عندما قرأت خماسية مدن الملح للمنيف شغفت بها، وكدت أكتب عنها تحت عنوان «ندم الملح»، وهو عكس عنوان الرواية، والحمد لله أني لم أفعل. وهأنا اليوم أقع في نفس الموقف، بعد قراءتي لمجموعة حسن الشحرة «حلم». غير أن الوضع اختلف، فلا الزمان هو الزمان، ولا المكان هو المكان، فكانت هذه القراءة البعيدة عن النقد ومدارسه.. وقد وسمتها ب«ملح» وهو أيضا عكس عنوان المجموعة. مجموعة «حلم» تقع في 76 صفحة من القطع الصغير، طبعت في نادي المدينةالمنورة الأدبي، واشتملت على 94 نصا قصصيا من النوع القصير جدا. وبادئ ذي بدء لا أنكر اعجابي بنصوص الشجرة المقتضبة، ورسائله الموجهة إلى المتلقي بعفوية ودون عمد، وهذا جوهر العمل الأدبي، وإذا كان القاص قد وقع في نصوص وعظية، فهو خطأ لم يسلم منه أحد إلا ما رحم الله. أحيانا يتدخل الكاتب في نصوصه، ويطل بوجهه فيها، فتفلت القصة منه، وأحيانا أخرى لا يفعل ذلك، فتأتي نصوصه انسيابية دون نتوء، كما في نصوص كثيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر - حلم - رحلة - نداء - شروق - سادية - سمو - فشل - أنثيان. والغريب في ال(ق ق ج) أنها قد تكون لا نص ولا قصة بل خاطرة، ناهيك عن فقدانها لمعظم تقنيات القص من حدث وشخوص وحوار، مكتفيا من يتعاطاها برشاقة النص وشفافيته. وقد يُكتب 40 نصا من هذا اللون أو اكثر، فلا تجد فيها إلا واحدا وربما لا تجد، وهذا عيب ال(ق ق ج)، رغم سهولة تعاطيها من قبل القاصين، واقبال المتلقين عليها لقصرها، الذي يجنبهم مؤنة القراءة وعناءها. الشحرة من وجهة نظري البسيطة لا يكتب القصة، بل يتعلم كتابتها، وهذا ملمح جميل قلما تجده عند كثير من القاصين بيد أنه وللأسف لم يتخلص من رقيبه الداخلي، ولا من أصوات المقربين إليه، لهذا يكتب متأرجحا بين هذا وذاك، فيخطئ أكثر مما يصيب. ومرور عجل على النصوص فيما يلي:- حلم - جميلة. دين - حلوة. بوح - عادية. قحط - لا تندرج تحت ق ق ج. سطح - ضاحكة مبللة بدموع البكاء. برجوازية - لا تندرج تحت ق ق ج. طهارة - ............ مثل - موحية. رخص - تشدد، وتحتاج تشديد (لما) في سطرها الاخير. انصهار - فنتازيا. كيد - باهتة. وأد - لا تندرج تحت ق ق ج شروق - لغتها قوية وقد لا يحسن قراءتها. اغتيال - ويمكن ان يكون التلفاز غريمه. جرح - لغتها مقعرة وان كانت صحيحة. سادية - طفولة ناضجة معكوسة. ميكافيلية - هذا هو الحال. ديموقراطية - عادية ومكررة. لؤم - درة. عمر - مفارقة عجيبة. تبجيل - لا تندرج تحت ق ق ج لعب - تحتاج حذف كلمة أسفلها - ويغرب ربما يغرق. رياحين - لا تندرج تحت ق ق ج. نجاح - لا تندرج تحت ق ق ج. زمن - لا تندرج تحت ق ق ج. زاد - جميلة. دنيا - باهتة مباشرة. سخف - فضفاضة. رسلة - لا تندرج تحت ق ق ج. حلم - محرضة. وشيجة - لا تندرج تحت ق ق ج. صلح - عادية. انكار - جلد ذات. هجرة - نتيجة. أنا - ساخرة. حصاد - لا تندرج تحت ق ق ج. فراق - لا تندرج تحت ق ق ج. روح - لا تندرج تحت ق ق ج. مصالح - أفسدها التقطيع، وإن كان في محلة. ذكرى - لا تندرج تحت ق ق ج. انكفاء - جميلة. وله - عنوانها أكبر منها، وربما يساء نطقه. هوس - فوات أوان. وردة - تحتاج تشديد العين بدلا من الشين في يشيع. كنز - فقد. استسلام - حذف السطر الأخير أفضل. طموح - مباشرة. سمو - جميلة بغرائبيتها. قناعة - خاطرة لا أكثر. فنار - لا تندرج تحت ق ق ج. صراع - تشاؤم. فشل - لم ينجح أحد. كبار - ضربة معلم. نظر - لا تندرج تحت ق ق ج. دكتاتورية - ربما تحتاج صياغة أخرى. يأس - التقطيع خذل النص، وتحتاج تكثيف. قاص ق ق ج - شهادة. وفاء - حلوة ك(دبلير). انفتاح - فنية. تفان - لا تندرج تحت ق ق ج. بطالة - أُطرت بسويسرية. خوف - لا تندرج تحت ق ق ج. مبدع - عين العقل. شاهد - لا تندرج تحت ق ق ج. ضنى - تحتاج صياغة أخرى - وأخشى ان يقرأ عنوانها (ضنى) خطأ بدون وضع ألف صغيرة على المقصورة. عولمة - استسهال وربما استهبال. عجز - لا تندرج تحت ق ق ج. غيرة - لا تندرج تحت ق ق ج. تكريم - لا تندرج تحت ق ق ج. قناعة - لا تندرج تحت ق ق ج. قدوة - لا تندرج تحت ق ق ج. صداقة - لا تندرج تحت ق ق ج. نتن - باهتة في نهايتها. بساطة - تمر أي تعدي - وبمعنى آخر مقبولة. براءة - معادلها الموضوعي جميل. تعس - عادية. أمومة - جميلة إلا من عنوانها المباشر. يتم - فيها ارتباك. فرق - تحتاج تكثيف أكثر. يباب - ذكرى حلوة في حلوة. أنثيان - أنسنة فائقة الجمال - حبذا لو ضم أولها هكذا أُنثيان. غواية - نكران. بقية النصوص العشرة الأخيرة لا تندرج تحت مسمى ال(ق ق ج). وأختم بأن نص «داء» من أروع نصوص المجموعة، وجميل أن يرصع غلاف المجموعة الخلفي به. ونص «حلم» حمل اسم المجموعة - وهو نص محرض للتعالق معه، ويكفي أن ما نثره الأب من معادن ثمينة جعلها تفتش عن (ملح) الحياة وزينتها. وهذا ما دعاني ليكون عنوانا لقراءتي المتواضعة، ولو كتب كل نص في صفحة مستقلة لكان أجدى. تعاملت مع النصوص ك(ق ق ج)، ولذلك ليعذر القارئ صمتي عن بقية النصوص التي لا تندرج، رغم انها رائعة كنص رحلة. وختاما نحن هنا أمام بدايات الشحرة، فلا يركن إليها كثيرا، وننتظر الأجمل منه في قابل الأيام، مع أملي أن يتسع صدره لما عجز فهمي عن إدراكه.