يوم الأحد الماضي شهدت رياضتنا نقلة نوعية كبيرة جدا في مجال الاستثمار الرياضي، حيث أطلقت وزارة التجارة والاستثمار باكورة حملاتها التفتيشية على كافة المحلات ومنافذ البيع، وذلك لحماية شعارات الأندية الرياضية تطبيقا لنظام العلامات التجارية. خطوة احترافية كبيرة طال انتظارها تحققت أخيرا بعد هذا القرار، بالتالي الكرة أصبحت في مرمى الأندية الرياضية ومسؤولي الاستثمار فيها، حيث لابد من الخروج من عباءة العمل التقليدي في نطاق متاجر الأندية ومنتجاتها، ولعل قرار نادي الهلال في الأسبوع الماضي المتضمن إلغاء اتفاقية حصرية المتاجر خطوة أتمنى أن تقتدي بها بقية الأندية، باعتبار متاجر أنديتنا الجماهيرية الهلال والنصر والاتحاد والأهلي في شكلها ووضعها الحالي فشلت فشلا ذريعا في تحقيق أهدافها سواء على صعيد الدخل المادي أو تفاعل الجماهير. في المقابل، لو كنت صاحب قرار في أنديتنا لقمت على الفور بإغلاق كافة المتاجر، وتحويلها بمثابة المخزن الكبير للمنتجات بحيث يتم التركيز على ترويج العلامة التجارية للنادي، من خلال تفعيل تطبيقات الهاتف ومنصات البيع الالكتروني للمنتجات، والتي من خلالها يمكن تحقيق عدة أهداف أبرزها توسيع دائرة بيع المنتجات داخليا وخارجيا، وضمان الحصول على دخل إضافي يتمثل في وجود رعاة جدد على نطاق التطبيقات ومنصات البيع الالكترونية كذلك كنت سأحاول التركيز على التوزيع الداخلي والخارجي للمنتجات على كافة المحلات التجارية الرياضية المتخصصة، علما بأن كل ذلك يضمن محاربة المنتجات المقلدة وتأمين المنتجات الأصلية للنادي بسعر مناسب على أكبر نطاقي جغرافي ممكن. وباعتبار حديثنا اليوم يتركز حول صناعة فرص استثمارية جديدة، أقترح أن تبدأ أنديتنا في استغلال علامتها التجارية من خلال الشراكة مع الشركات المتخصصة في مجال التغذية داخل المملكة وفي دول الخليج العربي، وتحديدا على صعيد تنفيذ مشاريع مطاعم ومقاهي الأندية أسوة بتجارب عالمية ناجحة في كثير من الأندية الأوروبية الكبيرة، مثل برشلونة وريال مدريد ومانشستر يونايتد ويوفنتوس، وكذلك اقترح على أنديتنا الجماهيرية أن تقوم بتخصيص جزء من مساحة النادي لبناء متحف يتضمن المسار التاريخي خلال تأسيس النادي والكؤوس والدروع وصور البطولات والإنجازات وقمصان اللاعبين وشهادات التقدير والتذكارات التاريخية، على أن يعهد للشركات السياحية المتخصصة في تشغيل هذه المتاحف من خلال الإشراف المباشر على زيارات أعضاء النادي وزيارات المشجعين الجدد وتنظيم زيارات طلاب المدارس والجامعات. كلمة أخيرة: لم تشغلنا قضية رياضية محلية حتى الآن بقدر ما شغلتنا قضية «سقف مديونيات الأندية».. المعادلة سهلة لابد أن نرفع سقف الإيرادات ونحد من حجم المصروفات.