اتجهت أنظار العالم الى دول الخليج العربي بعد اجتماع الجزائر الأخير وشبه الاتفاق على قرار تخفيض الانتاج وتفاعلت اسواق المال العالمية مع هذا الاعلان، فصعدت اسهم شركة الخدمات البترولية الصينية 11% وشهد سهم بترو تشاينا اكبر صعود له منذ شهر مايو ولم تكن الارتفاعات حكرا على الاسواق الآسيوية فحسب، بل وشملت الاسهم النفطية الاوروبية ورأينا صعودا بأسعار منتجي النفط الأوروبيين تتراوح ما بين 4 الى 6 بالمائة ومنها شركات شل الهولندية وبرتش بتروليوم البريطانية وتوتال الفرنسية. تحليلات الاعلان من اجتماع الجزائر تفيد ان هناك اتفاقا خليجيا بقيادة المملكة العربية السعودية على تغيير تكتيكي في حرب الاسعار القائمة في قطاع النفط العالمي والتي تسعى دول الخليج للمحافظة به على حصصهم السوقية من مبيعات النفط، والدليل على توقعات نجاح هذه الخطة هو هبوط اسعار متسهلكي المشتقات البترولية الكبار بأوروبا كشركات الطيران ففقدت اسهم كل من ريان أير وشركة لوفتانزا الالمانية للطيران 2.3% و2.9% على التوالي من بعد الاعلان. مبادرة دول الخليج تسعى لرفع الاسعار والحفاظ على القدرة الانتاجية المستدامة الاضافية للأيام القادمة من خلال قرار تخفيض انتاجهم مقابل تثبيت انتاج دول اوبك الأخرى، فمع وصول بعض الدول كالكويت لمستوى 100% من الطاقة الانتاجية القدرة الانتاجية المتستدامة ووصول الامارات العربية المتحدة الى مستوى 99.4%، والمملكة العربية السعودية الى مستوى 87% ينوي هذا التحالف الخليجي الحفاظ على سلاح زيادة الانتاج ان استدعى الامر بالمستقبل، وان يبقى له كلمة فاصلة في حرب الاسعار هذه التي لم تنته بعد مع ارتفاع اسعار البترول من مستوى 25 دولارا للخام العربي الخفيف الى مستوى ال 40 دولارا حاليا. قرار دول الخليج بتخفيض الانتاج مقابل تثبيت الآخرين لمستوياتهم الحالية ليس تراجعا كما يراه البعض بل يسعى للمحافظة على قوتهم التفاوضية داخل قاعات اوبك وخارجها، فصاحب القدرة الانتاجية الاكبر له تأثير اكبر بأسواق النفط وفي حال وصوله للطاقة الانتاجية القصوى لوحده دون نظرائه يفقد هذا السلاح قوته التفاوضية، وان تم تنفيذ هذا التوجه باجتماع اوبك في نوفمبر المقبل قهو يعطي مرونة اكبر لدول الخليج لتزيد انتاجها مرة اخرى للطاقة القصوى ان لزم الامر لتحافظ على مكتسباتها بالسوق النفطية العالمية. ختاما، نسأل الله ان يوفق دولنا لما يحبه ويرضاه وأن يعين المسؤولين على اداء مهامهم بوسط تحديات سوق النفط العالمي الحالية.