اقتحمت القوات العراقية قضاء الحمدانية ورفعت العلم العراقي فوق قائمقامية القضاء،وأعلنت عن هجوم واسع من المحورين الشمالي والجنوب الشرقي لمدينة الموصل، في محاولة لإحكام الطوق على المدينة. وقال وزير داخلية حكومة إقليم كردستان العراق امس السبت إن القوات العراقية والكردية استعادت السيطرة على 30 قرية من داعش قرب الموصل، وباتت على بعد خمسة كيلومترات من المدينة في هجوم ضد آخر معقل رئيسي للتنظيم الإرهابي في العراق. في حين توفي مدنيان وارتدى أفراد من القوات الأميركية، في قاعدة غرب القيّارة العسكرية قرب الموصل، أقنعة واقية بسبب انبعاثات سامّة حملتها الرياح جراء إحراق داعش مصنعا للكبريت في منطقة المشراق قرب المدينة. بينما تمكنت القوات العراقية من استعادة السيطرة على محافظة كركوك شمالي العراق بالكامل، بعد أن تسلل مسلحو داعش إلى مناطق فيها خلال الأيام الماضية، وفق ما ذكر التلفزيون العراقي الحكومي. وقال الوزير إن هناك مؤشرات على أن زعيم تنظيم داعش شوهد في الموصل قبل ثلاثة أيام وهو يحفز الإرهابيين، وقال الوزير ان هناك معلومات عن وقوع تمرد ضد التنظيم حيث قام بعض سكان المدينة بتنفيذ هجمات أثناء الليل على داعش. فيما رفض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عرضا تركيا للمساعدة في معركة استعادة السيطرة على مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش بعد اجتماع مع وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر السبت في بغداد. في وقت تواصل فيه قوات الامن العراقية السبت مطاردة عناصر تنظيم الدولة الاسلامية الذين تسللوا امس الى مدينة كركوك في هجوم مباغت هز البلاد في حين تقترب المعارك من مدينة الموصل. لكن الوزير أضاف انه من غير المتوقع أن تنتهي المعركة قريبا. وقال كريم سنجاري وهو أيضا القائم بأعمال وزير الدفاع في المنطقة إن مقاتلي داعش المعتقد أن عددهم بين أربعة آلاف وثمانية آلاف سيبدون مقاومة شرسة بسبب أهمية الموصل الرمزية عند التنظيم المتشدد. فيما قالت مصادر في مستشفى عراقي امس السبت إن ما يقرب من 1000 شخص تلقوا العلاج من مشكلات في التنفس ناجمة عن الغازات السامة المنبعثة من مصنع للكبريت أشعل إرهابيون النار فيه قرب مدينة الموصل. وأضافت المصادر في مستشفى في القيارة جنوبي الموصل انه لم يتم الإبلاغ عن وفيات في الحادث. وقالوا إن أول حالات بدأت في التوافد صباح أمس الأول. وقد اشتعل مصنع الكبريت الأسبوع الماضي لدى طرد الجيش العراقي لمقاتلي داعش من منطقة المشراق شمالي القيارة. وقال الجيش الأمريكي إن الإرهابيين أشعلوا النيران في المصنع عمدا. وقال العبادي للصحفيين الذين يسافرون مع كارتر إنه يعرف أن الأتراك يريدون المشاركة لكنه يقول لهم «شكرا» وأضاف ان هذا أمر سيتعامل معه العراقيون وإذا كانت هناك حاجة للمساعدة فالعراق سيطلبها من تركيا أو دول أخرى في المنطقة. وخلال زيارة لتركيا أمس الجمعة أشار كارتر إلى مساندة أمريكية مشروطة لأي دور تركي محتمل في الحملة ونبرة التصريحات التي أدلى بها العبادي السبت لا ترجح أن ذلك قد يحدث قريبا. وتركيا على خلاف مع الحكومة المركزية في العراق بشأن وجود قوات تركية في معسكر بعشيقة قرب الموصل حيث دربت آلاف القوات. وحذر إردوغان من نشوب أعمال عنف طائفية إذا اعتمد الجيش العراقي على مقاتلين شيعة في استعادة الموصل التي يغلب على سكانها السنة. ومن المتوقع أن تصبح الحملة للسيطرة على الموصل أكبر معركة في العراق منذ غزو عام 2003 بقيادة الولاياتالمتحدة. والموصل أكبر بخمس مرات تقريبا من أي مدينة سيطر عليها تنظيم داعش من قبل. وقال مسؤول بارز في وزارة الدفاع الأمريكية أمس الأول إن الولاياتالمتحدة تعترف بأن تركيا لديها مخاوف أمنية مشروعة بشأن نتيجة حملة الموصل.