دعا مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكةالمكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل، قادة المسلمين والعلماء والمفكرين والمثقفين في العالم الإسلامي إلى محاربة المذهبية والطائفية، مشيرا إلى أن الإسلام دين واحد، ودين سلام، ولو رجعنا إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لذاب كل شيء. جاء ذلك ردا على سؤال ل"الوطن" خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الأمير خالد الفيصل، أمس بمقر إمارة منطقة مكةالمكرمة في منى. وأشار الأمير خالد في إجابته على سؤال آخر ل"الوطن" إلى أن مشاريع مكةالمكرمة هي أن تكون مكة أحدث مدينة ذكية في العالم. وفي رده على سؤال ثالث للصحيفة، قال أمير منطقة مكةالمكرمة "إذا أحسن الإعلام، فسيحسن كل شيء، فالله الله الله أيها الإعلاميون في مخافة الله، وأن ترتكز معلوماتكم على الحقائق، ولا تصدقوا كل كاذب، وتحروا الدقة فيما تقولون ومخافة الله فيما تفعلون". كما دعا الأمير خالد القيادات والحكومة الإيرانية إلى العودة عن توجهاتها الخاطئة نحو إخوانهم المسلمين من العرب في العراق وسورية واليمن وفي كل أنحاء العالم. وقال: إذا كانوا يجهزون لنا جيشا لغزونا، فنحن لسنا لقمة سائغة، وسوف نردع كل معتد ولن نتوانى أبدا في حماية هذه الأراضي المقدسة وبلادنا العزيزة. شكر وتقدير رفع الأمير خالد الفيصل، باسمه وباسم المشاركين من الجهات الحكومية والمؤسسات الأهلية والأفراد المتطوعين من نساء ورجال في خدمة حجاج بيت الله الحرام، الشكر والتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على متابعته الحثيثة والدائمة لكل ما من شأنه تأمين وسلامة الحجاج في هذا العام. كما رفع الشكر إلى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير محمد بن نايف، الذي أشرف بنفسه، وتابع متابعة حثيثة جميع الاستعدادات التي بدأت منذ انتهاء الحج في العام الماضي حتى بداية الحج هذا العام، منوها بتوجيهاته، التي كان لها الأثر الكبير فيما توصل إليه العاملون في حج هذا العام من أداء الخدمة المطلوبة منهم. افتراءات الحاقدين وهنأ الأمير خالد جميع الحجاج على ما منّ به الله عليهم من فضل لتأديتهم هذا الركن العظيم من أركان الإسلام. وقال "إن هذه إجابة على كل الأكاذيب والافتراءات التي وجهت للمملكة في هذا العام وقبيل الحج من الحاسدين والحاقدين والمرجفين، الذين أرادوا التشكيك في قدرة المملكة على قيامها بخدمة حجاج بيت الله الحرام، وتسيير أمور الحج بهذا الشكل الذي ظهر للجميع هذا اليوم". وأكد أن وقوف أكثر مليوني حاج على صعيد عرفات في نفس الوقت والمكان والأسلوب واللباس، وهم يلبسون هذه الملابس البيضاء كبياض نفوسهم وقلوبهم، يقفون على هذا الصعيد تحفهم السكينة والطمأنينة، رافعين راية الإسلام الخضراء التي شعارها الإسلام دين سلام، رسالة يوجهونها للعالم ويثبتون للعالم أجمع أن الإسلام دين سلام، وليس دين إرهاب وتخريب. وقال أمير مكة إن عددا قليلا من المسلمين حاولوا تشويه صورة المسلمين في العالم بهذه الطريقة التي لا يقبلها الإسلام، وهؤلاء المليونا حاج الذين وقفوا أجابوا بكل ثبات وبكل ثقة في نفوسهم وفي دينهم وفي هذه الدولة التي قدمت لهم الخدمات ثم نزلوا يحملون راية الإسلام، إنه دين سلام من على صعيد عرفات إلى مزدلفة إلى منى، ورجموا الشيطان الذي أخرج الإنسان من الجنة، وهو رمز لمن يعبث بصورة الإسلام والمسلمين وبمن يشكك المسلمين في بعضهم البعض. أخلاق الشباب السعودي أكد الأمير خالد الفيصل أن الصورة التي قدمها رجال الأمن السعوديون هي صورة الإنسان المؤمن المسلم، التي تتمثل في أخلاق وعادات وسلوك الشاب السعودي، الذي يعطيها للعالم أجمع، ويقدمها كذلك أنموذجا لإخوانه الشباب في جميع البلاد الإسلامية. وقال "هكذا يجب أن يكون الإسلام، فالإسلام دين تعاون ومحبة وأخوة، وليس بكثير على الإنسان السعودي أن يقدم هذه الخدمة وهذا الأسلوب وهذه الطريقة لإخوانه ضيوف الرحمن على هذه الأرض المباركة في هذه الأيام المباركة"، راجيا من الله سبحانه وتعالى أن يكون هذا الأنموذج ساريا في جميع ما يفعله الشباب المسلم في كل بلاد العالم، مؤكدا أن هذا الهدف هو الذي تسعى إليه المملكة. لا خلط بين العبادة والسياحة ودعا الأمير خالد في إجابته على سؤال عن إمكانية استثمار الحج سياحيا، ألا يتم الخلط بين العبادة والسياحة. وقال "الحج عبادة وليس سياحة، أما السياحة فلها جهة مختصة في المملكة هي هيئة السياحة والتراث الوطني، ولديها برنامج كبير جدا، وخطط مستقبلية للسياحة في المملكة، ولا نقبل نحن في مكةالمكرمة أن نخلط بين الحج والسياحة، فالعبادة عبادة والسياحة أمر آخر". مشاريع التطوير وحول الخطط المستقبلية لتطوير مكةالمكرمة، أوضح أن هناك خططا لتطوير مدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، والبعض منها بدأ وهو تحت التنفيذ، وبعضها تحت الدراسة، إضافة إلى أن هناك مشروعات سوف تعرض على خادم الحرمين الشريفين لتطوير المشاعر المقدسة ليبدأ العمل بها إن شاء الله العام القادم. وأبان أن هناك دراسات قائمة الآن للمشاعر، وسيتم ربطها بمخطط مكةالمكرمة الحديث، وانتهت دراستها الأولية، وسوف تعرض مع بداية العام القادم على خادم الحرمين الشريفين، وستكون هناك مدة زمنية لتنفيذها. وأكد الأمير خالد الفيصل أن المستوى الذي وصل إليه رجل الأمن والشاب السعودي من الأخلاق والروح الإسلامية لم يأت عن طريق الصدفة، ولكن كان لهذه الثقافة تخطيط وأساليب ومعرفة موزعة على مختلف المراحل العمرية للشاب السعودي حتى وصل إلى هذا المستوى من الأخلاق والقيم والتعامل. وعن إمكانية استثمار المملكة لما تقدمه من خدمات لتبينه للعالم، قال أمير منطقة مكةالمكرمة: فيما يخص الاستثمار في هذا المجال من قبل المملكة لإظهاره للعالم، فنحن لا نستخدم الحج أو نستثمره للدعاية للنفس، ولكن الناس شهود الله على أرضه، فهم الذين يشهدون على ذلك. الكعبة محور التنمية وأبان الأمير خالد الفيصل أن مخطط تطوير وتنمية مكةالمكرمة والمشاعر بني على أهمية هذه المدينة والمشاعر الإسلامية، وعلى أساس أن الكعبة هي منطلق التنمية، وليس في مدينة مكةالمكرمة فقط، بل في منطقة مكة جميعا، مشيرا إلى أنه سبق أن نشر كتابا تحت عنوان "من الكعبة وإليها"، تحدث فيه عن بناء الإنسان وتنمية المكان، وأن التنمية تنطلق من الكعبة وإليها، وأن كل الخطط الموجودة منذ أن أتى إلى مكةالمكرمة قبل تسع سنوات كلها تنطلق من أن تكون الكعبة هي المحور الأساس للتنمية وتنتهي وإليها. تراجع أعداد المخالفين وردا على سؤال عن الصناديق القريبة من الحرم المكي، أوضح الأمير خالد أن هذه الصناديق طارئة، وسوف تعدل هذه الصورة، معبرا عن سعادته بما شاهده من رجال الأمن والشباب السعودي من سلوك حضاري، مؤكدا أن هذا الأمر تجلى بصورة واضحة في هذا العام وكان أحد الأهداف المنشودة. ونوه بما شهده حج هذا العام من تناقص في عدد الذين يدخلون للمشاعر المقدسة بدون تصريح رسمي أو تأشيرات الحج، وتضاؤل تلك الأعداد، لافتا إلى أنه قبل سنوات كان عدد المخالفين يصل إلى 50% من الحجاج، وتناقصت هذه الأعداد بصفة مستمرة من عام لآخر، حيث بلغ عدد المخالفين العام الماضي 30%، وتناقص العدد في هذا العام ليبلغ عدد المخالفين 5%. وأكد أن نسب المخالفين في تناقص، سائلا الله تعالى أن تزال بالكامل. وأشاد الأمير خالد الفيصل بجهود رجال الأمن الذين أحكموا السيطرة على المنافذ، وقاموا بواجبهم خير القيام، مؤكدا أنهم يستحقون كل الشكر والتقدير على ذلك. مكة مدينة ذكية أكد أمير منطقة مكةالمكرمة أن مشروع تطوير مكةالمكرمة والمشاعر هو مشروع يهدف لجعل مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة أحدث مدينة ذكية في العالم، وإنه تم إنجاز شوط لا بأس به في تطوير مكةالمكرمة، وسوف يتم إكمال هذا التطوير، وسيبدأ من العام القادم- بحول الله- تطوير المشاعر المقدسة. الحزم والعزم وعن الجمع بين سياسة الحزم في تطبيق الأنظمة والتعامل الإنساني مع ضيوف الرحمن، قال الأمير خالد إن سياسية الحزم والعزم هي سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، منذ أن تولى أمر هذه البلاد وهي تطبق، أما تميز رجل الأمن في هذا العام فيعود لله سبحانه وتعالى أولا، ثم لمجهودات الأمير محمد بن نايف، الذي بث هذه الروح النظامية وهذه الأساليب الصارمة والدقة في العمل، وبث الروح الإسلامية والأخلاق العالية في الجنود والأفراد والضباط وكل المسؤولين بطريقة واحدة وهي أننا نتبع الإسلام الصحيح، ونتبع القرآن والسنة، ونبتعد عن الطائفية وعن الفرق التي فرقت المسلمين وأساءت لهم. خادم الحج وحيال الوصف الذي أطلق على الأمير خالد بأنه أمير الحج والصورة الذهنية لديه عن الحج، قال أمير منطقة مكة "أنا خادم الحج ولست أميرا للحج، والصورة الذهنية التي لدي عن الحج أنه لابد للحاج من مشقة، وأود أن نقتصر ونختصر هذه المشقة في عناء السفر فقط، وأن نجعل من باقي هذه الرحلة الإيمانية متعة إيمانية"، مؤكدا أنه ليس هناك مؤتمر أعظم وأكبر وأرقى من هذا الجمع الذي اجتمع فيه الحجيج يوم عرفة. وأكد أن الحزم في تطبيق الأنظمة على الحجاج ليس شدة عليهم، إنما حرص على سلامتهم وأمنهم وهو الهدف منه، داعيا جميع الدول الإسلامية إلى أن تهيئ الحاج بالمعلومات اللازمة عن الحج قبل مغادرته بلاده إلى هذه الأراضي المقدسة، مشيرا إلى أن الحجاج هم أصحاب فضل لأنهم سمحوا للمملكة بخدمتهم. لا سياسة وعن إمكانية استغلال إيران والحجاج الإيرانيين للحج لو قدموا في الأعوام المقبلة، قال الأمير خالد الفيصل "المملكة لا تتدخل في شؤون إيران الداخلية وما يفعله الإيرانيون في بلادهم هم أحرار فيه، ولن نسمح باستغلال هذه الأراضي المقدسة والحج بصفة عامة لأمور أو شعارات سياسية ليس لها أي علاقة بهذه الرحلة الإيمانية، فالحاج يأتي من جميع أنحاء العالم لهذه الأراضي المقدسة بقصد واحد، وهو العبادة وأن يؤدي هذا الركن الخامس من أركان الإسلام، مؤكدا أن مهمة المملكة هي التيسير والتسهيل لكل مسلم بأن يؤدي هذا الركن بسلام وأمن وطمأنينة ويسر. أما أن يستغل هذا الموقف لشعارات سياسية أو دعائية فهذا ممنوع ولا يمكن أن نسمح به. كما أكد أن منع هذا الأمر بهذه الشدة وبهذا الحزم هو لصالح المسلمين ولصالح هذا الجمع الذي يجتمع على هذه الأرض المقدسة، متسائلا: لو سمحنا لكل ممثل لشعار أو تيار سياسي أن يحمل شعارات، والقيام بمسيرات ومظاهرات، كيف سوف يحجون؟ وكيف سيكملون هذه المناسك بسلام وأمان؟ وكيف نرضى نحن الذين أكرمنا الله تعالى وشرفنا بأن نكون بجوار بيته لخدمة بيته ولخدمة ضيوف الرحمن؟ وكيف نبرر موقفنا إذا سمحنا بهذه الأمور في هذه المشاعر المقدسة؟ وكيف نبرر موقفنا أمام الله سبحانه وتعالى قبل أن نبرر موقفنا أمام خلق الله؟". وأضاف: "لا يمكن أن يسمح بهذا". آفة الإرهاب وعن التطرف والغلو الذي يهدد وحدة المسلمين ومستقبلهم ويشوه صورة الإسلام في العالم أجمع وكيفية التخلص منه، أكد أمير مكة أن المملكة كانت أكبر وأول المتضررين من الغلو والتطرف والإرهاب، وهي أول من دعا لمكافحة الإرهاب عالميا، وكانت جميع الدول الكبيرة والصغيرة عندما بدأ ضدنا الإرهاب في بلادنا كانوا شبه راضين، وكانوا يتندرون عندما كان قادتنا يقولون بوضوح إذا سكتم عن هذا الإرهاب فسوف يصل إليكم، ولكنهم ضحكوا وتبسموا لهذا الكلام إلى أن وقعت الواقعة وصار الإرهاب لديهم والآن يطالبوننا نحن بإيقاف الإرهاب. وقال "نحن أول من اشتكى من الإرهاب وأول هدف له، وأن من بدأ في حربه على الإرهابي اليوم، وليس قبل 20 سنة فهو متأخر"، وأبرز الأمير خالد الفيصل أن للإعلام دورا كبيرا جدا في تسيير الرأي العام العالمي، مؤكدا أن المملكة تتمنى السلام لجميع أنحاء العالم وخصوصا العالم الإسلامي. أشار أمير منطقة مكةالمكرمة في إحصائية لأرقام حج هذا العام إلى أن عدد العاملين في الحج من رجال الأمن ومدنيين وموظفي الدولة بلغ أكثر من 300 ألف شخص قاموا بخدمة ضيوف الرحمن، مبينا أنه أعيد من المخالفين ممن قدموا للحج بدون تصريح 426 ألفا، كما أعيدت كذلك 172 ألف مركبة مخالفة، وتم ضبط 54 حملة حج وهمية، وسوف يطبق عليها النظام. كما وزعت لجنة السقايا والرفادة لإمارة منطقة مكةالمكرمة التي تشرف على المؤسسات الخيرية في هذا العام 12 مليون وجبة وعبوة مياه على ضيوف الرحمن. ولفت إلى أنه في هذا العام كان هناك مشروع للمطابخ المتنقلة والمتحركة، حيث قدمت وجبات ل700 ألف حاج طبقت فيها أعلى معايير السلامة الغذائية، تحت مسمى "مشروع الغذاء للحجاج"، وسوف تعمم في العام القادم إن شاء الله في جميع المخيمات، فيما بلغ إجمالي رحلات القطار 1600 رحلة نقلت 384 ألف حاج. وقال الأمير خالد: بالنسبة للخدمات الصحية أجريت خلال حج هذا العام 27 عملية قلب مفتوح و306 عمليات قسطرة قلبية للحجاج، و37 عملية مناظير، و1630 غسيل كلى. كما نقلت قافلة الحجاج الطبية 296 مريضا ممن عمل لهم عمليات قلب وغيرها وأتموا حجهم ووقفوا في عرفات، وأعتقد أن هذه الطريقة لم يعمل بها في العالم أبدا، ولم يسبق أن حدثت في العالم إلا في الحج، فيما بلغ الذين أتموا الرجم أمس حتى هذه الساعة 970 ألفا. لسنا لقمة سائغة وأضاف أن المملكة يشرفها أن تستقبلكم هذا العام وكل عام، أي إنسان يريد أن يحج سواء من إيران إذا سمحت له الحكومة الإيرانية. أما رسالتي للقيادات والحكومة الإيرانية فهي أن أدعو الله سبحانه أن يهديهم، وأن يردعهم عن غيهم وعن هذه التوجهات الخاطئة نحو إخوانهم المسلمين من العرب في العراق وسورية واليمن وفي كل أنحاء العالم. أما إذا كانوا يجهزون لنا جيشا لغزونا، فنحن لسنا لقمة سائغة حتى يجهز لنا من أراد ويحاربنا، متى ما أراد نحن بعون بالله وتوفيقه سوف نردع كل معتد، ولن نتوانى أبدا في حماية هذه الأراضي المقدسة وبلادنا العزيزة، ولن يدنس أي شبر من بلادنا ومنا إنسان على وجه الأرض. وقال إن الإسلام في المملكة هو الكتاب والسنة وهما دستور المملكة وهذا هو الإسلام الذي نعرفه. وأوضح أن هناك تقريرا دوريا للجنة المركزية للحج والعمرة عن الإيجابيات والسلبيات والاقتراحات، التي تقدم للجنة العليا برئاسة ولي العهد، وبدورها ترفعه لخادم الحرمين الشريفين.