توجهت وزارة النفط الايرانية ممثلة بشركة النفط الوطنية الايرانية لدعوة شركات نفطية عالمية كتوتال الفرنسية وايني الايطالية ولوك اويل الروسية للاستثمارالمشترك بحقولها النفطية، مما يعد سابقة في القطاع النفطي الايراني من بعد تأميمه في عام 1951 حيث كان للبريطانيين حصة الأسد من الانتاج النفطي الايراني. تأتي هذه الدعوة من الجانب الايراني مع تزايد الضغط على الحكومة الايرانية من قبل الرأي العام للمكاسب الاقتصادية المنتظرة من بعد رفع العقوبات الامريكية عن ايران، مقابل التنازل عن برنامجها النووي والتي ارتطمت بحائط حرب الاسعار بسوق النفط العالمي واستمرار تدني عوائد خزينة الدولة مع عجز ايران من الوصول لطاقتها الانتاجية السابقة، عندما كانت ثاني اكبر المنتجين داخل منظمة أوبك الا من خلال الشراكات الاجنبية مع الشركات الغربية التي أصبحت تملي شروطها لدخول القطاع النفطي الايراني المحفوف بالمخاطر، كونه سوقا مغلقا بالنسبة لهم منذ عام 1979 وعدم رفع جميع العقوبات الامريكية عن ايران يشكل هاجسا امام الشركات العالمية فالعقود التي على طاولة المفاوضات حاليا تلزمهم بالبقاء لمدة 20 سنة مع الشريك المحلي. الاندفاع الايراني نحو الشركات العالمية المنتجة للنفط قد تكون له عواقب وخيمة كونه ينبع من الحكومة الحالية ورئيسها الذي يسابق الزمن لإبرام الاتفاقيات مع هذه الشركات الاجنبية، ولينفذ ما وعد به قبل الانتخابات الرئاسية القادمة. فها هي ايران تحاول زيادة انتاجها الى مستوى 4 ملايين برميل يوميا وتواجه عدة مشاكل منها عدم الوضوح حول موافقة الحكومة الايرانية على التحكيم الدولي في حال حصول اي خلاف مع الشركاء الاجانب، وهو ما أبطأ دخول هذه الشركات السوق الايراني منذ الرفع الجزئي للعقوبات الى الآن، مع وصول انتاج ايران من النفط الخام لمستوى 3.6 مليون برميل يوميا مرتفعا بمقدار 800 ألف برميل يوميا من مستويات يناير الماضي البالغة 2.8 مليون برميا يوميا، وعلى نفس السياق أثار هذا التوجه لطرح الحقول النفطية للمشاركة الاجنبية حفيظة الكثير من الايرانيين الذين لا يؤيدون التدخل الاجنبي وتملكهم للثروات الطبيعية بعد عقود من الانعزال، وارتفعت اصوات المعارضة لهذه الخطط مما ينذر باحتمالية فشله في حال عدم نجاح رئيس ايران الحالي في انتخابات شهر مايو من العام القادم. تأكيدا لحاجة ايران الماسة للشركات الاجنبية واستثماراتها مع تراجع العوائد النفطية صرح رئيس شركة ايني الايطالية السابق باولو سكاروني بأن ايران اقتربت من الوصول لطاقتها الانتاجية القصوى، وتحتاج الى التكنولوجيا الاجنبية والخبرات غير المتوفرة محليا ورأس المال الاجنبي لكي تزيد انتاجها لأكثر من 4.1 مليون برميل يوميا من النفط الخام، فيما تعتبر هذه التقديرات متفائلة عند مقارنتها مع التوقعات الاخرى التي تقدر الطاقة القصوى لشركة النفط الايرانية بدون الاستثمارات الاجنبية عند مستوى 3.8 مليون برميل فقط.