هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    باص الحرفي يحط في جازان ويشعل ليالي الشتاء    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    الكشافة تعقد دراسة لمساعدي مفوضي تنمية المراحل    الذهب يتجه نحو أفضل أسبوع في عام مع تصاعد الصراع الروسي الأوكراني    خطيب المسجد الحرام: ما نجده في وسائل التواصل الاجتماعي مِمَّا يُفسد العلاقات ويقطع حِبَال الوُدِّ    المنتخب السعودي من دون لاعبو الهلال في بطولة الكونكاكاف    الملافظ سعد والسعادة كرم    استنهاض العزم والايجابية    المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    لبنان يغرق في «الحفرة».. والدمار بمليارات الدولارات    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    إطلالة على الزمن القديم    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    فعل لا رد فعل    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    ندوة "حماية حقوق الطفل" تحت رعاية أمير الجوف    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    «المسيار» والوجبات السريعة    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هدف المشروع الصفوي تطويق السعودية ونشر الحرائق على حدودها والاستيلاء على الحرمين الشريفين.. والحوثيون لا يملكون قرارهم
مشاركون بندوة ^ يكشفون حقائق جديدة عن الدور الإيراني في تدريب الحوثيين وتهديد أمن المملكة
نشر في اليوم يوم 18 - 08 - 2016

تحدث دبلوماسيون ومختصون، واعضاء بمجلس النواب الشرعي اليمني، عن الدور الإيراني الذي تقوم به في اليمن والمنطقة من تأهيل الحوثيين وتدريبهم لاستهداف أمن واستقرار المملكة العربية السعودية. وتطرق أهل الاختصاص لأهداف الثورة المزعومة للخميني؛ ونيته الاستيلاء على مكة المكرمة والمدينة المنورة.
المتحدثون؛ كانوا حضورا داخل مكتب «اليوم» بجدة، في الندوة التي حملت عنوانا عن دور السعودية القديم والحديث في الوقوف مع الشعب اليمني، بجانب مناقشة واستعراض استخدام نظام طهران للتشيع كأداة سياسية، يقصد منها ضرب الدول العربية، ومنها إلى بقية الدول الإسلامية، إضافة لسعي المشروع الصفوي لتطويق المملكة ونشر الحرائق على حدودها.
من جانبهم طالب المشاركون المملكة بالقضاء على كل ما يهدد أمنها ليس فقط بالدفاع، وانما بالتوجه إلى دعم المعارضة السنية في إيران، ردا على استهداف نظام طهران لأمنها واستقرارها.
ضيوف الندوة، تناولوا في مجمل حديثهم؛ عدم أحقية الانقلابيين في إنشاء مجلس سياسي لإدارة اليمن، مبدين استنكارهم لتلك الخطوة التي تهدد عملية السلام، وتجر الشعب اليمني إلى المزيد من السقوط السياسي والاقتصادي والأمني.
نظام طهران يحصد نتاج 30 عامًا باليمن
في البداية استعرض الباحث والدبلوماسي اليمني السابق أحمد عبده ناشر الدور الإيراني في زرع ادواته باليمن، واصفا ما يحدث باليمن في الآونة الأخيرة بأنه نتاج لنظام ممتد منذ 30 عاما؛ وفقا لإنشاء المجلس الشيعي في اليمن الذي تأسس بعد قيام الثورة الإيرانية المزعومة، وتجد ممثليه في عدة أحزاب، منها اتحاد القوة الشعبية، والتوحيد والحق، وحزب الله باليمن، ومجموعة أخرى. وكان ابراهيم بن علي الوزير - الحديث للناشر - وعدد من الأشخاص قاموا بوضع أسس وترتيبات النظام الشيعي، قبيل تدخل الميليشيات الحوثية، وهي من صنع هذا المجلس. وبسبب ان المجلس الشيعي لا يستطيع ان يتصدر الواجهة؛ كان لابد من العمل من خلف الستار. وقال الناشر: «إن إسرائيل وضع لها ان تبقى مسيطرة ومهيمنة في المنطقة من خلال حرب المائة عام بين السنة والشيعة»، موضحا «أن علاقة إيران بإسرائيل دائما ما توصف بالإيجابية، فيهود إيران هم الوحيدون الذين لم يتعرضوا لأية مشاكل في المنطقة، ولذا تجد أنهم على علاقة قوية جدا مع النظام الإيراني، ومما يجهله الكثيرون ان اليهود مهما اختلفوا مع حكوماتهم في القضايا الداخلية الا انك تجدهم متفقين جميعهم في مسألة الأمن القومي. وهذا يسوقنا إلى ان هذه الجماعات قد تختلف في النظام الإيراني الداخلي الا انهم يتفقون في السياسة العليا للدولة، وهذا من مصدر ايمانهم بأنهم شعب الله المختار، واليهود هم من يستخدمون التشيع وسيلة للوصول الى اهدافهم، ونحن فقط اذا افترضنا أن إيران هي دولة شيعية..! لماذا قامت بتفجير مراقد الشيعة في العراق، ولماذا اعتدت على مسجدي الدمام والكويت الخاصين بالشيعة، ولماذا وقفت طهران مع أرمينيا ضد أذربيجان الشيعية..؟؟
فيما يخص الأجندة المستخدمة من نظام إيران وفقا لدراسات ونظم مخططة ودقيقة، يقول الناشر: إن إحدى اليهوديات النمساويات قامت قبل سنوات بعمل دراسة عن مدينة صعدة اليمنية؛ في حدود 380 صفحة، وشمل البحث كافة جوانب الحياة الاقتصادية والعلمية، والتعليمية، إضافة للتركيبة القبلية والسكانية فيها..! إذن هم الآن، وبعد تلك السنين على علم مسبق بما يلزم المنطقة من سيناريو، مشيرا إلى أهمية منطقتي اليمن الجغرافية، والخليج؛الذي يمثل قوة اقتصادية وعسكرية لا يستهان بها، لذلك فإضعافه يتم عبر السيطرة على اليمن بتأسيس وخلق قواعد إرهابية لتستنزف دول منطقته بعضها البعض، أضف لذلك بناء شركات اسلحة لتمويل هذه الأعمال، وبتلك الأجندة يصرف النظر والانتباه عن المخطط الرئيس الموضوع.
واوضح الناشر ان الحوارات القائمة مع الحوثيين ليست ذات جدوى، واصفا إياها بحوارات مع مؤسسات وأشخاص قرارهم ليس بأيديهم، فإيران هي من تدير المعركة اما جيش المخلوع صالح وميليشيا الحوثي مجرد أدوات بيد مخابرات نظام طهران، وعندما تدقق النظر تجد ان الاطراف المحاورة منهم؛ جهلة، أما من يخطط ويدبر الأمر لا تجده، وهذا فيه نوع من التقليل وعدم التقدير للحكومة الشرعية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة. فالانقلابيون جماعة خارجة عن القانون، وصالح خُلع من السلطة، وهي مفارقات لا يتقبلها عقل، فكل هذا يحدث وتجد تجاهلا وغضا للبصر من الدول الغربية، بسبب تعارض عزلهم دوليا مع مصالحها.
وفي ختام حديثه قال الناشر: «إن المخطط الصفوي الصهيوني في اليمن يهدف إلى 3 أهداف رئيسية، أولها استمرار الحروب الاستنزافية في منطقة الشمال، بجانب صناعة لجماعات تدور حول ايران والمقصود هو الجنوب اليمني فهو منطقة برية غير متماسكة، وذلك بتأسيس جماعات انفصالية تختلف مع بعضها البعض، وعندها وهو ما أعده الهدف الأخير؛ قيام اسرائيل بطلب تأمين البحر الاحمر حفاظا على السلام والأمن في المنطقة بقصد منع وصول الأسلحة إلى الدول المعادية لها».
الانقلابيون تسببوا في انهيار الاقتصاد ملحقين الضرر ب 85٪ من اليمنيين
اغلاق مئات من المؤسسات التجارية والصناعية وتسريح عشرات آلاف الموظفين، تسبب في انهيار الاقتصاد اليمني، وهو ما تسبب في إلحاق الضرر ب85 % من مواطني البلاد وهم في أمس الحاجة الى المساعدات والدعم؛ هكذا بدأ عضو مجلس النواب اليمني الشرعي، نجيب غانم حديثه، واشار إلى أن العجز الطارئ قد حدث بفعل الانقلاب، وبفعل العمل الإرهابي والتقسيم الاجتماعي بين «داعشي» و«تكفيري» وهذا كله تحت اجندة خارجية. وقال غانم: «إن وجود الميليشيات أثر سلبا على الجانب الصحي والإنساني في اليمن، مما أدى الى ازدهار ونمو الإرهاب فيها، وذلك جعلها في خانة الدولة الفاشلة، أو التي في طريقها للفشل من حيث ادائها السيادي كدولة على المستويين الإقليمي والدولي»، موضحا أن «مؤسسات الدولة محكومة بسلطة انقلابية»، بانقلابها على كافة «الاتفاقيات» المحلية المتفق عليها، أو الإقليمية مثل «المبادرة الخليجية»، والدولية أيضا.
وبين الغانم الضرر الذي ألحقته تلك الميليشيات بالبنى التحتية للمناطق التي اعتدوا عليها، مما أورثنا انهيارا في منظومة القيم والنسيج الاجتماعي، بجانب تعطل عجلة الاقتصاد، وانعدام الخدمات الطبية باغلاق المستشفيات العامة والخاصة، وضعف نظام التعليم؛ الذي نتج عن إغلاق آلاف المدارس، وحرمان ملايين الطلاب من الدراسة.
وختاما شكر نائب البرلمان الشرعي جهود المملكة العربية السعودية في إنقاذ بلاده من الكارثة الإنسانية التي كانت ستعصف به، مشيدا بتقديمها للخدمات الطبية ومساعدة قرابة ال6000 جريح داخل مستشفيات المملكة، وثمن دور مركز الملك سلمان للإغاثة لتقديمه 2 مليار ريال دعما لمشاريع اضافية وطبية واجتماعية في اليمن منها 64 مليون دولار سلمت لمنظمات تعمل داخل البلاد، إضافة إلى تقديم ملايين السلال الغذائية الى شعبه، وتغطية كلفة جرحى في الاردن بقيمة 50 مليون دولار، بجانب التعاقد مع مستشفى متخصص في السودان؛ نقل له أكثر من 30 جريحا يمنيا، إضافة لتغطية مركز الملك سلمان كلفة علاج جرحى بعدد من المستشفيات الخاصة في عدن وتعز.
هدف الخميني الاستيلاء على مكة المكرمة والمدينة المنورة
فيما كشف الدكتور عبدالرحمن الولي الأكاديمي بجامعة صنعاء الأهداف الاستراتيجية للثورة الإيرانية المزعومة عام 79، بقوله: «3 أهداف قامت عليها ثورة الخميني، وأولها نشر التشيع الفارسي الطائفي في المناطق العربية والإسلامية، والثاني هو الحصول على القنبلة النووية، وأخيرا السيطرة على مكة المكرمة والمدينة المنورة هي المكمل لأهدافهم». وأشار الأكاديمي بجامعة صنعاء، إلى أن هدف القنبلة النووية قد تحقق بالنسبة لهم، وتم تحقيق جزء من التمدد الطائفي في المناطقة العربية ومازالوا يكملون السير لتحقيق الباقي بطريقة مرسومة وواضحة، ومن الواضح للعيان أن إيران هي يد الغرب لتحقيق اهدافه؛ فمن خلالها يريد الغرب ضرب «الاسلام الوسطي المستقيم»، بالمنهج «الفارسي الاعوج». ونظام الملالي استطاع ان ينشر فكره بالبلاد العربية والتوجه به للمناطق الإسلامية من خلال ادعائهم واعتقادهم بآل البيت.
وشدد الولي؛ على ان مواجهة هذا المد لا تتم بالخيار العسكري فقط وانما بفكر ثقافي صحيح، وبمنهج سليم وحكيم، قادر على انهائه، بفرضية أن الثقافة الإيرانية تقوم على العدائية والتعصبية، والجهل والايمان بالخرافات والخزعبلات من مرجعيات يؤمنون بها، ونظامهم يدعم تنظيمات فكرية موجودة في شتى دول العالم بما فيها أمريكا، ولهم وجود داخل المجتمعات اليهودية الأمريكية. وبين ذلك في معرض حديثه بالإشارة إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي هو يهودي إيراني، موضحا ان الحوثي يجد دعما دوليا كبيرا من خلال أيد إيرانية موجودة في المنظمة الأممية نفسها.
وأشار الولي إلى أن أصل الاتفاق بين الحوثي وبين صالح، هو رغبة الأخير في العودة للسلطة والكرسي الذي خلع منه، أما الحوثي؛ وفقا لارتباطه بنظام إيران فنجد مأربه من خلال المخلوع تحقيق التوسع الفكري ثم الانتشار العسكري واتفاقهم مبني على العداوة للأحزاب السنية.
الحوثي يعتمد على الصراع الثقافي أكثر من العسكري
فيما أكد مهدي الحيدري عضو وزارة الثقافة بالحكومة الشرعية أن «الصراع الثقافي» في اليمن يعتبر أكثر أهمية من «العسكري»، لأن الصراعات الثقافية تستمر طويلا بينما الصراعات العسكرية تأخذ وقتا محددا، وهنا يشير عضو وزارة الثقافة إلى الاحتفالات التي أسس لها الحوثيون بالفكر الإيراني بالعاصمة صنعاء، مثل مناسبات الحسينيات، والغدير، أو المولد، وظهور اللافتات التي تملأ الشوارع وتتحدث عن الولاية التي يقصد بها ولاية التكوين لا التمكين. ويتمعن الحيدري في الشرح موضحا أن ظاهرة المناسبات الشيعية جديدة على الشعب اليمني، ولم تكن موجودة قبل 5 سنوات، ومثال لذلك عيد المولد كان معروفا لدى الصوفية ولم يلق استحسانا في البلاد، اما الآن فقد اصبح من الاعياد الرسمية من قبل الميليشيات التي تسيطر على صنعاء، وبدأت تلك المناسبات تعمم، وتنشر مثل «ملازم» ل«حسين الحوثي» وهي خلاصة فكر الاثنى عشرية، واضاف ان التشيع الجديد الذي جاء به الحوثي احتوى على شيء جديد مختلف عن «الزيدية»، وهو يحاول بكافة السبل صنع مراكز تخدم معتقداتهم الجديدة، وذلك عبر معاهد خاصة تحت إشراف مباشر من ائمتهم.
وأشار الحيدري الى أن الحوثية اعتمدوا على الرحلات المدرسية لترسيخ الثقافة الإيرانية، وهذا ما عملت عليه محافظة «صعدة» بتنظيم رحلات طلابية سنوية لزيارة قبر حسين الحوثي، والقيام بما يدعى «الصرخات» والتهجير الطائفي، مستهدفة بها مراكز ومقار مساجد ومعاهد ودور السُنة مثل دار الحديث ودور القرآن، والسيطرة عليها. وأوضح الحيدري أن البعثات الطلابية لعبت دورا هاما في التحول الثقافي ومسايرة الافكار الإيرانية، وثمن دور الأحزاب السُنية ووقوفها جدارا في مواجهة هذا التطرف، بجانب «عاصفة الحزم» بقوله: لولا تدخل «العاصفة» لكانت اليمن بعد 5 سنوات ضحية لمشروع إيراني حوثي ناجح، ولطغى وتغلغل فيها التشيع الفارسي الذي بدأ بتقسيم بلادنا منذ 284 هجرية الى الآن، وهو الذي قسمت بسببه الى قسمين، أحدهما يدعى «الزيدية»، وهؤلاء وجدوا لقيادة الشعب بحسب فكرهم المنتمي للفكر الشيعي، والقسم الثاني يدعى «الشافعية» وهم من لا يملكون الحق في زعامة وقيادة اليمن، فوصل الحال بتكفير بعض أئمة الزيدية ل«الشافعية» بوصفهم كفار «تأويل»، وهو ما يعني ان الإمامة اما هي من نسل الحسن أو الحسين؛ ولا تجوز لغيرهم.
عداء طهران للمملكة واضح وما يحدث حرب طائفية وليست عسكرية
من جانبه كشف مهدي تارة رئيس منظمة الدفاع للحقوق والتنمية اليمنية في استعراضه للحروب ال 6 التي قامت بها حكومة العصابات السابقة، ان هدفها الأول كان تصفية الجيش، بدفع حوالي 60 ألف ضابط وجندي للسقوط في خضمها؛ بطرق خادعة تحمل الخيانة للوطن والجيش، واشار إلى الوجود الإيراني الماثل في وقوفها مع الحوثي وإرسالها للوفود عند نهاية كل حرب للاطمئنان على النظام الحوثي، وسط تغاضي المخلوع صالح دون اتخاذه اي موقف، ليتبين فيما بعد للجيش اليمني أنها لم تكن سوى «حرب خدعة» قصد منها تدريب وتأهيل الحوثيين من أجل تهديد أمن المملكة والخليج. إذن الجميع هنا يتفق - مازال الحديث ل«تارة» - أن الحوثيين هم أداة ايرانية هدفها النيل من المملكة العربية السعودية وأمنها.
وقال تارة: إن المخلوع صالح وميليشياته اعادوا عجلة التاريخ للوراء، فمن الناحية الاجتماعية نتج عن هذا الانقلاب تدمير للمساجد والقرى، والمدارس والمستشفيات وغيرها من البنى التحتية، بجانب انتهاكهم للأعراض، واعتقال المنتمين للأحزاب السنية وتعذيبهم وتهجيرهم قسرا، وفي الجانب الاقتصادي تجد 80% إلى 90 % من اليمنيين على خط الفقر جراء تعطلهم عن عملهم، وتوقف الخدمات من كهرباء وغاز وغيرها.
وأشار رئيس منظمة الدفاع للحقوق إلى أن ايران؛ هي الخادم الأبرز لإسرائيل والدول الغربية الطامعة في الدول العربية من خلال دس الفكر الشيعي فيها، ومعلوم أن اكثر من 200 شركة إيرانية تستثمر داخل دولة الاحتلال، موضحا أن أبرز اهداف التحالف الايراني الصهيوني هو فرض الهيمنة والسيطرة على الجزيرة العربية، وخاصة دول الخليج الغنية بالثروات، والمملكة التي تمثل المنبر الإسلامي والقبلة ومهبط الوحي، وهذا يتضح من خلال تصريح نظام الملالي العام المنصرم برغبتهم في إدارة الحج تحت اشراف دول مختلفة سنويا..! وسيطرتهم على الدول المجاورة مثل العراق ولبنان وسوريا واليمن، غرضها إدخال المملكة في دوامة. وختم تارة حديثه بالقول: عداء إيران واضح للمملكة كونها تمثل منبرا إسلاميا وسطا، يواجه جميع اشكال التطرف التي تحاول المساس بالعقيدة الإسلامية، وما يحدث حرب طائفية وليست عسكرية.
المشروع الصفوي يهدف لوضع المملكة داخل دائرة محترقة
من جانبه، قال عبدالكريم الأسلمي عضو مجلس النواب الشرعي: «إن المشروع الفارسي الإيراني له أهداف سياسية واقتصادية وأمنية باتت واضحة للجميع، وتمثل أهم عقباته الوجود السعودي بثقله الأمني والسياسي والاقتصادي، بما يمثله من حزام أمني للدول العربية والإسلامية السنية المعتدلة، وأشار النائب البرلماني إلى أن من أهم عناصر استراتيجية الصفوية تطويق خصومها، وخصوصا المملكة العربية السعودية، ونجحت الصفوية في وضع المملكة داخل دائرة ملتهبة من الحرائق، تحيط بها من كل الاتجاهات من العراق وسوريا، والبحرين واليمن، ومن هنا جاءت الحروب الستة في اليمن لتنفيذ ذلك المخطط بتكليف من إيران، بتدريبها وتسليحها للحوثيين، وجميع سكان المناطق القريبة من صعدة شهود على دخول الاسلحة وبشكل يومي إلى الحوثيين وبموافقة من نظام المخلوع، وتم انشاء جهاز المخابرات الخاص بهم، وعملوا على الاستعداد والتهيؤ لمعركة كبيرة منذ 2002، فكانت هذه الحروب بمثابة تدريب وتأهيل لهم، لتبدأ بعدها خطتهم للانقلاب على الشرعية، واشعال الطائفية في اليمن.
وأوضح الأسلمي أن إيران حتى يومنا هذا تسعى لإفشال جميع الحوارات، وهدف أداتها الحوثية لم تكن التوصل إلى حل، إنما بغرض التهدئة لترتيب أوضاعهم مجددا؛ والانطلاق إلى خطة أخرى، مع وجود تواطؤ كبير من الهاشمية السياسية؛ والتي بدأت في عام 1970 م برعاية ايران، وعملوا على زرع عناصرهم في كافة مفاصل الدولة الأمنية والعسكرية والاقتصادية. وأضاف أن إدراك المملكة لخطر إيران واستعمالها الحوثيين كأداة لإشعال نار الحرب على حدودها، جعلها تقود (عاصفة الحزم) التي بعثرت الكثير من أوراق ذلك المشروع، واشار النائب البرلماني لتدخل المملكة في إنقاذ الشرعية، والتي لولا تدخلها لكان الحوثي مسيطرا على كافة أجزاء اليمن.
وبين الاسلمي أن نقاط التحالف بين النظام السابق والميليشيات الحوثية كانت بالنسبة للمخلوع صالح مشروعا فرديا في ابقاء أسرته وقبيلته في الحكم مهما كلف الثمن، ولهذا السبب نسج علاقة قوية مع كافة المشايخ وعصابات السلاح، والمخدرات والميليشيات. ووظف المخلوع تلك العلاقات لمشروعه الشخصي الذي لاقى رفضا مع إرادة الشعب الذي عانى الكثير في السابق، فاستغل الحوثيون هذا الصدام في اعادة العلاقة مع صالح لاستخدام إمكانياته وعلاقاته للتوسع لتحقيق استراتيجيتهم، وهو وجد ضالته فيهم للعودة مجددا إلى الحكم والانتقام من خصومه، ومازالت تلك المصالح قائمة.
وقال الاسلمي: إن المملكة تقف وقفة إنسانية غير مسبوقة مع شقيقتها اليمن على كافة الأصعدة، وعلى الجانب الإغاثي قام مركز الملك سلمان بالعديد من المشاريع الإنسانية والخدمية في اليمن، والتي تفاقمت اوضاعه وتردت؛ جراء تعنت الحوثي وصالح.
أسباب مطالبة المملكة بدعم المعارضة السُنية في إيران
وأشار مفضل اسماعيل عضو مجلس النواب الشرعي إلى أن أهم أسباب فشل الحوارات السابقة مع الميليشيات الحوثية، هو أن القرار ليس بيدها، وانما هي تعمل لتنفيذ أجندة إيرانية؛ عملها الرئيسي هو اشعال المملكة واستنزاف مقدراتها، وتجد لتلك الميليشيات تشجيعا دوليا من الغرب، الذي يجد فيها الحارس الأمين لمصالحه في المنطقة، مبينا أن العصابات الحوثية لديها في السابق أكثر من 60 اتفاقا مع الحكومة، وأكثر من 1200 اتفاق مع القبائل، لم تلتزم بها.
وبين مفضل أن الدور الايراني في المنطقة العربية ساهم بإحداث الكثير من القلاقل لها، واشعل الفتن، وعمل على نشر الثقافة الفارسية وإلباسها ثوب الإسلام، ونشر احتفالاتها و(اللطميات)، وبالفعل بدأت في اليمن بعض تلك الثقافات تنتشر في القرى الفقيرة، مستغلين جهل سكانها، بجانب فرض الحوثي لأعيادها ومناسباتها بالقوة في صنعاء وغيرها. وإذا جاء الحديث عن إيران فيكفي أنها أعلنت عداءها بشكل واضح للمملكة عبر تطويق حدود المملكة بدائرة مشتعلة تهدد أمنها واستقرارها، سواء في البحرين او سوريا او اليمن، وانتهاء بحدود العراق الجنوبية الواقعة مع حدود السعودية في محافظة الأنبار السنية التي تم تسليمها للحشد الشعبي، وهو ما يوضح السعي الواضح لتهديد أمن المملكة من جميع حدودها، لذلك على المملكة الحسم السريع والقضاء على كل ما يهدد أمنها ليس بالدفاع فقط، وانما بالتوجه إلى دعم المعارضة السنية في إيران، لأن المملكة المستهدف الأول من جرائم نظام طهران والدول التي تجمعها مصالح مع إيران. وأشاد النائب إسماعيل بدور عاصفة الحزم في إعادة الأمل للأمة العربية والاسلامية، عبر قيادة وقادة يستشعرون المسؤولية تجاه أوطانهم وأمتهم، وهو ما سيكتبه التاريخ بحروف من نور، وقدم إسماعيل شكره للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين على موقفها الأخوي في نصرة اخوانهم في اليمن من خلال عاصفة الحزم التي فوجئ بها العالم.
وختم عضو مجلس النواب الشرعي اليمن حديثه بأبيات شعرية:
قل من موطن البيتين أُذن في الأنام
من بعد عام الحزم ديني لن يضام
نادى بها بالحق من أم القرى الفارس المقدام.. والليث الهُمام
ملك المكارم والعزائم العلى سلمان للإسلام سلمه السلام
يا حارس البيتين والوحيين والركنين والقطرين في يمنا وشام
يا خادم الحرمين بعد الحزم قد أضحت لنا كينونة ولنا مقام
من بعد ذلتها تباهت أمتي بك رفعة يا سيدي وشموخ هام
ما دمت فيها قائدا ومجددا لن تنحني إلا لخلاق الأنام..
وفي ختام ندوة مكتب (اليوم) بجدة خرجت التوصيات بالآتي:-
1- توسيع التحالف الإسلامي العسكري والفكري بحيث يعمل على تقارب التوجهات السُنية.
2- الاهتمام بدرع الجزيرة الفكري والتنموي وإنشاء مراكز أبحاث استراتيجية.
3- قطع دول التحالف الإسلامي علاقتها مع إيران، ودعم المقاومة والمعارضة في إيران من الداخل.
4- إعداد (لوبي) إسلامي في المنظمات الدولية.
5- توحيد الجهود اليمنية ووضع النقاشات الجانبية قبل تحرير البلاد من الاحتلال الإيراني.
6- الحسم العسكري السريع في اليمن وسوريا وضرورة دعم الدول الإسلامية للمملكة في التحالف.
7- التنبه من الاخطار المحدقة لاستهداف المملكة، ووضع الخطط الملائمة في ذلك.
8- دعم وتقوية الشرعية اليمنية وأدوات الحكومة التنفيذية، والمنظمات المجتمعية المدنية التابعة للشرعية داخلها.
المتحدثون في ندوة «اليوم» بمكتب جدة
مفضل خلال حديثه ل«اليوم»
المشاركون يكشفون حقائق جديدة عن الدور الايراني في تدريب الحوثيين لتهديد أمن المملكة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.