يعد سوق الماشية بحفر الباطن أهم سوق على المستوى المحلي، بل انه يوصف بالأكبر على مستوى المملكة ويشهد حركة في البيع والشراء بشكل كبير وهو وجهة يقصدها كثير من مربي الماشية من حفر الباطن ومن خارجها ويصدر من السوق أعداد كبيرة لمختلف محافظات المملكة. إلا انه يعاني وعلى مدى 4 اشهر من حالة تعد الأولى من نوعها تخوف الكثير من الباعة بالسوق، وكذلك ملاك الماشية التي تتمثل بالهبوط التدريجي لأسعار الأغنام، التي تعد مصدر الدخل لكثير منهم والضرر من هبوط الأسعار سيؤثر على سير حياتهم اليومية بشكل خاص وعلى حركة السوق بشكل عام. الأسباب التي أدت إلى هذا الهبوط وبفرق كبير عن الأعوام السابقة مجهولة إلى أن عددا من ملاك الماشية رجحوا بأن السبب هو كثرة الأغنام المستوردة والأعداد الكبيرة، التي دخلت إلى البلاد هي المتسببة بالضرر الأكبر إضافة إلى وجود العمالة الوافدة، التي أثرت سلبا على سير العمل بالسوق بشكل كبير، خاصة المخالفة منها. «اليوم» التقت مع عدد من أصحاب الماشية لنقل تعبيرهم ووصفهم عن هذه المشكلة، التي قد تقود سوق الماشية بحفر الباطن إلى الانهيار على حد تعبيرهم. هبوط تدريجي للسوق يقول نواف المطيري: ان جميع مَنْ يزور السوق يشاهد نزول الأسعار وبشكل كبير عن الأسعار التي كانت متداولة في السابق، وبالطبع هذا يؤثر سلبا علينا كملاك ماشية فقد أصبحنا نتخوف من عدم تحقيق المردود المالي، الذي يساعدنا في تغذية الماشية لأننا نعتمد على بيع الأغنام لضمان مردود مالي جيد أما في الوضع الراهن فلن نستطيع القيام بذلك مطلقا لان السعر يهبط تدريجيا. السماح بالتصدير ينعش السوق ويقول ماجد العنزي احد الشريطية بسوق الماشية: الفرق واضح بين سعر الأغنام في السنوات السابقة والسنة الحالية والفرق بالسعر كبير، وأرى أن السبب لهبوط سعر الأغنام هو وجود أعداد كبيرة من الأغنام لا نستطيع تصديرها إلى خارج المحافظة، خاصة لدولتي الكويت وقطر على رغم أننا في السابق كنا نقوم بالتصدير مما ساهم في ارتفاع سعر الأغنام وحققت مردودا ماليا جيدا للملاك وساهمت في انتعاش السوق، كما أن الغريب الذي قد يكون أهم الأسباب هو الزيادة في عدد الأغنام المستوردة، التي أثرت على الأغنام المحلية نظرا لرخص ثمنها، واعتقد أن السوق في طريقه للنزول أكثر من وضعه الحالي، مؤكداً انه لا يقوم بالشراء حاليا مثل السابق لتخوفه من هبوط السعر ما يحمله خسارة إدخال رأس المال الذي دفعه، ونتمنى من المسؤولين السماح بالتصدير للأسواق الخليجية لكي تساهم من إنعاش السوق واستفادة ملاك الماشية بالدرجة الأولى. المستورد وانتشار العمالة المخالفة واشار سلطان المطيري مالك ماشية الى ان الهبوط بصراحة اثر على ملاك الماشية بشكل كبير وأصبح ركودا كبيرا في حركة البيع نظرا لما يعاني منه السوق بهبوط ملحوظ والأثر علينا كملاك حلال سواء كانت أغناما أو خرافا أن مدة التعليف ستستمر ما يحملنا أعباء مالية كبيرة لأننا لا نستطيع بيع الخراف لتوفير العلف لأغنامنا ولا نستطيع ان نحدد مشكلة هبوط الأسعار بهذا الشكل، ولكن إضافة ما قالوه الأخوان من تأثير المستورد، هناك سبب آخر هو منافسة العمالة خاصة المخالفين منهم، فهم يقومون بشراء كميات كبيرة بأسعار رخيصة ويقومون ببيعها خارج المحافظة. الطلب اقل من المعروض وأضاف حربي العنزي احد المستثمرين بالسوق: إن سوق الأغنام يشهد نزولا في الأسعار بشكل ملحوظ وهذا من صالح المستهلك، أما المربي والشريطي فبالتأكيد انه متضرر من هبوط السعر، خاصة أنهم يحرصون على البيع بسعر يرون انه مناسب بينما المواطن لا يراه كذلك، وبالتالي فإن الطلب حاليا اقل بكثير من المعروض كون السوق يرد إليه عدد كبير من الأغنام بمختلف أنواعها. دعم ملاك الماشية بالأعلاف ويقول زايد العنزي عضو لجنة المواشي بحفر الباطن: للوقوف على مشكلة هبوط الأسعار، التي نتوقع أنها سوف تصل إلى سعر اقل من سعرها الحالي خلال الأشهر القادمة مقارنة بأسعارها في الأعوام السابقة والسبب قلة الطلب من المواطنين، ونطالب المسؤولين بدعم ملاك الماشية المحلية بالأعلاف ما يساهم في انتعاش سوق الماشية، وعن بداية هبوط الأسعار، قال العنزي إن الهبوط بدأ منذ 4 اشهر تقريبا حتى وصل سعر الخروف النعيمي يتراوح بين 700 إلى 850 ريالا أما التيوس فسعرها يتراوح بين 550 الى 750 ريالا والأغنام المستوردة من السودان سعرها من 400 ريال حتى 100 ريال طبعا يعتمد السعر على صحة المعروض من الأغنام وسنها، وأوضح العنزي انه يتوقع انتعاشا بسيطا بالسوق، خاصة مع قرب عيد الأضحى المبارك. ثبات أسعار الملاحم رغم الهبوط من جانب آخر، فقد تجولت «اليوم» بسوق اللحوم المركزي بحفر الباطن، الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بسوق الماشية ويعد وجهة أخرى يقصدها المستهلكون، خاصة ممن يفضلون اللحوم الحمراء الذين عدد منهم أبدى تذمره من الوضع الحالي للسوق، خاصة في الأسعار لاسيما مع هبوط الأسعار في الماشية بحفر الباطن بشكل كبير إلا أن محلات بيع اللحوم مازالت أسعارها ثابتة ومتقيدة بالتسعيرة القديمة، ولم يتم تنزيل السعر تمشيا مع النزول في سوق الماشية. وقال نايف العنزي احد رواد السوق: ان الكثير من المواطنين يقصد سوق اللحوم بحفر الباطن إلا انه يتفاجأ بعدم نزول سعر اللحم الذي يباع بالكيلو، خاصة أن سوق الماشية يشهد هبوطا كبيرا في السعر والمفترض على تلك المحلات أن تقوم بتنزيل السعر لكي يتسنى للمستهلكين شراء اللحم بسعر معقول ولا يسبب ضررا للطرفين، ناهيك ان أسواق اللحوم بحفر الباطن لا يوجد لديه أي معاناة خاصة بشراء الذبائح سواء الإبل أو الأغنام التي تعتبر أسعارها مناسبة جدا في وقتنا الراهن ولا تبعد سواء مسافة بسيطة جدا وعلى المسؤولين مراقبة وضع السوق وتغيير التسعيرة الموضوعة في وقت سابق. وأشار عبدالله الطويرش: يزداد الإقبال على سوق اللحوم بحفر الباطن بشكل كبير من قبل المواطنين رغبة منهم على تحصلهم على اللحوم التي يتم بيعها من تلك المحلات لكن الغريب أن السعر لتلك المحلات ثابت ومتقيد بتسعيرة موضوعة في السابق يختلف وضعها كليا عن الوضع الحالي، وذلك لعدة أسباب منها زيادة عدد المستهلكين كذلك هبوط الأسعار في الماشية عموما، خاصة الأغنام وكذلك وجود أنواع من الماشية التي تلقى إقبالا كبيرا من الإبل والأغنام وعدم وجود أي مشكلة من أصحاب تلك المحلات في حصولهم على أعداد الذبائح، ونتمنى من المسؤولين إعداد تسعيرة جديدة للحوم، التي لا تسبب ضررا للبائع أو المستهلك. لجنة خاصة من المجلس البلدي «اليوم» تواصلت مع رئيس المجلس البلدي بحفر الباطن سعود اللغيصم، الذي قال إن المجلس البلدي يضع الاهتمام بكل الخدمات، التي تقدم للمواطنين والتي تقع ضمن صلاحيات عمل المجلس أولوية بالغة، خاصة ما يتطلع إليه المواطنون بالمحافظة، مؤكدا حرص المجلس على التواصل مع المواطنين عبر كل الوسائل الإعلامية وحتى اللقاءات الدورية، وكذلك زيارة أمانة المجلس فإننا نرحب بأي أفكار تحتاج إليها المحافظة وعن موضوع أسعار اللحوم وثبات تسعيرتها ونظرا لما يشهده سوق الماشية من نزول في الأسعار، التي من المفترض أن تؤثر على سعر بيع اللحوم في سوق اللحوم المركزي، فإننا سنقوم بحفر الباطن لوضع دراسة تعديل التسعيرة عن وضعها الحالي تمشيا مع وضع السوق المحلي، وكذلك مراعاة عدم إلحاق الضرر بالمستهلك أولا ومن ثم أصحاب تلك المحلات وسوف نعد دراسة بذلك على أن يتم تطبيقها ومتابعة تنفيذها بعد اعتمادها بشكلها النهائي من قبل المجلس.