لا يخفى على أحد أن قانون «جاستا» قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب هو أداة سياسية يستخدمها السياسيون الأمريكيون لتسجيل النقاط الانتخابية في الداخل الأمريكي، وكذلك وزارة الخارجية الأمريكية بالابتزاز السياسي للدول التي تتعارض مصالحها مع السياسة الأمريكية في مربعات معينة من العالم. ولا يخفى على أحد أن هذا القانون أهدر قواعد أساسية في القانون الدولي والعلاقات الدولية ليس أقلها مبدأ سيادة الدول وحصانة ممثليها وعدم تأثير القوانين المحلية على سيادة ومصالح الدول الأخرى. إن ذلك كله لا يخفى على أحد ولكن الذي يجب ألا يخفى أيضا على أي سعودي هو أن هذا القانون المسخ أو غيره يجب ألا يهز نفوس السعوديين وقناعتهم بحجم ومكانة بلدهم في نفوسهم أو حجمها ومكانتها على الساحتين الإقليمية والدولية وقدرتها على مواجهة التحديات التي يستطيع الجميع استشعارها. ومن المهم أن ندرك ماهية واجبنا اليوم لمواجهة هذه التحديات ولعلي يجب أن أركز على واجب مهم أعتقد أنه سلاح كفيل بتحطيم أعتى المؤامرات وهى اللحمة الوطنية المبنية على التمسك بالأصول الصلبة التي قامت عليها البلاد. لا أفهم كيف يفهم الوطنية أو يفكر في مصلحة هذا البلد من يشغلنا دوما بعبثيات فكرية تشطر المجتمع إلى فريقين يكيل كل منهما للآخر السيل من الاتهامات التي - على أقل تقدير - ليس هذا وقتها ولا مكانها. والهاجس الآخر هو الهاجس الاقتصادي والمعيشي للمواطن، فالجهات المعنية مطلوب منها توضيح المبهمات من القرارات التي تمس حياته اليومية ولا يترك ذلك لخبراء تويتر ليدلوا بقناعاتهم التي قد لا تكون صحيحة والمواطن مدعو لتفهم حساسية المرحلة ودقة الموقف وأن الوضع الاقتصادي غير مقتصر على بلدنا، بل داهم كثيرا من دول العالم وأصبحت تعاني منه وتنكوي بآثاره. الجميع يجب أن يملأ صدره ثقة في الله، ثم في قيادتنا وأنفسنا، فهذا الوطن لم يكن يوما على هامش التاريخ، فجذورنا مضروبة في عمق الزمان، ومنهجنا مستمد من السماء، وحنكة قيادتنا لها تاريخ طويل.