أحدث تقرير «طازج»، نشرته أمس وكالة رويترز، حول «الاتفاق النووي» بين إيرانوالولاياتالمتحدةالأمريكية (وشركائها البصامين) ويكشف التقرير تواطؤا خطيرا في الاتفاق. يخلص التقرير إلى أن الولاياتالمتحدة تواطأت على نفسها مع طهران، بالموافقة على بنود سرية تعطي لإيران حق التملص والنفاذ والالتفاف على نصوص الاتفاق. وتستطيع إيران - في أي وقت - ادعاء أنها، نظريا وفلسفيا، نفذت بنودا، لم تنفذها فعليا، لتحصل على مليارات الدولارات. الاتفاقيات الدولية، إذا لم يدققها ويمحصها اختصاصيون مخلصون ونابهون، يمكن أن تخضع لتدليسات المفاوضين وهواهم، بهدف الوصول لموافقة سريعة وإعلان نجاح المفاوضات واستثمارها سياسيا، مثلما حدث في الاتفاق النووي الإيراني. ويبدو في الاتفاق النووي أنه قد جرت صياغة عبارات مقصودة وتعريفات التفافية أو مطاطة أو غامضة يمكن لإيران تفسيرها أو الالتفاف عليها، أو استخدامها لصالحها لاحقا، لاغراء طهران بالموافقة، أو صياغة عبارات سرية، أحيانا تفرغ الاتفاق المعلن من أهميته. وواضح أن التواطؤات في الاتفاق النووي الإيراني تهدف إلى العمل - بكل سبيل وأسلوب - للإفراج عن الأموال الإيرانية سريعا، بعذر شرعي، ويتطلب ذلك أن إيران قد أوفت، نظريا، بتعهداتها، في مواعيد محددة، والسعي للإفراج سريعا عن الأموال الإيرانية، لان إدارة أوباما تعلم مدى حاجة نظام طهران الماسة للأموال للانفاق على شبكاته الإرهابية وميليشياته في العراقوسوريا واليمن ولبنان، وحتى في نيجيريا، وأذرعته الإعلامية في أمريكا نفسها، وفي أوروبا. التقرير يؤكد شكوك، قادة دول الخليج ومواطنيهم، أن الاتفاق ليس اتفاقا بالمعنى المفهوم، وإنما هو جهود حثيثة ومكثفة، بذلها وزير الخارجية الأمريكية جون كيري هدفت إلى تحويل العلاقة الإيرانيةالأمريكية من استلطاف إلى حب، ثم عشق ووله، ثم وصلة انبطاح و«خنوع» أداه كيري باقتدار، لمساندة كل ما يمت لإيران بصلة، بما في ذلك إغماض العيون الأمريكية والدولية عن فنون صناعة الميليشيات الإرهابية الإيرانية، وتجاهل اختراع إيران داعش، والتركيز على هذا التنظيم والتغاضي عن جرائم ميليشيات قاسم سليماني مثل عصائب الحق، وحزب الله، وبدر، وغيرها. وتخدير السوريين بالتظاهر، في البداية، بمساندة حقهم في الحرية والاستقلال، ثم النكوص، ودعم أذرع إيران في المنطقة ومنهم الحوثيون الذين يبدو أن كيري يصيبه الأرق كلما تراجعت بنادقهم عن مواضعها في اليمن. وآخر تجليات كيري الخانعة اقتراحاته للسلام في اليمن، التي لا يمكن وصفها إلا بأنها برنامج رعاية للحوثيين، ليضمن كيري لإيران مخلبا في اليمن، بعدما نجح في تثبيت ميليشيات الملالي في سورياوالعراق، بل إن كيري قد خنع لروسيا، وحول بوتين، من حاكم مفاجآت متهور، إلى زعيم عالمي قوي يدير شؤون الكرة الأرضية ويعز أمما ويذل أخرى. وتقزم كيري إلى مجرد ساعي بريد يلتزم بجدول دوري لزيارة موسكو وتلقي تعليمات وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف وطلباته. التواطؤ مع نظام الآيات في مسألة الملف النووي الإيراني انتهاك حتى للأخلاق الإنسانية، وليس، فقط، جريمة بحق مواطني دول الخليج، ولا ضد الولاياتالمتحدة وحدهما، وإنما ضد العراقوإيران نفسها، أيضا لأن إيران ومنشآتها النووية تقع في خط زلزالي خطر ونشط، وفي حال حدوث زلازل قرب المفاعلات النووية فإن اشعاعها سوف يصيب الملايين في العراقوإيران والخليج العربي. وتر المسيسبي نهر الأنهار العظيم، يعبر الحقول الخضر ومفاتن الجغرافيا ودموع التاريخ.. ويمنح الروح، ويكتب تاريخ أمم ماتت واقفة برماح مشرعة، كي لا تساوم إذ يغدق عذب الزلال، وفيض شاهقات روكي.. في دلتا مدينة الساحل، ومهجن الأحزان السمراء في أورليانز.