يعاني أكثر من اثنين وثلاثين مليون شخص تقريبا في العالم من الإصابة بفيروس الإيدز، ويموت منهم ما يقرب من مليوني شخص كل عام، ولم يسجل حتى الآن حالات شفاء كاملة من المرض سوى الأمريكي تيموثي براون بعد تلقيه علاجاً لسرطان الدم على يد فريق من الأطباء الألمان، وتم الإعلان عن شفائه بعد خضوعه لعملية زرع نخاع شوكي من واهب لديه تحول جيني نادر يمنع فيروس الإيدز من دخول الخلايا للجسم. ويقوم الأطباء في العالم بعدد كبير من التجارب في محاولة لإيجاد علاج لهذا الفيروس الذي يهدد الملايين في العالم، وفي هذا السياق قال باحثون: إن رجلين مصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب "الإيدز"، توقفا عن تناول عقاقير علاج هذا المرض الفتاك عدة أشهر بعد أن تلقيا علاجاً للسرطان يتضمن خلايا جذعية، وهو العلاج الذي يبدو أنه قضى على فيروس الإيدز في جسميهما بشكل كبير. كما خضع مريضان بالإيدز للعلاج من سرطان الغدد الليمفاوية في بوسطن الأمريكية، وهذا العلاج يحتوي على الخلايا الجذعية، ومنذ تلقيهما علاج السرطان لم يعثر الأطباء على أي أثر للإصابة بالإيدز، إلا أنه من السابق لأوانه تأكيد خلو جسمي المريضين من فيروس الإيدز، كما لا يعد استخدام العلاج بالخلايا الجذعية خياراً فعالاً على نطاق واسع؛ نظراً لغلو ثمنه، إلا أن الحالات الأخيرة قد تفتح آفاقاً جديدة لعلاج الأمراض في المستقبل. وقد أحرز العلماء تقدماً ملحوظاً في السنوات الأخيرة في الأدوية المضادة لهذا الفيروس اللعين، مما ينبئ عن إمكانية القضاء عليه في وقت قريب بعد أكثر من ثلاثين عاماً من البحث، حيث تسبب هذا الفيروس في وفاة ملايين الأشخاص في مختلف العالم. كما دعت منظمة الصحة العالمية إلى سرعة توفير العقاقير فور اكتشاف الإصابة لدى المرضى؛ نظرا لأن الكثيرين من المرضى لا يتلقون العلاج في التوقيت المناسب، مما يؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية. جدير بالذكر أنه تم مؤخراً انعقاد مؤتمر حول مرض نقص المناعة البشرية المكتسب (إيدز) في كوالالمبور، وأعلن الباحثون عن نتائج واعدة في إطار سعيهم إلى ابتكار علاج يشفي من فيروس الإيدز الذي يهدد حياة الملايين.