أبدى مصاب بمرض نقص المناعة المكتسبة «الإيدز» تقدما ملحوظا في «علاج ثوري» أشرف عليه أطباء من أفضل خمس جامعات بريطانية، ورجح العلماء أن يكون هو أول إنسان يشفى من هذا المرض الفتّاك. ويقوم العلاج على عزل فيروس نقص المناعة المكتسبة ومن ثم القضاء عليه. وقال مارك صامويل، العضو المنتدب للمعهد الوطني لمكتب البحوث الصحية لصحيفة صنداي تايمز: «هذه هي واحدة من المحاولات الجادة الأولى في علاج كامل للإيدز». ونقل موقع سكاي نيوز عن صامويل قوله: «نحن نبحث إمكانية حقيقية لعلاج فيروس نقص المناعة المكتسبة.. هذا يشكل تحديا كبيرا، وأنه لا يزال مبكرا ولكن كان تقدما ملحوظا». وسينتظر الرجل فترة من الزمن كي يتأكد العلماء المشرفون على علاجه من نجاح التجربة تماما، والإعلان رسميا عن أول مريض يشفى من المرض. والمريض واحد من 50 شخصا سيخضعون لهذا العلاج، الذي يقوم على مرحلتين من أجل القضاء على الفيروس. وفي وقت سابق، قال باحثون إن فتاة فرنسية ولدت مصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب المسبب لمرض الإيدز، وعولجت حتى بلغت السادسة من عمرها، لا تزال خالية من المرض بعد 12 عاما من وقف العلاج، الأمر الذي يشير إلى أنها أول حالة شفاء طويل الأمد لطفل أصيب منذ الولادة. والفتاة واحدة من مجموعة صغيرة تعافوا من فيروس الإيدز على الأقل لبعض الوقت، بعد العلاج المبكر باستخدام عقاقير علاج الفيروسات الارتجاعية، بهدف منع الفيروس من تكوين رصيد احتياطي دائم له، الأمر الذي قد يجدد العدوى. ويعتقد أن حالة الفتاة الفرنسية هي أطول حالة علاج مسجلة لطفل حتى الآن. وتأتي حالة الفتاة التي اكتشفها أطباء في فرنسا بعد تقرير عام 2013 عن طفل بولاية مسيسبي جرت السيطرة على الفيروس لديه لمدة 27 شهرا، بعد علاج مبكر ومكثف قبل أن يعود الفيروس مرة أخرى. ورصد التعافي طويل الأجل أيضا في مجموعة من 14 مريضا فرنسيا بدأوا العلاج بعقاقير مكافحة الفيروسات الارتجاعية خلال عشرة أسابيع من إصابتهم بالمرض وظلوا يتعاطون العلاج ثلاثة أعوام في المتوسط. وبعد وقف العلاج، رصدت لدى أغلبهم مستويات ضئيلة للغاية من الفيروس، لدرجة أنه لم يرصد لأكثر من سبع سنوات.