ما حصل من توجيه صاروخ لقبلة المسلمين عمل يستنكره ويستغربه كل مسلم على وجه الارض؛ انه بيت الله الحرام الذي حرمته وقدسيته والدفاع عنه امانة في عنق كل مسلم في الكرة الارضية، يجب ان يفديه الجميع بكل ما يملك في هذا الوجود. ان كعبة المسلمين التي تتجه اليها الأفئدة في اليوم خمس مرات في صلواتهم ويتجهون الى بيت الله الحرام ليتمم كل مسلم ركنه الخامس من أركان الاسلام الخمسة، انه اول بيت وضع للناس له قدسيته وحرمته. هل من فكر في هذ العمل الغريب نسي نفسه ونسي خالقه ونسي قبلته، اذا كان يشهد ان لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله؟ ان من قام بهذا العمل المشين فقد القدرة على التفكير واختلطت عليه الأمور وأصبح التدمير هاجسه الاول.. هل يعقل ان نوجه صاروخا في قلوب اكثر من مليار مسلم؟ هل نستهين بقدرة خير أمة اخرجت للناس انها أمة عاهدت ربها ورسولها ان تحمي دينه وتحافظ على بيته الحرام؟ هل نسي هؤلاء وامثالهم ما قامو به من اعتداء في شهر رمضان من استهداف قبر سيد البشر لتكرر المحاولة بانتهاك حرمة البيت العتيق؟ الى متى هذا الاستهتار واللعب بالنار وتناسي رب هذ الكون؟ ان الجميع في هذه الدنيا سوف يفدون قبلتهم بأرواحهم، هل نسيت هذه الفئة نفسها وضيعت طريقها ليرتد صاروخها على أعقابه بدفاعات سخرت ان تعمل لترد كيد كل معتد ضيع طريقه ونسي نفسه ووهب نفسه للشيطان الذي أغواه وأضله وشتت فكره؟ الى متى هذا التشتت من تلك الفئات التى باعت نفسها وسخرتها لتصفية المسلمين وضياعهم في كل موقع من هذه الارض؟ فلقد رخصت نفوسهم ورخص وطنهم وقبلتهم التي يجب أن يكون الدفاع عنها من الأولويات في حياتهم. لماذا ضيع البعض الطريق؟ ان الخالق يمهل ولا يهمل، وسوف يخسف بهم الارض بما حملت.. ان هذا التصرف ادخل الجميع في دوامة من التفكير، لماذا هانت عليهم الكعبة وقدسيتها؟ لماذا لا يوجهون صواريخهم لاعداء الدين؟ لماذا هانت عليهم نفوسهم ومن اجل من؟ لماذا تشتتت افكارهم؟ هل نسوا ان رب البيت العظيم سوف يحمي بيته من كيد الكائدين؟ قال تعالى (ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين). ان كل ما يجري للنيل من الاسلام والمسلمين والتهاون في أماكن عبادتهم امر محزن ان يمارسه من عرف ربه ونطق بالشهادة، ان هذا الدين يدعو لنصرة الحق ونشر الحب والتسامح بين الشعوب واحترام حرمة المقدسات. يجب ان لا نشعل الفتن لكي لا نخسر أنفسنا؛ لان المساس ببيت الله الحرام هو تدمير لكل نفس. يجب ان نبعد عن كل ما يسبب التفرقة ونحمي بيت الله بأرواحنا. كفانا انقساما، كفانا تهاونا، كفانا عبثا جنونيا شتت العقول وضيع الأصول. ان عقيدتك ودينك هي اصلك الراسخ الذي سوف يضمن لك رضا خالق هذا الكون، ولن ننال رضاه الا باتباع ما يحب ونصرة الحق في كل زمان.. اللهم احفظ قبلة المسلمين.