إذا كنت تتصرف بطريقة مغايرة لطبيعتك الحقيقية بشكل مفرط؛ أمام أي شخص أو جماعة فأنت في الزمان والمكان الخطأ وتتعرض لإحدى درجات الخنوع النفسي.. الأشخاص الذين يشعرونك بالضجر أو النقص أو يستظرفون معك بطريقة تقلل من احترامك وهيبتك بأسلوب يحفه اللؤم، هؤلاء هم الأشخاص الذين لا يستحقون ان تبقيهم في دائرتك الاجتماعية.. إذا كان ولابد ان تجمعك الظروف أو المناسبات الاجتماعية بمثل هذا الصنف من الناس فيجب عليك ان تضع حدودا في التعامل معهم تكفل لك حفظ كيانك واحترامك ومزاجك أيضا.. الحديث بشكل مصطنع وانتقاء الكلام والقلق الدائم والخوف من النقد الموجه لك من الشخص الذي أمامك؛ يهمش انسانيتك ويشعرك بالخنقة وضعف تقدير الذات.. بعض مشكلاتنا الاجتماعية بل والفكرية أحيانا يقال ان منشأها سوء الفهم، ليس صحيحا ان سوء الفهم بحد ذاته هو القضية، بل المشكلة في الشعور والنية المسبقة لحمل تصرفات الآخر على محمل السوء.. من يحاول الإساءة لك سيفسر جل تصرفاتك وحديثك وأفكارك بتفسير خاطئ، وعلى العكس من ذلك يحدث مع الشخص الذي يحترمك أو على الأقل لا يحمل توجهات سلبية ضدك.. النفس الإنسانية مجبولة على حب الحرية والتصرف وفق طبيعتها الاعتيادية والهرب ممن يقيد تصرفاتها أو يفرض عليها قيودا وتوجهات تقوض حقوقها الإنسانية، لذلك لا تتعجبوا أو تلوموا كثيرا أولئك الذين هاجروا خارج أوطانهم ليعيشوا حياة أكثر بساطة وأقل نقدا وقيودا اجتماعية.. فلا أسوأ من أن تكون محاطا بمجتمع ثقافي أو محلي أو حتى قرابي يحاول «قولبتك» نفسيا وفكريا وسلوكيا في قوالبه التي يرضاها.. أيضا لا تستغرب من خوف الناس من النقد والشماتة و»التعيير» أكثر من خشيتهم الفشل بذاته.. حب المظاهر والتفاخر أصبح في ازدياد لأن الناس يكترثون لما يقوله الآخرون عنهم إلى الدرجة التي تجعلهم يهتمون بقيمة ما يرتدونه أكثر من قيمة ما يتخلقون به.. حب المظاهر سيطر على جل قيم الأفراد إلى الحد الذي يجعل من الشخص الذي لا يملك المال ليتمظهر به أن يتباهى بأمور أكثر هشاشة من المظهر.. فهناك من يتمظهر عليك بدينه وفضائله وحسناته الأخروية مع انها لله وليست لك!! ومنهم من يتباهى بمنصب وتجارة أحد أقاربه من الدرجة العاشرة وكأنها تمثله شخصيا ونحن نكترث لها.! باختصار وفي هذا الجو العام، ليس عليك إلا اختيار أشخاص مريحين نفسيا وسلوكيا لك لاعتمادهم في دائرتك الاجتماعية.. احذف من يشعرك بالاستياء أو عدم الراحة من دائرتك الاجتماعية الضيقة وإن كان ولابد من وجوده ضمن الدائرة الكبرى فعليك وضع الخطوط الفاصلة معه وتجنب البقاء في محيطه قدر المستطاع.. بالمناسبة الأشخاص الذين يخنقون حقائقهم أو طبيعتهم في حلوقهم، بمعنى أنهم يتصرفون بخلاف ما يشعرون به تماما؛ هم الأفراد الأكثر عرضة لمشاكل الغدة الدرقية وهذا بحسب رأي طبيبة نفسية كانت تقول إن حبس الأفكار والآراء داخل نفس الإنسان بطريقة مفرطة - سواء كانت هذه الأفكار سلبية أو إيجابية - تعرض الفرد لمشاكل الكبت الصحية والنفسية وأحدها أمراض الغدة الدرقية.. لا أحد يجرؤ على هزيمتك نفسيا وإضعافك وهدم شخصيتك ما لم تسمح له بذلك.. الأشخاص الذين يمتلكون درجة عالية من الثقة والاعتداد بالنفس والذكاء الاجتماعي يصعب صهرهم في قوالب الخنوع أيا كان نوعها سواء النفسية أو الفكرية أو تلك المتعلقة بالثقافة العامة لمجتمعهم المحلي أو القرابي.. فهم يفرضون احترامهم على الجميع ويتقبلون اختلاف الآخرين معهم وعنهم، ويتماهون مع مجتمعهم ولكن ليس للدرجة التي تلغي شخصياتهم أو تجعلهم متناقضين أو مكبوتين..