«استهدفت طائرات حربية أحياء كرم الجبل وكرم البيك والصاخور وحي الشيخ خضر في مدينة حلب بأربعة صواريخ، ما أسفر عن سقوط جرحى». ولم يتمكن المرصد السوري من تحديد ما اذا كانت الطائرات روسية او سورية. بينما قالت وزارة الخارجية الروسية امس إن الضربات الجوية التي نفذها التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة على قوات الأسد تهدد تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، وحثت واشنطن على إجراء تحقيق شامل في الواقعة. في حين قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو الأحد إن قوات الأسد مسؤولة في الأساس عن انتهاك وقف إطلاق النار الهش الذي توسطت فيه الولاياتالمتحدةوروسيا رغم الضربات الجوية للتحالف بقيادة أمريكا على جيش النظام أمس الأول. وأضاف أيرو للصحفيين في نيويورك: «علينا التمسك بهذا الاتفاق والحفاظ عليه مهما كلف الأمر لذا فنحن بحاجة إلى تجاوز الأحداث التي وقعت في الساعات القليلة الماضية». وتابع: «لكن في ظل هذه الحوادث، يجب ألا ننسى أن النظام السوري هو الذي أضر في الأساس بالاتفاق الأمريكي -الروسي لوقف إطلاق النار. دائما ما يكون نظام بشار الأسد هو المسؤول». فيما استهدفت غارات جوية الاحد الاحياء الشرقية في مدينة حلب للمرة الاولى منذ بدء الهدنة في سوريا قبل حوالي اسبوع، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وبحسب المرصد السوري: وأظهرت شرائط فيديو نشرها هواة في موقع للتواصل الاجتماعي وورد أنها صورت الأحد، دخانا يتصاعد وأشخاصا يرفعون ركام مبان مدمرة في محافظة حمص السورية بعدما ورد أن قصفا جويا وقع هناك رغم وقف إطلاق النار الساري في البلاد منذ الاثنين الماضي وفقا ل«رويترز». وفي فيديو ترتفع سحابة من الدخان الأسود من منطقة ورد أنها استهدفت بضربات جوية في الفرحانية الغربية في حمص. وفي فيديو آخر ورد أنه صُور في تلبيسة يقف أشخاص وسط ركام عدد من المباني ورد أنها هوجمت بالمدفعية الثقيلة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان امس، إن قوات النظام قصفت مناطق الشعبانية في محافظة حمص التي تقع في شمال البلاد. وورد أنها قصفت بالصواريخ الجندلي كما شنت ضربات جوية ضد تلبيسة والزعفرانة والفرحانية وكلها تقع في حمص. ولم ترد تقارير عن خسائر في الأرواح. وتسببت انتهاكات وقف إطلاق النار في استمرار إعاقة وصول قوافل الإغاثة الإنسانية إلى المدن والبلدات المحاصرة. كشف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، أن تنظيم داعش أسقط طائرة من طراز «ميج 23» تابعة لجيش الأسد في دير الزور، مما أسفر عن مقتل قائدها. وقال عبدالرحمن: إن الطائرة أسقطت فوق جبل الثردة في دير الزور شرقي البلاد، مما أدى إلى مقتل قائدها، وهو عقيد في جيش النظام. في وقت اتهمت فيه الخارجية الروسية واشنطن وتصرفات طياريها بالإهمال الإجرامي والتغاضي المباشر عن إرهابيي داعش. وتبادل ثنائي الهدنة الاتهامات على خلفية موقفهما من الأزمة السورية بالتزامن مع عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة بناء على طلب روسيا بحث الغارات التي شنها التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن على جيش النظام، بمدينة دير الزور شرقي سوريا، الليلة الماضية، وأسفرت عن مصرع ما يزيد على 60 جنديا وإصابة أكثر من 100 آخرين. وقالت موسكو إن القصف الأمريكي لمواقع جيش النظام بمحيط مطار دير الزور العسكري سيضع الاتفاقات الأخيرة بشأن الهدنة في سوريا على المحك. في الأثناء، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن عدد قتلى قوات الأسد، جراء قصف التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة لمواقعهم أمس الأول على جبل الثردة المطل على مطار دير الزور العسكري، ارتفع إلى أكثر من 90 قتيلا. في المقابل، ذكر المرصد أن 30 من عناصر تنظيم داعش الإرهابي قتلوا في الغارات الروسية التي أعقبت سيطرة التنظيم على مواقع بالمنطقة. وانتهت جلسة مجلس الأمن في وقت مبكر من صباح أمس الأحد من دون إصدار بيان. ووجه المندوب الروسي في مجلس الأمن الدولي فيتالي تشوركين انتقادات حادة للولايات المتحدة، وقال: إنها «قامت بضربة متهورة»، معربا عن استغرابه لقيامها «بهذه الضربة في هذا التوقيت». واعتبر تشوركين أن تلك الضربة الجوية نفذت ل«عرقلة» تنفيذ الاتفاق بين بلاده والولاياتالمتحدة الذي قال: إنه يستهدف عودة الاستقرار في سوريا، مؤكدا أن الطرفين الروسي والأمريكي اتفقا على التنسيق لضرب تنظيمي داعش وجبهة النصرة، في حين أن واشنطن لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه من الفصل بين المعارضة وجبهة النصرة حتى الآن. واتهم الدبلوماسي الروسي واشنطن بأنها «تحاول حماية جماعات إرهابية في سوريا»، لكنه استدرك قائلا: لا نملك دليلا على تواطؤ الولاياتالمتحدة مع التنظيم، مضيفا إن الوقت حرج جدا بالنسبة للوضع الحالي في سوريا. وتأخرت بشكل لافت المندوبة الأمريكية لدى مجلس الأمن الدولي سامانثا باور عن حضور اجتماع مجلس الأمن، واستخدمت لهجة حادة تجاه روسيا، ووصفت موقفها ب«النفاق»، واعتبرت سعي موسكو لعقد جلسة لمجلس الأمن محاولة رخيصة لتسجيل نقاط، مضيفة: لقد رأينا مجازر عديدة ارتكبها النظام، ومنها استخدامه السلاح الكيميائي ضد المدنيين ولم تدع روسيا إلى عقد جلسة لمجلس الأمن. كما اتهمت سامانثا باور روسيا بأنها تدافع عن الأنظمة المستبدة في العالم، وممارساتها في سوريا لا تساعد على إنجاح اتفاق التهدئة. بدورها، كتبت الناطقة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على صفحتها في فيسبوك: عزيزتي سامانتا باور، لمعرفة معنى كلمة الخجل، أنصحك بالذهاب إلى سوريا والالتقاء مع الناس هناك. ليس مع النصرة، ولا مع المعارضة المعتدلة التي يقلق واشنطن إيصال المساعدات الإنسانية إليها، ولا مع مناضلي المستقبل النير المقيمين في الغرب، بل مع الناس الذين يعيشون هناك. وفقا ل«نوفوستي». وكانت سامانثا باور قد قالت لزاخاروفا: يجب أن تخجل المتحدثة باسم الخارجية الروسية من تصريحها بأن الولاياتالمتحدة تدافع عن مقاتلي داعش. في غضون ذلك، لا تزال شاحنات المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة عالقة منذ أيام عند الحدود التركية السورية، ولم تتمكن من الوصول إلى المناطق المحاصرة في سوريا، ولا سيما حلب.