توصل باحث بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لطريقة علمية جديدة لرصد الأهلة بالتصوير الحراري، تساند فكرتها الطرق التقليدية المعروفة بنظرة العين المجردة، والتلسكوب الإلكتروني، بينما تختلف عنها من الناحيتين العلميّة والتقنية، بسبب اجرائها باستشعار الأشعة الحمراء الآتية من القمر في جميع أطوارها خاصة في الأيام الأولى من الشهر القمري. وأوضح الباحث في المركز الوطني للرياضيات والفيزياء بالمدينة الدكتور عبد الرحمن مغربي، أن التقدم العلمي والتقني الذي حدث في أجهزة الرصد الفلكي المرئية من مناظير فلكية وأجهزة مساعدة, لم يفِ بالغرض المطلوب عند رصد الأهلة، مشيراً إلى أن فكرة استخدام الضوء غير المرئي في رصد القمر وتصويره في نطاق الأشعة الحمراء، تعدّ حالياً فكرة حديثة من ناحية الاستفادة من التطور التقني الذي حصل في مجال أجهزة الرصد الحراري من كاميرات وأجهزة مساعدة، وأشار إلى أنه عمل خلال عامين على ترسيخ المفاهيم العلمية لهذه التقنية وإمكانية استخدامها في رصد الأهلة، عبر مرحلتين، الأولى تم فيها تطوير جهاز ذي حساسية عالية يعمل في نطاق الأشعة الحمراء لرصد الإشارات القادمة من القمر، والثانية تم التركيز فيها على بناء نظام تصوير حراري يعمل في نطاق الأشعة الحمراء، بغرض إعطاء صورة للقمر بدلاّ من الإشارات ليتم التحقق من هذه الصور في وضع الهلال أثناء التحري. وبين أن العمل على تطوير التقنية أمر معقد، ويتطلب تطوير نظام آلي ذي دقة وحساسية عالية جداّ، بسبب ضعف شدة الاشعة الحمراء الآتية من القمر «في مرحلة الإهلال» وتأثير العوامل البيئية على هذا الإشعاع، بالإضافة لشدة خفوت إضاءة القمر، وقربة الشديد من الشمس ومن الأفق «عند وجودة بعد غروب الشمس» ، وأفاد بأن التفكير في تقنية رصد الأشعة الحمراء من القمر في ظل هذه الظروف المعقدة يتطلب التعامل بحذر مع هذه المتغيرات والبحث في كاميرات وأجهزة مساعدة ذات حساسية عالية تتمكن من التقاط هذه الإشارات الضعيفة من القمر، فضلاً عن وجود أجهزة مساعدة تعمل على تقليل مصادر التشويش سواء من الغلاف الجوي أو من الشمس نفسها وتعزيز الإشعاع الآتي من القمر ، وذكر ان العمل لا يزال جاريا الآن للحصول على مكونات نظام التصوير الحراري، لتركيبها قريباً، وإجراء الاختبارات اللازمة عليها بغرض الاستفادة الفعلية منها في رصد الأهلة.