يصادف اليوم دخول فصل الخريف، في الجزء الشمالي من الكرة الارضية، في الأول لشهر أيلول سبتمبر، وذلك وفقا للحسابات الخاصة بالحالة المناخية، حيثُ تتغير طبيعة الغلاف الجوي، حتى «الاعتدال الخريفي» في 23 سبتمبر، الذي يُعرف انه البداية الفعلية لهذا الفصل من الوجهة الفلكية، بمؤشر تساوي الليل والنهار في هذا اليوم، ويتبع ذلك طول الليل ويقصر النهار، وبالتالي تنكسر حدّة الحرارة تدريجيا، حيث تتسارع رحلة الشمس الظاهرية نحو الجنوب، كما يتميز طقس الخريف بالمملكة، بخصائص متباينة غالبا، فتكون البداية باستمرار درجات الحرارة مرتفعة الى بداية الاربعينيات نهارا، واجواء لطيفة ليلا تميل للبرودة، مع الاختلاف مناطقيا بسبب طبيعة مؤثرات العوامل الجوية، وعلاقتها بالتضاريس المكانية. ويُتوقع تحوّل الاجواء نحو الاعتدال وانصراف الحر متسارعا، في نهاية المنزلة الاخيرة من موسم سهيل، المعروفة ب(الصرفة)، فيما يتطابق المتكرر الفصلي خلال هذه الايام، مع سمات طقسية بالطابع الصيفي، قبل الانتقال الى المرحلة التالية من الخريف، التي تشهد موسمية المطر، في نوء «الوسم» عند منتصف اكتوبرالمقبل ان شاء الله، في حين تشير التوقعات الى بداية انكسار درجات الحرارة مطلع الاسبوع المقبل بإذن الله، حيث يتراجع تأثير منخفض الهند الموسمي، ويتقدم المرتفع الجوي مصحوبا بكتلة هوائية أقل حرارة، فيتغير اتجاه الرياح الى شمالية غربية، وسوف يلحظ ذلك في اليومين القادمين في مناطق شمال المملكة. وبحسب متابعين للانواء، ان «الوسم» اتصفت به ايام من السنة، تتوزع 4 منازل قمرية: (العواء والسماك والغفر والزبانا)، ودخوله يختلف من حساب إلى آخر، وفي تقويم أم القرى يكون في 16 أكتوبر، لمدة 52 يوماً، والتسمية بالوسم لأن الأمطار بإذن الله تعالى، تسم الأرض بالخضرة والكلأ والنبات، ولا يعني ذلك حتمية في الموعد والمكان والكم، ذلك لان طقس المملكة، غير نمطي في التكرار ويصعب على التنبؤ في المطر بشكل محدد، والتقديرات العامة في هذا الشأن، تأتي في سياق الاحتمالات، باعتبار الامكانية قائمة بإذن الله تعالى، في اي زمان ومكان. ويكون الليل أطول من النهار في الوسم، وفيه تتحسن الأجواء، فتنخفض درجة الحرارة بشكل ملحوظ ويبرد الليل، بسبب العديد من المؤثرات للعوامل الجوية المغايرة، وتبدل الحالة الطقسية بشكل عام، حيث يتزامن موسم (الوسم) مع قدوم المنخفضات الجوية، المحمّلة بالرطوبة وتوقعات الغيث المرتقب بمشيئة الله، كما تتسم هذه الفترة بحالة عدم الاستقرار احيانا، التي يبدأ تأثيرها على المملكة، اعتبارا من منتصف شهر أكتوبر، مع تخلخل مراكز الضغط الجوي المعتاد في مرحلة النقلة بين الفصلين، ثم تزداد الضغوط المرتفعة تدريجياً، على حساب الضغوط المنخفضة، مؤديا الى هطول الامطار المتفرقة في عدد من المناطق.