اليوم الوطني السعودي حدث تاريخي هام، منذ الأول من الميزان لعام 1352ه، حيث ظل محفورا في ذاكرة وفكر ووجدان كل مواطن سعودي، منذ وحد فيه جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن- طيب الله ثراه- شتات كيان المملكة العربية السعودية، وأحال الفرقة والتناحر إلى وحدة وانصهار وتكامل. ولأن بلادنا تعيش هذه الأيام أجواء هذه الذكرى العطرة بفضل الله (ذكرى اليوم الوطني) وهي تنعم بأمن واستقرار لا مثيل له، يسرني أن أقف وقفة بهذه المناسبة الخالدة، وقفة مع كل مواطن صغيراً كان أو كبيراً، طالباً أو موظفاً، في القطاع الحكومي أم الخاص، داخل البلد او خارجها. علمنا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أن «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍ خير»، ونحن بفضل الله أقوياء بإسلامنا واعتزازنا بديننا ثم هويتنا التي تستمد قوتها من قوة حكامها وولاة أمرها الذين سخروا أنفسهم وإمكانياتهم لخدمة الحرمين الشريفين، وسعوا لتيسير كافة السبل لأجل راحة ضيوف الرحمن على مدار العام. ولنا فيهم أسوة حسنة، فكل مواطن فينا ينبغي أن يسخر إمكانياته لخدمة أهله ومن يعول لينال رضا الرحمن، ثم إن كان عمله في خدمة المستفيد من أي فئة كان فعليه ألا يتوانى في تقديم هذه الخدمة على الوجه الأمثل محتسباً الأجر عند الله تعالى، مع التكاتف والتعاون مع إخوته وزملائه في العمل لأجل إخوته من مواطنين ومقيمين، ولأجل أن نصل جميعاً إلى تحقيق رؤية 2030 بالمنظور الرائع الذي استلهمه ولاة أمرنا من ماضينا وحاضرنا وسعوا من خلاله لتوفير مستقبل أفضل للأجيال المقبلة بإذن الله. إن توحيد هذه البلاد على يد قائدها المؤسس الملك عبدالعزيز- طيب الله ثراه- تجربة متميزة للمجتمع الدولي وأحد النماذج الناجحة في تاريخ الأمم، وهو فرصة لإبراز ذلك النهج الذي تبنته المملكة في سياستها الداخلية القائمة على مبادئ الإسلام الحنيف، وفي علاقاتها الدولية المستمدة من تراثنا وحضارتنا واحترام مبادئ حقوق الإنسان في أسمى معانيها، كما أنها فرصة ثمينة لغرس معاني الوفاء لأولئك الأبطال الذين صنعوا هذا المجد لهذه الأمة سابقاً وحاضراً في قلوب النشء فيشعرون بالفخر والعزة، مع ترسيخ المبادئ والمعاني التي قامت عليها هذه البلاد منذ أن أرسى قواعدها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ونعمّق في روح الشباب معاني الحس الوطني والانتماء إلى هذه الأمة حتى يستمر عطاء هذا الغرس المبارك دائماً وأبدا. وفق الله الجميع لإبراز هويتنا الإسلامية السعودية كما هي دائماً بصورتها المشرقة المتألقة وحفظ لنا مليكنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي عهده الأمين وكافة الشعب السعودي وحفظ لنا مملكتنا في أمن ورخاء واستقرار فهو ولي ذلك والقادر عليه. * مساعد مدير عام فرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية للتنمية الاجتماعية للإشراف النسائي بالمنطقة الشرقية