منذ عام 2007م الذي كان آخر أيام الحقبة الجميلة لمنتخبنا الوطني ومن خلال منتخب شاب آنذاك وصلنا إلى نهائي بطولة كأس آسيا وكنا في المركز الوصيف بعد خسارة ذلك النهائي الذي لم يكن لكرة القدم بل كان للمصارعة والركل والضرب من المنتخب العراقي، لم نشاهد تطورا ملحوظا في أداء المنتخب إلا مع هذه المرحلة وهي المرحلة النهائية للتصفيات المؤهلة لكأس العالم في روسيا 2018م. مع تطور الاداء تتحد الجماهير تحت راية الوطن ويزداد التفاؤل وحتى لو لم تكن النتيجة ايجابية، فأن تفعل ما عليك كفيل ان تستحق عليه الشكر. المباراة الاخيرة لمنتخبنا امام اليابان لم تكن كسابقاتها خلال السنوات التسع الماضية، فكانت كمية التفاؤل كبيرة جدا بناء على ما قدمه المنتخب خلال مبارياته الأربع الماضية، شخصيا كنت متفائلا جدا ولم يرهبني منتخب التكنولوجيا رغم اننا نلعب في أرضه وبين جمهوره، بدأت المباراة وتولينا زمامها حتى جاءت ضربة الجزاء الظالمة التي لم تكن غريبة على الاتحاد الاسيوي الركيك الضعيف في كل شيء، بعدها تحولت المباراة وزادت أخطاؤنا سوءا حتى ولج بنا الهدف الثاني وقبيل الانتهاء احرزنا هدفا كنا نحتاج دقائق اضافية لنحرز مثله، النتيجة ليست بغاية السوء فما حصدناه في بداية المشوار كان كفيلا بتربعنا على صدارة المجموعة. الشاهد في ما أقول ليس فنيا أبدا فلم أتكلم عن التشكيلة أو النهج التكتيكي أو التبديلات وما شابهها بل أتكلم من خلال عين مواطن يعشق لون بلاده يحب أن يفرح مرة أخرى كما كان يفرح سابقا، يحب أن يرى راية أبناء وطنه مجتمعة تحت قميص المنتخب كما كانت سابقا بعد أن شابتها ألوان الاندية والتعصب المقيت الذي وصل للمنتخب الوطني، فعند راية الوطن كل الاستثناءات تحضر وكل الضجيج يتوقف وكل العيون تتجه صوبه فقط. في الملعب كان الجمهور الياباني كعادته مبرمجا، يصفق ويشجع كالآلة دون توقف، ومع كل ذلك كان لأبناء المملكة حضور مشرف، فالطلاب كانوا اول الحاضرين ورابطة المنتخب كانت بأقصى جاهزيتها بقيادة أحد أكثر أبناء الوطن إخلاصا وحبا وهو قائد مدرج المنتخب منذ أكثر من ثلاثة عقود عاطي الموركي، هذا الرجل لم ترهقه السنون فمنذ عام 1984م في سنغافورة وهو يرافق المنتخب أينما حل، ليت هذا الرجل يستنسخ كثيرا فكنا في وقت ما بحاجة لمثله. الشاهد ان المواطن يريد أداء حتى وإن لم يقترن بنتيجة، فالاداء يوحد الصف ويحفز للحضور والمؤازرة وهذا بإذن الله ما اتوقعه بل أجزم به في مباراتنا ضد اليابان في الإياب على أرضنا ليصبح الكمبيوتر أخضر اللون هذه المرة وبحول الله نحجز من خلاله تذكرتنا على أقرب طائرة إلى موسكو. بإذن الله ألقاكم السبت المقبل في أمان الله.