أثار اصرار ميليشيات الحشد الشعبي على مشاركتها بمعركة الموصل تخوف عدد من السياسيين والمنظمات والمراقبين، خاصة بعد نشر وتداول فيديو صادم لقتل طفل بإحدى قرى المدينة؛ بإطلاق النار عليه ثم دهسه بدبابة، والتي اشارت أصابع الاتهام فيه للميليشيات الطائفية، بعيد تأكيدات من زعماء للعشائر بأن قوات الحشد هي من نفذت الجريمة الوحشية. وكانت الأممالمتحدة اتهمت من قبل تنظيم «داعش» بإعدام مدنيين في الموصل كما اتهمت ميليشيات الحشد بارتكاب أعمال قتل انتقامية في المعارك الدائرة في المدينة. وأكدت الميليشات الطائفية أمس الإثنين مشاركتها بالمعركة بالقول: إنها بدأت المرحلة الثالثة من العملية. في غضون ذلك، كشف مسؤول إعلام الاتحاد الوطني الكردستاني في نينوى غياث السورجي، الاثنين، أن قوات البيشمركة انسحبت من مركز بعشيقة وسلمت ملفها الأمني الى شرطة نينوى والاسايش، فيما أكد أن الدوائر الحكومية في النحاية عادت وبدأت بأعمال رفع الأنقاض وإعادة تأهيل الدوائر التي طالها الضرر بفعل تفجير عدد منها من تنظيم «داعش». وأضاف السورجي إن «الدوائر الحكومية والبلدية بدأت بأعمال رفع الأنقاض من الشوارع والمنازل لغرض تهيئة الناحية لإعادة السكان اليها في القريب العاجل»، مشيراً إلى أن «البنى التحتية لناحية بعشيقة طالها الضرر بنسبة 20%، ولكن الناحية بحاجة الى الكهرباء». في المقابل، أفادت مصادر عراقية في وقت متأخر، الأحد، بأن التنظيم أجبر سكان الأحياء الشرقية في المدينة على مغادرة منازلهم والتوجه نحو مركزها، لاستخدامهم دروعاً بشرية على الأرجح. من جانبها، أعلنت قيادة العمليات الخاصة الثانية في قوات جهاز مكافحة الإرهاب السيطرة بالكامل على حيي كركوكلي والأربجية ونصف مساحة حي البكر شرق الموصل. ويواجه الجهاز خطر العبوات الناسفة التي زرعها داعش على الطرق خلال تطهيره لباقي الأحياء التي استعادها في المنطقة الشرقية. أما عند المحاور الشمالية، فقد تعهدت القوات العراقية بتضييق الخناق على تنظيم داعش في معاقله. وتهدف القوات هناك إلى السيطرة على حي الحدباء وهو أول الأحياء ضمن حدود المدينة. أثناء ذلك، أعلنت دائرة الهجرة والمهجرين في محافظة الانبار، الاثنين، عن عودة أكثر من 100 ألف اسرة نازحة الى مناطقها المحررة في المحافظة. وقال مدير الدائرة محمد رشيد: إن «اكثر من 53 الف اسرة نازحة عادت الى الرمادي، واكثر من 22 ألف اسرة نازحة عادت الى الفلوجة». مبينا أن «أكثر من 7 آلاف اسرة نازحة عادت لقضاء هيت غرب المدينة». وأضاف رشيد إن «أكثر من 7 آلاف اسرة نازحة عادت الى قضاء الخالدية شرق الرمادي، فيما عادت أكثر من 6 آلاف اسرة نازحة الى قضاء الكرمة شرق الفلوجة». من ناحية ثانية، قتل ثمانية أشخاص على الأقل وأصيب ستة آخرون بجروح بينهم نساء وأطفال في هجوم انتحاري الاثنين، في محافظة كربلاء جنوببغداد، بحسب ما ذكر مسؤولون. وأوضح المسؤولون أن الهجوم وقع في حي الجهاد في بلدة عين التمر بكربلاء وشارك فيه ستة انتحاريين، بعضهم قد يكون قتل برصاص قوات الأمن، قبل تفجير نفسه. وقال عضو مجلس محافظة كربلاء معصوم التميمي: «قتل ثمانية أشخاص وأصيب ستة آخرون بجروح بينهم نساء وأطفال، جراء تفجير ستة انتحاريين أنفسهم وسط حي الجهاد في عين تمر» في الأطراف الغربية من كربلاء. وتابع: «لكن لدى مواجهتهم مقاومة من قوات الأمن، انسحبوا إلى حي الجهاد وفجروا أنفسهم داخل الحي بين منازل المدنيين». لكن المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية العميد سعد معن أشار إلى أن «القوات الأمنية في محافظة كربلاء قتلت صباح اليوم (أمس الاثنين) خمسة انتحاريين حاولوا تنفيذ اعتداءات إرهابية في حي الجهاد». وأشار معن إلى أن القوات الأمنية «تمكنت من محاصرة انتحاري سادس، ما دفعه للدخول إلى أحد المنازل وتفجير نفسه».