيب، خاصة وأنه نشر منذ عدة أيام ومنسوب إلى عضو قيادي في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي الذي تربطنا به وبقادته علاقات تاريخية ونضالية طيبة». وأضاف :»إذا ما صح هذا الخبر وكان فعلاً يمثل رأي المنسوب إليه، فإننا نؤكد دوماً بأن شعبنا يدافع عن الحضارة والإنسان، ومن يريد أن يجرب حظه العاثر، فجبالنا لا تزال شامخة في مكانها.»وفي السياق السابق، وبحسب السومرية نيوز، كشف القيادي في الميليشيا الطائفية احمد الاسدي في بيان أن «الميليشيا أطلقت اسم القائد جاسم شبر - عضو شورى ميليشيا يطلق عليها «جند الإمام»- على مطار تلعفر وفاء للجهود التي بذلها في تحرير المدن والمواقع المهمة وآخرها المطار»، زاعما أن «قضاء تلعفر على موعد مع النصر قريب». يأتي ذلك مع اعلان اللجنة الأمنية في مجلس الأنبار، الاثنين، ان هناك ظلما واعتقالات ضد المواطنين تنفذها الميليشيا في ناحية الرحالية جنوب الفلوجة، كاشفا أنها تنفذ دون علم الاجهزة الامنية بالمحافظة، وطالب رئيسي الوزراء حيدر العبادي والبرلمان سليم الجبوري بإنهاء ذلك. وكان متحدث باسم ميليشيات «عصائب أهل الحق»، أوضح سابقا أن تصريحات الحكومة التركية الرافضة لدخول ميليشيا الحشد مدينة تلعفر لن تثنيهم عن استعادة المدينة، على حد وصفه. من جهته قال عضو اللجنة الأمنية في مجلس الأنبار راجع بركات العيفان: إن «ناحية الرحالية الواقعة جنوب الرمادي، بدأت تفرغ من السكان بسبب الاعتقالات اليومية التي تنفذها جهات غير معروفة»، مطالبا «رئيس مجلس الانبار صباح كرحوت ونائبه فالح العيساوي بعقد جلسة طارئة حول الموضوع واتخاذ قرار جريء بشأن ما يحصل بالرحالية». وأضاف بركات، «ان هناك مداهمات واعتقالات منذ ثلاثة أيام لجهات تأتي من كربلاء لا نعلم من هي وأين تذهب بالمعتقلين»، موضحا انه «لا أحد يستطيع التكلم مع هذه الجهات». وتابع ان «هذه الجهات اعتقلت أكثر من 30 مدنيا»، داعيا رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ورئيس الوزراء حيدر العبادي الى «التدخل الشخصي لإنهاء هذه المشكلة كونها تتم دون علم الأجهزة الامنية في الأنبار». وشدد العيفان على ضرورة ان «يكون قائد عمليات الانبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي وقائد شرطة الانبار اللواء هادي رزيج كسار على قدر المسؤولية بالمحافظة على حدود الأنبار». في المقابل أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين، الاثنين، عن عودة 2427 نازحًا من مخيمات الجدعة بناحية القيارة وديبكة في اربيل الى مناطقهم المحررة في محافظة نينوى بعد استحصال الموافقات الامنية لعودتهم. وقال مدير عام دائرة شؤون الفروع في الوزارة ضياء صلال، وفق السومرية نيوز: إن «فرق الوزارة الميدانية قامت اليوم (أمس) بنقل 2427 نازحًا من مخيم الجدعة ومخيم ديبكة الى مناطقهم المحررة في تل الشوك والشويرات التابعة لناحية الشورة وتل الشعير والنمرود جنوبي مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، وناحية قراج التابعة لقضاء مخمور جنوبي المحافظة، فضلا عن تأمين كافة المساعدات الاغاثية لهم». أثناء ذلك، تجري القوات العراقية، التي تقاتل التنظيم في الضواحي الشرقية للموصل، إعادة تنظيم في صفوفها، كما تقوم بعمليات تفتيش من منزل الى آخر، بحثا عن سيارات معدة للاستخدام في هجمات انتحارية. وذكر اللواء سامي العريضي، قائد القوات العراقية الخاصة، أن رجاله أحبطوا محاولتين لتفجير سيارتين ملغومتين، صباح الاثنين، بإطلاق النار على السيارتين قبل اقترابهما، ما تسبب في انفجارهما قبل الوصول لأهدافهما. وقال: إن سيدة أصيبت في الحادث، وقام جنود بالتنقل من منزل إلى منزل في 4 أحياء تمت استعادة السيطرة عليها، مؤخرا، للبحث عن مركبات معدة للاستخدام في تفجيرات انتحارية في المستقبل، وفق «الأسوشيتد برس». من ناحيتها، أعلنت قوات جهاز مكافحة الاٍرهاب أنها بدأت بتطويق حي الزهور في الجانب الشرقي للمدينة، ويأتي التطويق في الوقت الذي تمكن فيه الجهاز من الدخول إلى بعض المباني السكنية في حي شقق الخضراء، واستعادة السيطرة على مشروع الماء. وفي السياق، كشف مسؤول إعلام الاتحاد الوطني الكردستاني في نينوى، غياث السورجي، عن تنفيذ قوة عراقية - أمريكية عملية إنزال جوي غرب الموصل، مشيرا إلى اعتقال سبعة عناصر من «داعش» خلال العملية. وسبق أن أعلنت منظمة الهجرة الدولية، قبل نحو اسبوع، «أن أكثر من 56 ألف عراقي أجبروا على النزوح جراء عملية تحرير الموصل من قبضة التنظيم»، فيما يشير مراقبون الى ازدياد اعداد النازحين من المدينة نتيجة العمليات العسكرية الجارية.