لا يخلو حديث عن مشاكل المرور في المنطقة الشرقية من ذكر مشاكل الشاحنات أو الصداع اليومي، الذي تسببه على طرق المنطقة. وأكثر ما يقلق الجهات المختصة في مشاكل الشاحنات عدم التزامها بالسير في الأوقات المخصصة لها مما يسبب حالة من الفوضى والزحام على الطرق. كما أن عدم إلمام السائقين بالعديد من القواعد المرورية وتجاهل مًنْ يعلم بهذه القواعد لتطبيقها ضاعف من حالة الفوضى في ظل اختفاء ساحات للشاحنات في العديد من المواقع مما يساهم في عدم مزاحمة الشاحنات للأحياء السكنية وهي الظاهرة، التي انتشرت في الفترة الأخيرة، ويعيش سكان هذه الأحياء في قلق مستمر بسبب الزحام، الذي تسببه هذه الشاحنات بالاضافة الى المشاكل الأخرى. «اليوم» فتحت ملف الشاحنات مع العديد من الجهات ذات العلاقة وتنشره في حلقات. زمام المبادرة يقول عضو مجلس ادارة غرفة الشرقية ورئيس لجنة النقل البري بندر الجابري إن السبب في أزمة الشاحنات والاختناقات المرورية، التي تسببها عدم وجود ساحات لتلك الشاحنات التي تريد الدخول في اوقات الذروة، خاصة في مداخل المنطقة الشرقية، واضاف الجابري انه يجب على وزارة النقل أن تمسك زمام المبادرة لإيجاد ساحات للشاحنات، ويجب على الوزارة اخذ زمام المبادرة أيضا لحل مثل هذه الاشكاليات، التي نعاني منها بشكل متواصل وعلى مدار العام، خاصة بالمنطقة الشرقية، وبرأ الجابري الإدارة العامة للمرور بالمنطقة الشرقية، التي تقوم بعملها على اكمل وجه من حيث انسيابية الحركة المرورية وعدم دخول الشاحنات في اوقات الذروة. مزيد من الاجراءات يحد من مشاكل الشاحنات ##القطار لا يكفي وقال الدكتور عبدالحميد المعجل المشرف على كرسي ارامكو للسلامة المرورية بجامعة الدمام إن مشكلة الشاحنات تتضمن عدة نقاط منها كثرة اعدادها على اعتبار أنها معدات ثقيلة وقلة النقل العام مثل القطارات وغيرها من الامور، التي تساهم في انسيابية الحركة المرورية في الشرقية، وأضاف المعجل إن مدينة الدمام تخدم بشكل كبير المنطقة الوسطى وبالتحديد من خلال تغذيتها بالبضائع من خلال ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام الذي تصل عن طريقه بضائع الشركات، التي تتخذ الرياض عاصمة المملكة مقراً لها. واشار المعجل الى ان القطار المستخدم في نقل البضائع لم يعد يكفي لنقل البضائع، التي تزداد مع ازدياد الطلب وايضا التضخم في السكان مما يجعل هناك حركة اقتصادية مهمة في البلد والقطار لا يكفي وحده لخدمة حركة نقل البضائع مما ولد ضغطا من التجار ورجال الاعمال لنقل بضائعهم من الدمام، التي تستقبلها عن طريق الميناء، ومن ضمن الاسباب ان اكثر البضائع تنقل عن طريق الشاحنات واهمل عمل القطار الحالي، الذي صمم خصيصاً لنقل البضائع مما جعل هناك كثرة في اعداد الشاحنات الموجودة حالياً. المعادلة صعبة واشار المعجل الى ان المعادلة صعبة في هذا الجانب لأهميتها من الجانب الاقتصادي، وهناك سبب رئيس ايضاً هو عدم افتتاح الطريق الدائري للمنطقة الشرقية، واكد المعجل انه يجب فصل الشاحنات عن السيارات الصغيرة، خصوصاً في اوقات الذروة لا سيما ان إدارة المرور بالمنطقة الشرقية مسيطرة بنسبة كبيرة على الموضوع وجهودها واضحة ولكن كثرة هذه الشاحنات تجعلنا نطالب بوضع حلول اخرى. العديد من الحلول مطلوب تطبيقها لإنهاء مشاكل الشاحنات الطريق الدائري وعن الحلول، اشار المعجل الى اهمية وجود ميناء جاف خارج مدينة الدمام مثل الميناء الموجود حالياً بالرياض وتكون مهمته توزيع البضائع، التي تصل إلى الميناء بحيث يخفف الازدحامات المرورية داخل المدينة، وتكون الشاحنات خارج المدينة من استلام وتسليم بضائع، بالإضافة إلى افتتاح عدد من مشروعات الطرق بالشرقية وفي مقدمتها الطريق الدائري، واضاف المعجل إنه يجب تخصيص مسارات للشاحنات، خاصة طريق الملك سعود المؤدي إلى الميناء وبعض الطرق ذات العلاقة، واكد المعجل انه من ضمن الحلول تطوير القطار الحالي وتوسعة السعة الاستيعابية لنقل البضائع الى اضعاف متعددة، وأشار المعجل الى أنه من خلال كرسي السلامة المرورية بجامعة الدمام، الذي تشرف عليه أرامكو لديهم دراسة بدأت منذ فترة وسترى النور قريباً حول المشكلة. الحوادث المؤلمة فيما عبّر المهندس طفيل اليوسف عضو هيئة التدريس بكلية العمارة والتخطيط في جامعة الدمام عن استيائه الشديد بسبب حركة الشاحنات، قائلاً: الشاحنات كانت ومازالت طرفاً أساسياً في الحوادث المؤلمة على الطرق السريعة وداخل المدن كذلك، ومن خلال التطور في النسيج العمراني الملحوظ والامتداد، الذي تشهد المنطقة وتزاحم التحويلات المرورية بسبب أعمال الصيانة أنتجت حركة لافتة للانتباه في أعداد الشاحنات بشكل لافت ومخيف وهذا العدد الكبير المتدفق من خارج الى داخل المنطقة والعكس صحيح أدى الى «تمرد» سائقي هذه الشاحنات العملاقة في أوقات دخولهم وتجاوزهم للأنظمة المرورية من سرعة زائدة وتجاوزات للمسارات الخاصة بهم في ظل غياب الرقابة الصارمة من قبل المرور، فهي تفرض نفسها بسبب هيبة أحجام الشاحنات مزاحمة للمركبات الخصوصية الصغيرة من تجاوزات عبر المسارات غير الخاصة بهم، إضافة إلى قطع الإشارات في بعض الأحيان، وعكس الطريق. مواعيد منع دخول الشاحنات إلى الطرق تحولت لمجرد لافتة عدة منافذ وأضاف اليوسف إن المنطقة الشرقية تشهد عدة منافذ ومداخل رئيسة، فنشاهد الشاحنات بأعداد هائلة منذ دخولها لمدينة الدمام عبر الطرق السريع وامتداد طريق الملك عبدالعزيز ووصولاً للميناء البحري، الذي يصعب الوصول اليه بسبب تزاحم الشاحنات وتجاوزاتهم المتعددة عبر هذا الطريق بالكامل، فعلى سبيل المثال مرتادو الأحياء المجاورة للميناء سواء جامعة الدمام او الاحياء السكنية المجاورة (بترومين، الراكة، الخالدية...الخ) تجدهم اكثر الفئات المعنية بهذا الضرر، الذي تشكله الشاحنات بأعدادها المخيفة فتجدها على مدار اليوم وبشكل مخيف، خصوصا في اوقات الدوام الرسمي منذ الصباح الى ما بعد الظهر علاوة على الازدحام، الذي يتسببون فيه هناك واضرار اخرى على البنية التحتية للشوارع وسفلتتها، وكذلك التعدي على فرش الشوارع من لوحات ارشادية ولافتات وغيرها. وطالب اليوسف بتطبيق المعايير الدولية من حيث تصميم أنظمة السلامة والسرعات والحمولات المسموحة، حيث إن هناك معايير دولية للشاحنات التي تستخدم الطرق الرئيسة من حيث التصميم وأنظمة السلامة والسرعات والحمولات المسموحة وساعات العمل داخل المدن، ولكن يلاحظ للأسف الشديد تجاوز من قبل سائقي هذه الشاحنات.. وعدم الرقابة الصارمة من قبل الجهة المراقبة لهم من مرور وأمن الطرق، وكذلك الفحص الخاص بالمركبات، فتجد سيارات المرور تركز على المركبات الصغيرة وتتغاضى عن الشاحنات، التي هي مصدر الازدحام المروري الصباحي علاوة على ذلك فإن سائقي الشاحنات من العمالة الاجنبية، التي لا تدرك أنظمة المرور بشكل جيد تجد منهم مَنْ يتجاوز الانظمة بشكل متهور من سرعة وتجاوزات خطيرة مفاجئة متجاهلين سلامة سائقي المركبات الصغيرة الاخرى، فهم لا يدركون حجم الخطر الذي يمكن ان يتسببوا فيه بسبب عدم الوعي الكافي لديهم، وممكن عدم قراءتهم للأنظمة بالشكل المطلوب لاختلاف اللغات وعدم إلمام بعضهم للغة الانجليزية كذلك. ##اقصى العقوبات كما دعا المهندس اليوسف إلى تكاتف الجهود من قبل المرور والنقل وامن الطرق، وكذلك الفحص والقطاع الخاص لمنع قيادة هذه الشاحنات بأوقات الذروة داخل المدينة والابتعاد عن مواقع الازدحام واعمال الصيانة المنتشرة حالياً والالتزام بوسائل السلامة، والتأكد من سلامة الإطارات والفرامل والأنوار وتخفيف الانبعاثات الخاصة بغازات العادم وفرض غرامات صارمة على قائدي الشاحنات المخالفين، وكذلك تجاوزات السرعة المخيف في الطرق السريعة وعدم التزامهم بالمسار المخصص للشاحنات بالرغم من أن الأنظمة المرورية تُشدّد على إلزام سائقي الشاحنات بالمسار الأيمن فقط، وكذلك منعها من التحرك في فترات الكثافة المرورية، إلاّ أن بعض سائقي الشاحنات يتحايل على المواقع التي تتواجد فيها نقاط التفتيش أو الدوريات الأمنية، من خلال استخدام طرق فرعية ومن ثم العودة إلى الطرق الرئيسة. كما تمنى ان يتم العمل على التطبيقات الذكية وتوزيعها على شبكات الطرق للحد من الاختناقات المرورية ومتابعة الشاحنات المتمردة على الانظمة المرورية، التي تعرض حياة الآخرين للخطر.