تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، انطلقت صباح أمس الثلاثاء فعاليات المؤتمر السعودي الدولي الرابع للتقنيات المتناهية الصغر، الذي تنظمه جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ويستمر يومين بحضور مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور خالد السلطان. وتضمن حفل افتتاح المؤتمر توقيع اتفاقية بين جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم التقنية؛ لإنشاء مركز تميز لكفاءة الطاقة بجامعة الملك فهد وأكد مشاركون أن العالم من خلال التقنيات المتناهية الصغر أصبح يقف على أعتاب ثورة تكنولوجية علمية هائلة، لا تقل عن الثورة الصناعية التي نقلته إلى عصر الآلات والصناعات، أو الثورة التكنولوجية التي نقلته إلى «عصر الفضاء». وقال رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية سمو الأمير تركي بن سعود بن محمد آل سعود: إن المؤتمر يستعرض أحدث التطورات في تقنيات النانو وتطبيقاتها، مشيرا إلى اهتمام القيادة الحكيمة في المملكة بالأبحاث العلمية والتقنية لدورها في التنمية المستدامة وتوطين التقنيات. ولفت إلى دور مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في دفع البحث العلمي وتوطين التقنية والتعاون مع الجامعات؛ لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول 2020، كما حرصت المدينة على تعظيم المحتوى التقني ومنها تطوير تقنيات النانو، وفي هذا الصدد أنشأت المدينة 15 مركز تميز بحثيا بالتعاون مع أهم جامعات العالم منها 6 مراكز في مجال تقنية المواد والتقنيات المتناهية الصغر. مشاركون في المؤتمر السعودي من جانبه، قال وكيل الجامعة للدراسات والأبحاث التطبيقية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور سهل عبدالجواد: إن تقنية المواد المتناهية الصغر، أصبحت ركنا من أركان تكنولوجيا القرن الحادي والعشرين، مؤكدا أن العالم أصبح، من خلال هذه التقنية، يقف على أعتاب ثورة تكنولوجية علمية هائلة لا تقل عن الثورة الصناعية التي نقلته إلى عصر الآلات وعصر الصناعات، أو الثورة التكنولوجية التي نقلته إلى «عصر الفضاء»، وذلك أننا بهذه التقنية نستطيع رصف ذرات جزيئات المادة بجانب بعضها البعض على نحو يفوق الخيال ليتم بعد ذلك استخدامها في العديد من التطبيقات التي تخدم الإنسانية. وأوضح أن استخدامات تقنية النانو في كثير من المجالات، منها تخزين الطاقة وتحويلها، وفي الصناعات البترولية، والبيئة، وغيرها. وقال: إن قيادة هذه البلاد قد أدركت أهمية هذه التقنية منذ وقت مبكر، وكان الملك عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله- قد تبرع في العام 2006م بمبلغ 36 مليون ريال من ماله الخاص، خصصت في حينها لإنشاء ثلاثة مراكز بحثية متخصصة بتقنية النانو، تلى ذلك تقديم الدعم غير المحدود من قيادات الدولة؛ لتوفير كل ما يحتاجه علماء المملكة وباحثوها المتخصصون بهذه التقنية وإنشاء شراكات عالمية مع أرقى المؤسسات البحثية حول العالم. وأوضح أن الجامعة نشرت عام 2015 ما يقارب ال 100 ورقة علمية محكمة عالميا حول إنتاج واستخدام المواد المتناهية الصغر في أرقى المجلات العالمية، وحصلت على 7 براءات أمريكية، تركزت في مجملها على الاستفادة من هذه التقنية في مجالين رئيسين هما: صناعة البترول والبتروكيمياويات، كما طورت الجامعة شراكات مع العديد من المؤسسات الأكاديمية الرائدة في مثل هذا المجال. علماء محليون وعالميون شاركوا في المؤتمر بدوره، أوضح مدير المركز الوطني للتقنيات المتناهية الصغر رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور عبدالله الخضيري، أن المؤتمر يستضيف يناقش على مدى يومين تصنيع المواد النانوية، والإلكترونيات والضوئيات، النانوية، والخلايا الشمسية، بالإضافة إلى التطبيقات الطبية والبيئية لتقنية النانو. ويستضيف المؤتمر عددا من أهم الخبراء العالميين في التقنيات المتناهية الصغرمثل البروفيسور شوجي ناكامورا الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء في العام 2014م، والبرفيسور فريزر الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء في 2016، إضافة إلى البروفسور عمر ياغي والبروفيسور مايكل جراتزيل الحاصلين على جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم في 2015. ويناقش المؤتمر أربعة محاور رئيسية هي: تصنيع المواد النانوية، والإلكترونيات والضوئيات النانوية، والخلايا الشمسية وتطبيقات الطاقة، إضافة إلى التطبيقات الحيوية والبيئية. كما يصاحب المؤتمر ورشة عمل حول دور المواد النانوية في صناعة المحفزات المستخدمة في الصناعات البترولية.