تمكنت فصائل المعارضة السورية المقاتلة في حلب من قطع طريق إمداد النظام الوحيد إلى المدينة. وقال ناشطون سوريون إن فصائل المعارضة قطعت على النظام طريق خناصر المؤدي إلى حلب. بعد أن قالت مصادر منها إن مقاتليها سيطروا على معسكر الغزلان بريف حلب الجنوبي، بعد إطلاقهم معركة جديدة بالمنطقة، في حين تستمر غارات الطيران على مواقع في حلب وأريافها ومدن أخرى ما أوقع قتلى وجرحى من المدنيين. وذكرت شبكة شام أن فصائل من المعارضة أحكمت سيطرتها على معسكر محمية الغزلان بريف حلب الجنوبي، بعد نحو ساعتين من بدء عملية عسكرية بالمنطقة تكبدت فيها قوات النظام والميليشيات المساندة لها العديد من القتلى والجرحى. في حين أعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها حيال الاستخدام المحتمل المتزايد لأسلحة كيميائية في سوريا. كما أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت عن قلق بلاده بعد معلومات عن وقوع هجوم كيميائي في المدينة، وندد الوزير في بيان بكل الهجمات على المدنيين، خصوصا حين تستخدم أسلحة كيميائية، محملا النظام السوري مسؤولية ذلك بشكل غير مباشر. في حين قال تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي تدعمه الولاياتالمتحدة في القتال ضد تنظيم داعش قرب الحدود التركية في شمال سوريا إنه يشن هجوما أخيرا لطرد من تبقى من عناصر التنظيم الإرهابي من مدينة منبج. بينما كشف وزير الخارجية التركي الجمعة في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني بتركيا إن الاجتماعات الثنائية مع إيران متواصلة منذ سنتين، داعياً إلى ماسماه تكثيف التعاون مع النظام الإيراني بشأن الملف السوري. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية اليزابيت ترودو «نستعرض المعلومات التي تفيد باستخدام اسلحة كيميائية في حلب»، مضيفة «نحن نأخذ هذه المعلومات على محمل الجد. وندين، كما فعلنا في الماضي، اي استخدام للأسلحة الكيميائية». ولم تؤكد الدبلوماسية الأمريكية الهجوم الكيميائي في حلب، إلا أنها أشارت إلى أن الولاياتالمتحدة «قلقة جدا لتزايد مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في الأسابيع الأخيرة». وأوضحت ترودو أنه في حال تم تأكيد استخدام النظام السوري مجددا للسلاح الكيميائي، فإن هذا يشكل «انتهاكا» لقرار مجلس الأمن الدولي. وفي الثالث من الشهر الحالي، أعربت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية عن قلقها بشأن أنباء عن هجوم بغاز الكلور قرب مدينة حلب في شمال سوريا التي تشهد اشتباكات عنيفة. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان نحو 24 شخصا عانوا صعوبات في التنفس في مدينة سراقب على بعد 50 كلم جنوب حلب بعد هجوم ببراميل متفجرة الثلاثاء. من جانبه قال شرفان درويش المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من مقاتلين عرب وأكراد إن هذه هي العملية الأخيرة والهجوم الأخيرفي منبج. وقبل أيام قالت قوات سوريا الديمقراطية التي يدعمها التحالف الذي تتزعمه الولاياتالمتحدة بغارات جوية إنها أوشكت على السيطرة بالكامل على منبج التي يتبقى بها عدد صغير من مقاتلي داعش. وفي السياق قال تشارلز ليستر، الباحث والمحلل من مركز الشرق الأوسط، إن نجاح فصائل المعارضة السورية في عمليات فك الحصار عن حلب كان أمرا لم يتوقعه أحد. جاء ذلك في تصريح لليستر على قناة CNN حيث قال: «كسر الحصار الجزئي أو المؤقت عن حلب يمثل هذا (قدرات كبيرة لفصائل المعارضة)، واعتقد أن ما قامت به المعارضة المسلحة بالتعاون مع تشكيلة من الجماعات بما فيهم جبهة النصرة كان مغايرا لكل التوقعات». وتابع ليستر وهو مؤلف كتاب بعنوان «الجهاد السوري» قائلا: «لم يتوقع أي أحد نجاح (الفصائل السورية المعارضة) بتنفيذ عملياتهم بهذه الصورة وبالطريقة التي قاموا بها بالضبط على أرض المعركة وكسر الحصار بصورة جزئية».