قتل أربعة عاملين في منظمة طبية غير حكومية جراء غارة استهدفت مركزاً طبياً ليل الثلاثاء الأربعاء في منطقة خان طومان في ريف حلب الجنوبي، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومنظمة «أوسم» أمس الأربعاء. واستهدفت عشرات الغارات ليلا مدينة حلب ومحيطها، ترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي وتزامنت بعد يومين على انهيار الهدنة في سوريا، وأحصى المرصد تنفيذ طائرات حربية تتبع للاسد وروسية عشرات الغارات الثلاثاء والاربعاء على مدينة حلب وأطرافها الجنوبية الغربية. وقال مراسل ل «فرانس برس» في الأحياء الشرقية المحاصرة من قوات النظام في مدينة حلب: ان أكثر من مائة غارة استهدفت المدينة وريفها بعد منتصف الليل حتى ساعات الفجر، الامر الذي منع السكان من النوم نظرا لشدة القصف. وعلى صعيد قصف النقطة الطبية الخاصة ب«أوسم»، أوضح المرصد بحسب وكالة الأنباء الألمانية، أن 13 شخصا، بينهم ممرضون ومسعفون، لقوا حتفهم في قصف استهدف نقطة طبية في منطقة خان طومان هم تسعة عناصر من جبهة فتح الشام وفصائل أخرى، وأربعة ممرضين ومسعفين من اتحاد المنظمات الطبية الدولية «أوسم»، التي تتخذ من باريس مقراً. يأتي هذا القصف بعد يومين من قصف استهدف قافلة مساعدات إنسانية في ريف حلب. وحملت الولاياتالمتحدة الجانب الروسي المسؤولية عنه. وقالت متحدثة إعلامية باسم المنظمة في باريس لوكالة فرانس برس: إن الضحايا الأربعة «سوريون». واستهدفت الغارة، بحسب بيان المنظمة، النقطة الطبية وسيارتي إسعاف فيما كان طاقم المنظمة داخلهما ويستعد لنقل مرضى إلى مركز طبي متقدم. وأدت إلى «تدمير المركز الطبي بالكامل»، مشيرة إلى أن «العديد من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض». في غضون ذلك، افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأربعاء، بأن طائرة حربية تتبع للاسد تحطمت قرب دمشق، لكن لم يتضح إن كانت قد أسقطت أم تحطمت بسبب عطل فني. وقال المرصد، إن الطائرة تحطمت في منطقة القلمون الشرقي القريبة من دمشق، ولم يعرف مصير الطيار. الى ذلك تبنى «داعش» إسقاط طائرة حربية تابعة لسلاح النظام في القلمون الشرقي شمالي دمشق. من جهة ثانية، ادى قصف على حي السكري في شرق مدينة حلب الى تدمير مبنى من ستة طوابق بالكامل وفق مراسل فرانس برس. وأشار المرصد الى اشتباكات عنيفة دارت بعد منتصف الليل بين قوات النظام وحلفائه من جهة والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة اخرى جنوب غرب مدينة حلب، ترافقت مع تنفيذ طائرات حربية غارات كثيفة على مناطق الاشتباك. واشار المرصد الى «تقدم لقوات النظام في المنطقة»، حيث استعادت السيطرة على أبنية عدة كانت قد خسرتها الشهر الماضي. على جبهات اخرى، افاد المرصد عن اشتباكات عنيفة بين الفصائل المقاتلة وميليشيا جند الأقصى من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى في ريف حماة الشمالي في وسط البلاد. ونفذت طائرات حربية 28 غارة على الاقل منذ فجر أمس، استهدفت مناطق الاشتباك وفق المرصد. كما تعرضت مناطق في ريف حمص الشمالي لغارات نفذتها طائرات حربية، تزامنا مع قصف على مدينة تلبيسة، تسبب وفق المرصد بسقوط جرحى بينهم أطفال. في محافظة ادلب، ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة بعد منتصف الليل على مناطق عدة في ريف إدلب الجنوبي. في المقابل، أكد البيت الأبيض الثلاثاء، أنه يعتبر روسيا مسؤولة عن الغارة الجوية التي استهدفت مساء الإثنين قافلة مساعدات إنسانية في ريف حلب الغربي وأثارت موجة غضب واستنكار عالمية. ونفت ذلك متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية الثلاثاء، ولكن مستشار الأمن القومي الأمريكي بن رودس أكد أن كل المعلومات المتوافرة لدينا تشير بوضوح إلى أن هذه كانت ضربة جوية، وبالتالي فإن المسؤول عنها لا يمكن أن يكون إلا أحد كيانين؛ إما النظام السوري وإما الحكومة الروسية. وأضاف رودس: على أي حال فإننا نحمل الحكومة الروسية المسؤولية عن الغارات الجوية في هذه المنطقة. وتابع حتما ما حصل هو مأساة إنسانية هائلة لا بد من إدانتها، إنه عمل فاضح، مؤكدا أن الغارة تطرح «أسئلة جدية» رافضا في الوقت نفسه «إغلاق الباب»؛ أمام استكمال المحادثات بين الدولتين العظميين. من جهتها، قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية: إن البيت الأبيض، مارس ضغوطا سرّية، الأسبوع الماضي، لأجل ثني مجلس النواب، عن تبني مشروع قانون يقر عقوبات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وسعى مشروع القانون، الذي أجهضه البيت الأبيض بالضغط على الديمقراطيين في مجلس النواب، إلى إدانة النظام السوري بجرائم حرب وأعمال وحشية ضد المدنيين. في الأثناء قال وزير الدفاع التركي: لا نية لاستخدام المشاة في أي عمليات في سوريا، وذكرت صحيفة حرييت الأربعاء، ان تركيا سترسل قوات اضافية الى شمال سوريا استعدادا لعملية تهدف الى طرد تنظيم داعش من مدينة الباب. واكد مسؤول تركي لم تكشف الصحيفة اسمه انه في اطار هذه المرحلة الجديدة باتجاه الباب ستتم زيادة عدد الرجال. وتقول وسائل اعلام تركية عدة ان مئات من العسكريين الاتراك وعشرات من الدبابات ينتشرون حاليا في سوريا.