ارتفع عدد القتلى من المدنيين السوريين جراء غارات طائرات روسيا والأسد المتواصلة على مدينتي حلب وإدلب (شمال البلاد) إلى قرابة المائة شخص، مع تجدد القصف السبت على عدة مناطق بالمدينة، في وقت قتل فيه آخرون جراء غارات على مدينة إدلب المجاورة. كما قتل أربعة أشخاص أمس بسبب القاء النظام للبراميل المتفجرة على حي الشيخ خضر، حيث كثف النظام هجماته من طائراته على أحياء حلب لليوم الخامس على التوالي، بعد تراجع قواته أمام ضربات فصائل المعارضة المسلحة في الأحياء الشرقية. واستهدفت الطائرات الحربية مناطق في حي الصاخور وأماكن في بلدات عندان وحيان والليرمون ومنطقة عبد ربه شمالي مدينة حلب وريفها الشمالي، وفق ما ذكر المركز السوري لحقوق الإنسان. بينما شهدت محاور عدة جنوبي وجنوب غربي حلب، اشتباكات بين جيش النظام وفصائل المعارضة المسلحة، خاصة في محور الراموسة جنوبالمدينة، وسط قصف جوي ومدفعي من قوات الأسد. فيما أدان وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير استخدام نظام الأسد لغاز الكلور السام. في حين قال مسؤول في البنتاجون إن تنظيم داعش أصبح على أعتاب الهزيمة بعدما تمكنت قوات سوريا الديموقراطية من السيطرة على مدينة منبج في ريف حلب الشمالي اثر معارك استمرت اكثر من شهرين. وفي تصريحات لصحيفة «فيلت آم زونتاج» الألمانية الصادرة اليوم الأحد، قال شتاينماير: «ندين بأشد العبارات استخدام أسلحة محرمة دوليا سواء كانت أسلحة كيماوية أو براميل متفجرات، ونطالب طرفي الصراع بفعل كل ما في إمكانهما لحماية المدنيين السوريين». وتابع شتاينماير أن «ما يحدث في الوقت الراهن في حلب هو مرحلة تصعيد جديدة في الحرب الأهلية السورية الدائرة منذ خمسة أعوام ونصف العام، وحاليا تصلنا مجددا تقارير حول استخدام غاز الكلور ضد رجال ونساء وأطفال أبرياء». ووفقا لتقارير ناشطين، فإن مروحيات تابعة لجيش النظام ألقت حاويات محملة بغاز الكلور على حلب. وأضاف شتاينماير إن الحكومة الألمانية تجري محادثات مع الأممالمتحدة والولايات المتحدةوروسيا حول «إمكانية توصيل المساعدات الإنسانية المطلوبة بشكل ملح إلى حلب تحت إشراف الأممالمتحدة، وكيفية إنشاء ممرات إنسانية». واختتم شتاينماير تصريحاته بالقول إنه سيبحث ذلك مع نظيره الروسي سيرجي لافروف خلال زيارته لروسيا يوم غد الإثنين. البنتاجون: داعش على أعتاب الهزيمة من ناحيته، قال مسؤول في البنتاجون إن تنظيم داعش أصبح على أعتاب الهزيمة بعدما تمكنت قوات سوريا الديموقراطية من السيطرة على الجزء الأكبر من مدينة منبج في ريف حلب الشمالي اثر معارك استمرت اكثر من شهرين. واطلق تنظيم داعش سراح مئات المدنيين بعدما اخذهم دروعا بشرية اثناء خروج آخر مقاتليه من مدينة منبج الاستراتيجية، حيث تلقى خسارة هي الاكبر على يد قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من واشنطن. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس «بعد وصول قافلة تنظيم داعش مساء الجمعة من منبج الى جرابلس وريفها، بات مئات المدنيين بحكم الاحرار». واوضح عبدالرحمن ان «جزءا من المدنيين المختطفين من عائلات الإرهابيين، اما الجزء الاكبر فهم مدنيون من سكان منبج، تم استخدام بعضهم دروعا بشرية وآخرون فضلوا الخروح مع عناصر التنظيم». واكد مصدر في قوات سوريا الديموقراطية انه «تم اطلاق سراح البعض وتمكن آخرون من الفرار على الطريق» الى جرابلس شمالا، من دون ان يكون بوسعه ان يؤكد اذا اطلق سراح جميع المدنيين. وقال نائب المتحدث الإعلامي باسم البنتاجون غوردون تروبريدج إنه «رغم استمرار المعارك في منبج، فإن تنظيم داعش أصبح على أعتاب الهزيمة بشكل واضح. وزاد لقد خسر وسط منبج، وفقد السيطرة» على المدينة. وخطف مقاتلون من التنظيم الإرهابي الجمعة نحو الفي مدني اثناء انسحابهم من آخر جيب كانوا يتحصنون فيه داخل المدينة السورية، بحسب ما أفادت قوات سوريا الديموقراطية والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي هذا السياق، قال تروبريدج إن مسؤولين أمريكيين على علم بالتقارير، لكن غير قادرين على تأكيدها. وأضاف إن تنظيم داعش «أظهر باستمرار استعداده لتعريض حياة الأبرياء للخطر، في انتهاك صارخ ليس فقط لقوانين النزاع المسلح بل لآداب السلوك الإنساني». وتعد منبج الخسارة الابرز لتنظيم داعش على يد قوات سوريا الديموقراطية، التي كانت قد طردته من مناطق عدة في شمال وشمال شرق سوريا منذ تأسيسها في اكتوبر الماضي.