ذكر تقرير صدر حديثا عن مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أن حجم الإنفاق على السياحة الوافدة من دول مجلس التعاون الخليجي إلى المملكة بلغ 8.4 مليار ريال خلال الفترة من بداية يناير إلى نهاية أغسطس 2016، فيما بلغت القيمة في عام 2015 أكثر من 23 مليار ريال. وأوضح التقرير الاحصائي حول مؤشرات حركة السياحة البينية بين المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي خلال عام 2016، أن عدد الرحلات السياحية الوافدة من دول مجلس التعاون الخليجي إلي السعودية وصل إلى 3.5 مليون رحلة سياحية من يناير إلى أغسطس 2016م.. وأشار إلى أن عدد الليالي السياحية للسياحة الوافدة من دول الخليج إلى المملكة يقدر ب 11.1 مليون ليلة من يناير إلى أغسطس 2016، في الوقت الذي بلغ فيه إجمالي عدد تلك الليالي السياحية 24.3 خلال عام 2015. ورصد التقرير تراجع حركة السياحة المغادرة من المملكة إلى دول مجلس التعاون الخليجي، حيث انخفض الإنفاق السياحي للسعوديين في دول الخليج من 34.9 مليار ريال خلال عام 2015 إلى 15.5 مليار ريال في الفترة من بداية يناير إلى نهاية أغسطس 2016. وأبان أن عدد الرحلات السياحية المغادرة من المملكة لدول الخليج وصل إلى 5.8 مليون رحلة من يناير إلى أغسطس 2016 مقارنة بما يزيد عن 11 مليون رحلة سياحية العام الفائت، مع انخفاض عدد الليالي السياحية للسياحة المغادرة من المملكة لدول الخليج من 56.7 مليون ليلة في 2015 إلى 26.3 مليون ليلة سياحية من يناير إلى أغسطس 2016. رؤية شاملة للعمل السياحي المشترك وكان الاجتماع الثالث لوزراء السياحة في دول مجلس التعاون الخليجي الذي عقد مؤخرا في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بالرياض، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قد أقر الرؤية الشاملة للعمل السياحي المشترك في دول مجلس التعاون الخليجي، التي تم إعدادها من خلال الفريق المشكل لإعداد الرؤية برئاسة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني. وتهدف الرؤية إلى وضع خارطة عمل مشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي استنادا إلى المقومات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي تتميز بها، وذلك لتكون دول المجلس التعاون الخليجي في عام 2030م من أهم المقاصد السياحية في العالم لما تمثله من نموذج تراثي وحضاري وثقافي متميز، والأبرز عالميا فيما يتعلق بحركة السياحة البينية. وقامت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة بإعداد تصور شامل عن هذا المشروع على مدى خمس سنوات (2016-2020)، يركز على أوجه التلاقي الواضح بين السياحة والتراث الثقافي والحضاري بوصفهما عناصر رئيسة في الهوية الوطنية ومجالات اقتصادية وتنموية مهمة، وتحديد مجالات العمل المشترك التي من أبرزها: (مساهمة السياحة والثقافة في تنمية الاقتصاد الوطني، ودور السياحة والثقافة في تعزيز الهوية الخليجية، والتدريب وتنمية الموارد البشرية في مجالي السياحة والثقافة، والتنسيق السياحي الثقافي لدول المجلس، وتعزيز الشراكات والتحالفات بين دول المجلس في مجالي السياحة والثقافة، وتحقيق التكامل من نشاطات التراث المادي وغير المادي في تنمية التراث الثقافي وجعله جاذبا سياحيا). كما أضيف لها لاحقا أبعاد جديدة ترتكز على استدامة المواقع السياحية التراثية والثقافية والحفاظ عليها وصيانتها، وإطلاق وثيقة تفعيل مفهوم الاستدامة للمواقع التراثية والثقافية، ووضع الخطط على مستوى دول المجلس لصيانة المواقع التراثية والحفاظ عليها، وتضمين التدريب على مفهوم استدامة المواقع الأثرية والتراثية، مع أهمية أن تكون الرؤية مدعومة بخطة تنفيذية لمشاريع مشتركة تحقق أهداف المحاور المتفق عليها وفقا لبرنامج زمني محدد توزع فيه الأدوار والمسؤوليات وتقاس به مؤشرات واضحة لضمان الاستمرارية. وقد أعرب الأمير سلطان بن سلمان في تصريح صحفي عن اعتزاز المملكة بهذه الثقة التي أولتها لها دول مجلس التعاون الخليجي الشقيقة، مشددا على أن المملكة ستعمل على إنجاز رؤية سياحية تنموية لدول مجلس التعاون الخليجي من خلال التعاون الدائم مع كافة الجهات ذات العلاقة، ومن خلال العمل مع كافة الدول الأعضاء لتقديم ما يليق بمستوى دول ومواطني مجلس التعاون الخليجي. وأكد سموه أن التعاون بين دول المجلس والمتوج بإرادة ملوك وأمراء ورؤساء دول المجلس لم يكن في يوم من الأيام حبرا على ورق بل شهدت دول مجلس التعاون الخليجي الكثير من النتائج التي هي ثمرة هذا المجلس، ونبه سموه إلى أن قطاع السياحة لم يعد ترفيها فقط بل هو اقتصاد وتنمية وأمن وسياحة ونقل وغير ذلك، وهو ما يتطلب من دول المجلس التي تملك مقومات اقتصادية كبيرة استثمار هذه القدرات الهائلة والتنسيق فيما بينها لتحقيق عوائد اقتصادية وخلق فرص وظيفية مناسبة لشبابها. مشيرا إلى أن مجلس التعاون الخليجي ليس منظمة سياسية وعسكرية بل هو أيضا مجلس للمواطنين، ويجب أن يحفز أبناءه على التواصل فيما بينهم ومعرفة ثقافات وعادات كل مدينة وقرية لأن هذه العادات والتقاليد هي قواسم مشتركة للجميع، وهي صمام أمان لأبنائنا وتوعية لهذا الجيل وضمان بعون الله لاستقرار خليجنا في القادم من الأيام، وقد جاء الوقت لتفعيل الترابط المستقبلي عن طريق السياحة الثقافية والتراث، وربط المواطنين بأوطانهم ليعيشوا تفاصيل هذه الأوطان وملحمة بنائها، فالخليج ليس نفطا وحضارة حديثة بل إن الجزيرة العربية هي ملتقى حضارات العالم قبل آلاف السنين.