في يوم (19من شهر أكتوبر للعام 2016) نشرت جريدة التايمز البريطانية خبرا مفاده (الشعب السعودي لا يعمل إلا 60 دقيقة بناء على تصريح وزير الخدمة المدنية والذي بني على دراسات قام بها فريق كوري)، وهذا المقال انتشر في كل وسائل الإعلام كانتشار النار في الهشم، فأصبح الموظف السعودي مصدرا للتهكم وتقليل الذات من قبل الجاليات العربية والأجنبية على حد سواء، حتى الأساتذة الأجانب في الجامعات أصبحوا يرددون على الطلاب أنتم لا تريدون العمل بل تريدون الراحة، وأن يأتي العلم والمكانة والمال إليك دون تعب، وهذا أقل القليل فيما يقال، وأصبح الكثير من الموظفين السعوديين في حالة إحباط من أن نهاية العمل المضني الذي يقومون به والذي انتهى بتقدير فريق كوري بأنهم لا يعملون، وأصبحت دوائر العمل مجالات نقاشات متعددة أو مجالات مشاكل للأسف. لن أتحدث عن البرنامج الذي أتى بالوزراء لطمأنة الشعب، وانتهى إلى ما انتهى إليه؛ لأن الكثير من هذا الشعب الغيور قام بهذا الأمر، وتصدر وسائل الإعلام بالرد وبمحاولات تكاد تكون يائسة لجعل هذا الكلام يمر مرور الكرام ولا يؤخذ به، ولكن الأدهى أن الإعلام الغربي والعربي والذي ينتظر أي أمر لكسر المواطن العربي وتقليل اعتباره وشأنه لا يرى غير ما يريد أن يرى ولا يثق إلا برؤية من لا يرى بل يسمع فقط. سأنقل لكم صورة بسيطة جدا من حديث البعض، والذي حقا كان هذا الحديث ظلما كبيرا لهم. (أ. أمل باقتاده).. محاضرة سعودية تعمل في مجال الجامعة، تقول (أي حديث هذا، هل يراني حين أصبح قبل أن تشرق الشمس وأضع فلذات أكبادي -قبل أن يفيق أي بشر- في مدارسهم؛ حتى أستطيع أن أقدم العلم للفتيات واللاتي هن تحت ولايتي، هل يرى حين اتنقل بين أروقة الجامعة حاملة معي هم الطالبات والسجلات والبحوث والدرجات حتى ينتهي النهار، ولا أعلم إلا حين أرى الكل واضعا حجابه على رأسه مستعدا للخروج، وأنا لم أضع جسدي المنهك خلف طاولة ويكاد يكون هذا دأبي كل يوم)، أما المعلمات المهجرات فحدث ولا حرج. كيف تكون الإنتاجية فقط 60 دقيقة للموظف السعودي، ونحن نرى بأم أعيننا فتياتنا في كل مجال يقبعن خلف الأجهزة الإلكترونية ساعات طويلة في الشركات المتخصصة، بعد أن أفنين عمرهن في الدراسة ليصممن ويخترعن ويبدعن بالعطاء.. كيف يحكم على الشعب السعودي بهذا الأمر ويعمم، هل معنى هذا أنه يدير مؤسسته وهو يعلم أن موظفيه لا يعملون إلا ساعة واحدة فقط ويقبل بذلك، هل معنى هذا أنه حكم على سكرتيره الشخصي بأنه لا يعمل؟ إذا لماذا يستبقيه عنده وتحت لوائه. وهل يعلم أن ابناءه بهذه الشاكلة ولم يحرك ساكنا. هل وهل وهل... وللأسف! إن ما نتج عن هذه الأمور غير مرض، شعب أنصفه التقييم العالمي وظلمه التقييم المحلي. ولمن أراد الرجوع للمقال المنشور فليتفضل..