أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية ان وقوف أكثر من مليوني حاج على صعيد عرفات في نفس الوقت والمكان والأسلوب واللباس، وهم يلبسون هذه الملابس البيضاء كبياض نفوسهم وقلوبهم ويقفون على هذا الصعيد تحفهم السكينة والطمأنينة، رافعين راية الإسلام الخضراء التي شعارها الإسلام دين سلام، رسالة يوجهونها للعالم ويثبتون للعالم أجمع أن الإسلام دين سلام، وليس دين إرهاب وتخريب. وقال سموه في المؤتمر الصحفي الذي عقده بمنى امس: «إن عددا قليلا من المسلمين حاولوا تشويه صورة المسلمين في العالم بهذه الطريقة التي لا يقبلها الإسلام، وهؤلاء المليونا حاج الذين وقفوا اثبتوا بكل ثبات وبكل ثقة في نفوسهم وفي دينهم وفي هذه الدولة التي قدمت لهم الخدمات ثم نزلوا يحملون راية الإسلام، أن الإسلام دين سلام من على صعيد عرفات إلى مزدلفة إلى منى، ورجموا الشيطان الذي أخرج الإنسان من الجنة، وهو رمز لمن يعبث بصورة الإسلام والمسلمين، ولمن يشكك المسلمين في بعضهم البعض» مؤكدا أن هذا الحشد العظيم الذي يتوجه إلى مكةالمكرمة منهيا هذه الرحلة الإيمانية بالطواف حول الكعبة المشرفة في الحرم الشريف في اتجاه واحد وبتوجه يثبت أن الإسلام دين السلام. وأضاف: «إن هذا الجمع الكبير الذي يفوق مليوني حاج، يطوفون بالكعبة الشريفة ويسمعون الأذان، ما أن يسمعوه حتى ينتظموا في دقائق، الكتف في الكتف، في مشهد لا مثيل له في صفوف دائرية حول الكعبة لا ينظمها إلا خالق البشر في دقائق قليلة، ثم يسجدون لله شاكرين حامدين فضله». ولفت سموه النظر إلى أن هذا ليس دفاعا عن المملكة وقيادتها وشعبها فقط، لكن دفاعا عن الإسلام والمسلمين الذين أنزل الله عليهم القرآن الكريم والسنة المحمدية، مشيرا إلى أن وقوف الحجاج في المشاعر ما هو إلا صورة ناصعة لكل مشكك في ان الإسلام دين سلام. وعن التطرف والغلو الذي يهدد وحدة المسلمين ومستقبلهم ويشوه صورة الإسلام في العالم أجمع وكيفية التخلص منه، أكد سموه أن المملكة كانت أكبر وأول المتضررين من الغلو والتطرف والإرهاب وهي أول من دعا لمكافحة الإرهاب عالمياً ودولياً، وكانت جميع الدول الكبيرة والصغيرة عندما بدأ ضدنا الإرهاب في بلادنا كانوا شبه راضين، وكانوا يتندرون عندما كان قادتنا يقولون بوضوح إذا سكتم عن هذا الإرهاب سوف يصل إليكم، ولكنهم ضحكوا وتبسموا لهذا الكلام إلى أن وقعت الواقعة وصار الإرهاب لديهم والآن يطالبوننا نحن بإيقاف الإرهاب. وقال سموه: « نحن أول من اشتكى من الإرهاب وأول هدف له، وإن من بدأ في حربه على الإرهاب اليوم وليس قبل 20 سنة فهو متأخر. وأبرز سمو الأمير خالد الفيصل أن للإعلام دورا كبيرا جداً في تسيير الرأي العام العالمي، مؤكدا أن المملكة تتمنى السلام لجميع أنحاء العالم وخصوصا العالم الإسلامي، متمنياً لكل دولة إسلامية أن ترتقي بمستوى ثقافتها وعلمها وتعليمها إلى المستوى المطلوب إسلاميا. ولفت إلى أن المملكة لا تتدخل في شؤون البلاد الداخلية، ولكنها تساعد لمن يطلب المساعدة من المسلمين. وأضاف سموه: المملكة العربية السعودية يشرفها أن تستقبلكم هذا العام وكل عام، أي إنسان يريد أن يحج من دول العالم، أو من إيران إذا سمحت له الحكومة الإيرانية، أما رسالتي للقيادات والحكومة الإيرانية فهي أن أدعو الله -سبحانه- أن يهديهم وأن يردعهم عن غيهم، وعن هذه التوجهات الخاطئة نحو اخوانهم المسلمين من العرب في العراق وفي سوريا وفي اليمن وفي كل أنحاء العالم، وأما إذا كانوا يجهزون لنا جيشا لغزونا؛ فنحن لسنا لقمة سائغة حتى يجهز لنا من أراد ويحاربنا، متى ما أراد، نحن بعون الله وتوفيقه سوف نردع كل معتدٍ، ولن نتوانى أبدا في حماية هذه الأراضي المقدسة وبلادنا العزيزة، ولن يدنس أي شبر من بلادنا ومنا إنسان على وجه الأرض، مبيناً أن الإسلام في المملكة هو الكتاب والسنة، والكتاب والسنة هما دستور المملكة، وهذا هو الإسلام الذي نعرفه». ورفع سموه - باسمه واسم المشاركين من الجهات الحكومية والمؤسسات الأهلية والافراد المتطوعين «نساء ورجالا» في خدمة حجاج بيت الله الحرام - الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - على متابعته الحثيثة والدائمة في كل ما من شأنه تأمين وسلامة الحجاج في هذا العام. وقدم الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الذي أشرف بنفسه وتابع متابعة حثيثة جميع الاستعدادات التي بدأت منذ انتهاء الحج في العام الماضي حتى بداية الحج في هذا العام، منوها بتوجيهاته - أيده الله - التي كان لها الأثر الكبير فيما توصل إليه العاملون في حج هذا العام من أداء الخدمة المطلوبة منهم. وهنأ سموه جميع حجاج بيت الله الحرام على ما من به من فضل لتأديتهم هذا الركن العظيم من أركان الإسلام، وقال: إن هذه إجابة عن كل الأكاذيب والافتراءات التي وجهت للمملكة في حج هذا العام، وقبيل الحج من الحاسدين والحاقدين ومن المرجفين الذين أرادوا التشكيك في قدرة المملكة على قيامها بخدمة حجاج بيت الله الحرام، وتسيير امور الحج بهذا الشكل الذي ظهر للجميع. عقب ذلك أجاب سمو أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية عن أسئلة الصحفيين، حيث أكد أن الصورة التي قدمها رجال الامن السعوديون هي صورة الإنسان المؤمن المسلم التي تتمثل في أخلاق وعادات وسلوك الشاب السعودي الذي يعطيها للعالم أجمع ويقدمها كذلك أنموذجا لإخوانه الشباب في جميع البلاد الإسلامية. ودعا سموه خلال إجابته عن سؤال عن إمكانية استثمار الحج سياحيا الى ألا يتم الخلط بين العبادة والسياحة، وقال: «الحج عبادة وليس سياحة، أما السياحة فلها جهة مختصة في المملكة العربية السعودية وهي هيئة السياحة والتراث الوطني، ولديها برنامج كبير جدا ولديها خطط مستقبلية للسياحة في المملكة، ولا نقبل نحن هنا في مكةالمكرمة أن نخلط بين الحج والسياحة، والعبادة والسياحة، فالعبادة عبادة، والسياحة أمر آخر». وحول الخطط المستقبلية لتطوير مكةالمكرمة أوضح سموه أن هناك خططا لتطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، وبعضها قد بدأ وتحت التنفيذ، وبعضها تحت الدراسة، إضافة إلى أن هناك مشروعات سوف تعرض على خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لتطوير المشاعر المقدسة ليبدأ العمل بها إن شاء الله العام المقبل. وأبان أن هناك دراسات قائمة الآن للمشاعر، وسيتم ربطها بمخطط مكةالمكرمة الحديث، وانتهت دراستها الأولية وسوف تعرض مع بداية العام المقبل على خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله - وستكون هناك مدة زمنية لتنفيذها. وأكد سموه أن مشروع تطوير مكةالمكرمة والمشاعر هو مشروع يهدف لجعل مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة أحدث مدينة ذكية في العالم، وتم إنجاز شوط لا بأس به في تطوير مكةالمكرمة وسوف يتم إكمال هذا التطوير، وسيبدأ من العام المقبل بحول الله تطوير المشاعر المقدسة. وعن الرسالة التي تود المملكة أن توصلها إلى العالم أجمع عبر الحج قال سموه: «إن الرسالة التي تسعى المملكة إلى ايصالها: إن الإسلام دين السلام» داعيا قادة العالم الإسلامي من السياسيين والعلماء والمفكرين إلى محاربة الطائفية والتفرق المذهبي بين المسلمين، مؤكدا أن الدين الإسلامي دين واحد، وأن المسلمين لو رجعوا للكتاب والسنة لذابت كل الفوارق ولن يتفرقوا ولن تدخل الشوائب على الإسلام لتغير المسارات التي بدأ بها. وحيال الوصف الذي أطلق على سموه بأنه أمير للحج والصورة الذهنية لديه عن الحج قال سموه:«أنا خادم الحج ولست أميرا للحج، والصورة الذهنية التي لدي عن الحج أنه لا بد للحاج من مشقة، وأود أن نقتصر ونختصر هذه المشقة في عناء السفر فقط، وأن نجعل من هذه الرحلة الإيمانية متعة إيمانية» مؤكدا انه ليس هناك تجمع أعظم وأكبر وأرقى من هذا التجمع الذي اجتمع فيه الحجيج يوم عرفة. أمير مكةالمكرمة خلال لقائه الصحفيين خالد الفيصل يجيب عن أسئلة الصحفيين