يحدثني أحد الإخوة أنه وقف أمام أحد الأسواق التجارية، وما إن نزل حتى جاءت سيارة وأوقفها صاحبها بالعرض على مساحة ثلاثة مواقف! حينما نزل من سيارته توجه إليه صاحبنا وقال: «أحب خشمك» تكفى أوقف سيارتك بطريقة صحيحة! قال الرجل: أبشر! وعاد إلى سيارته ليعيد إيقافها في موقفها المخصص لها! نحن نخطئ كثيراً في آداب الطريق، رغم أننا أبناء دين أمر بأن نعطي الطريق حقه، وجعل له آداباً وأحكاما! كما أننا أبناء قيم تقدّر الحياء والكرم والإيثار واحترام الصغير للكبير ولكن واقع شوارعنا على العكس من ذلك وللأسف! الإشارة حمراء وتجد من يغلق المسار الأيمن ولا يلتفت لأبواق السيارات التي منع أصحابها من حقهم في المرور! يريد أن يدخل بسيارته إلى الشارع، فتجد السيارات تتسابق لكي تغلق عليه ولا تعطيه الفرصة! مواقف مخصصة للمعاقين، وتجد الصحيح السليم واقفاً بسيارته فيها! مر بجانب إدارة حكومية أثناء وقت الدوام الرسمي، وانظر إلى طريقة وقوف السيارات أمامها، البعض على الرصيف! والبعض الآخر أمام الباب، ولو حصل للبعض الآخر أن يدخل مكاتب الموظفين بسيارته لفعل! تعال مبكراً إلى صلاة الجمعة واخرج مبكراً، وثق أن من سيراهنك على أنك لن تستطيع إخراج سيارتك سيكسب الرهان! ما الحل، وإلى متى ونحن نقوم بالتوعية ولكن لا مجيب؟! أعتقد أنه لا حل غير الاستمرار في التوعية والتفنن في أساليبها مع العقوبات، ومن التوعية «حبة الخشم» ممن يرى الخطأ للمخطئ لعلها تكون وسيلة لإصلاحه، وحماية للمجتمع، فالسكوت عن الخطأ يجعله صواباً وأمراً طبيعياً، وفي هذا دمار للمجتمع بأكمله! قبل أيام كنت في عاصمة دولة عربية شقيقة، ورأيت سيارة تقوم بمطاردتي، لم أعط الموضوع في بادئ الأمر أهمية، ولكني عندما توقفت أمام الإشارة المرورية، وقفت السيارة بجانبي، وطلب مني سائقها فتح النافذة، فتحت النافذة وأنا أستعد لطلب مساعدة أو شيء من هذا القبيل، فقال الشاب الذي كان يقودها: أنا طالبك! قلت: آمر! قال: حافظ على شوارع مدينتنا التي تشرفت بك نظيفة! بعد سؤال الأبناء وجدت أن أحد صغاري، قد ألقى ورقة في الشارع، فلم يصبر هذا الشاب على الخطأ، وقدم لي ولأولادي رسالة بليغة كحبة خشم صاحبنا الجميلة!.