تهكم مستشار خادم الحرمين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية خالد الفيصل التدخلات الإيرانية في الحج، مجيباً عن سؤال «الحياة» خلال مؤتمر صحافي أمس، حول تأثير تشويش طهران، قائلاً: «اسألوا خامنئي عن نجاح موسم حج هذا العام»، مؤكداً أن رجم الشيطان برمي الجمرات رمز للإنسان الذي يعبث بصورة الإسلام. واعتبر أن «وقوف أكثر من مليوني حاج على صعيد عرفات في الوقت والمكان والأسلوب واللباس الأبيض إثبات للعالم أجمع أن الإسلام دين سلام وليس دين إرهاب وتخريب». وعن إمكانية استغلال إيران والحجاج الإيرانيين للحج لو قدموا في الأعوام القادمة ، قال « المملكة لا تتدخل في شؤون إيران الداخلية وما يفعله الإيرانيون في بلادهم هم أحرار فيه ، ولن نسمح باستغلال هذه الأراضي المقدسة والحج بصفه عامة لأمور أو شعارات سياسية ليس لها أي علاقة بهذه الرحلة الإيمانية ، فالحاج يأتي من جميع أنحاء العالم لهذه الأراضي المقدسة بقصد واحد وهو العبادة وأن يؤدي هذا الركن الخامس من أركان الإسلام» مؤكدا أن مهمة المملكة هي التيسير والتسهيل لكل مسلم بأن يؤدي هذا الركن بسلام وأمن وطمأنينة ويسر , أما أن يستغل هذا الموقف لشعارات سياسية أو دعائية فهذا ممنوع ولا يمكن أن نسمح به . وقال أمير مكة: «إن عدداً قليلاً من المسلمين حاولوا تشويه صورة المسلمين في العالم بهذه الطريقة التي لا يقبلها الإسلام، وهؤلاء المليونا حاج الذين وقفوا، أجابوا بكل ثبات، وبكل ثقة بنفوسهم وبدينهم وبهذه الدولة، التي قدمت لهم الخدمات، ثم نزلوا يحملون راية الإسلام؛ أنه دين سلام، من على صعيد عرفات إلى مزدلفة إلى منى، ورجموا الشيطان الذي أخرج الإنسان من الجنة، وهو رمز لمن يعبث بصورة الإسلام والمسلمين، وبمن يشكك المسلمين في بعضهم البعض». وأكد أن الحشد العظيم الذي يتوجه إلى مكةالمكرمة، منهياً هذه الرحلة الإيمانية بالطواف حول الكعبة المشرفة في الحرم الشريف في اتجاه واحد وبتوجه واحد هو الذي يمثل الإسلام دين السلام. وأضاف أن الجمع الكبير، الذي يفوق مليوني حاج، وهو يطوف بالكعبة الشريفة يسمع الأذان، وما أن يسمعه حتى ينتظم في دقائق، الكتف بالكتف، في مشهد لا مثيل له، في صفوف دائرية حول الكعبة لا ينظمها إلا خالق البشر في دقائق قصيرة، ثم يسجدون لله شاكرين حامدين فضله. ولفت إلى أن هذا ليس دفعاً عن المملكة وقيادتها وشعبها فقط، ولكن دفاعاً عن الإسلام والمسلمين، الذين أنزل الله عليهم القرآن الكريم والسنة المحمدية، مشيراً إلى أن وقوف الحجاج في المشاعر ما هو إلا صورة ناصعة لكل مشكك في أن الإسلام دين سلام. ونوه الفيصل بالشباب السعودي، الذي قال إنه «ينطلق من المبادئ الإسلامية والتعامل الإسلامي، ويعطي النموذج في المواقع والمقدسات، لما يجب أن يكون عليه الإنسان المسلم في كل مكان، مقدماً الشكر إلى وسائل الإعلام على تغطيتها مشاعر الحج، وإلى جميع منسوبي وزارة الداخلية، وبخاصة رجال الأمن، وإلى جميع الإدارات الحكومية والأهلية». ودعا، في إجابته على سؤال عن إمكان استثمار الحج سياحياً، إلى عدم الخلط بين العبادة والسياحة، وقال: «الحج عبادة وليس سياحة، أما السياحة فلها جهة مختصة في المملكة العربية السعودية هي هيئة السياحة والآثار، ولديها برنامج كبير جداً، ولديها خطط مستقبلية لموضوع السياحة في المملكة، ولا نقبل نحن هنا في مكةالمكرمة أن نخلط بين الحج والسياحة، والعبادة والسياحة، فالعبادة عبادة والسياحة أمر آخر». وأكد الفيصل أن مخطط تطوير وتنمية مكةالمكرمة والمشاعر بني على أهمية هذه المدينة والمشاعر الإسلامية ، وعلى أساس أن الكعبة هي منطلق التنمية ، وليس في مدينة مكةالمكرمة فقط ، بل في منطقة مكة جميعاً ، وأن خطة تنمية مكة مرتبطة بالمشاعر وهي مرتبطة بالحركة لأن الطواف والسعي كله حركة ومدينة مكة هي المدينة الوحيدة في العالم التي كل من يتوجه إليها يقصد مركزاً واحداً فقط هو الحرم المكي ، وليس هناك مدينة في العالم قاصدها يقصد مركزا واحدا وأن من يتوجه لبقية دول العالم فرغبته وحاجته في جزء من المدينة التي يزورها ، أما مكةالمكرمة فمن يزورها يقصد الحرم المكي الشريف , ولذلك بنيت الخطة على أساس أن تكون الكعبة وأن يكون الحرم هو مركز ومنطلق ومنتهى التنمية في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة .