صدم المتابعون عندما اعلنت اللجنة الاولمبية السعودية عن مشاركتها في دورة الالعاب الأولمبية الثانية والثلاثين ريو 2016، لخلو قائمة الاتحاد المشاركة من «الفروسية» الاتحاد الاغلي والذي يعد الحصان الاسود للمشاركة السعودية اذا ما تم مشاركتهم، بعد الانجازات التى تحققت في النسخة اولمبياد لندن 2012 عندما حقق رباعي قفز الحواجز ضمن منافسات الفروسية في الدورة الفارس الامير عبدالله بن متعب والفرسان رمزي الدهامي وكمال باحمدين وعبدالله الشربتلي برونزية الحواجز، وتوقع المتابعون تحقيق المزيد في المشاركة التالية إلا ان غيابهم فرض علامة استفهام عريضة، فأين منتخب الفروسية ولماذا لم يشارك اتحاد الانجازات «الفروسية»؟، رغم ان امين عام الاتحاد محمد الدوسري يتولي نفس المهمة في الاتحاد العربي كما يترأس الامير عبدالله بن فهد رئيس الاتحاد رئاسة الاتحاد العربي للفروسية. الملف الغامض «الميدان» فتح هذا الملف الغامض كونه لا توجد جهة ممكن أن تتحمل سبب الغياب وباستعراض الامر عن قرب ومن داخل الاتحاد السعودي للفروسية بقيادة رئيسه الامير عبدالله بن فهد اتضح أن الضحية لعبة بأكملها رغم عدم وجود الجاني تحديدا مما منع تحقيق مزيد من الانجازات في ظل ما يتمتع به الفرسان السعوديون خلال اكتساحهم واحتكارهم لكل المنافسات العربية والاقليمية والقارية طوال العام، فأين منتخب الفروسية؟ وللإجابة عن هذه التساؤلات توجهنا إلى القائمين على الاتحاد السعودي للفروسية لنتعرف عن قرب ومن اصحاب الشأن عن سبب غيابهم المبهم فوجدنا الإجابة في تأكيد أمين عام الاتحاد السعودي للفروسية محمد الدوسري حيث قال في بداية حديثه «غياب الفروسية ليس لأحد ذنب في ذلك، مؤكدا أن الاتحاد السعودي للفروسية ليس لديه مسؤولية تكوين وإعداد ومشاركة منتخب الفروسية كون هذا الامر من شأن صندوق الفروسية المؤسسة بموجب مرسوم ملكي، رغم ان الاشراف والارتباط الفني خلال الاستحقاقات الخارجية مرجعه إلى الاتحاد السعودي للفروسية حسب ما هو معمول به في الانظمة الدولية للاولمبية الدولية، لكن ما لدينا من تنظيم يختلف كون صندوق الفروسية هو المسؤول عن المنتخب. وأضاف: والمتتبع لصندوق الفروسية الذي ما زال قائما باسمه وصفته النظامية، لكن ما اختلف ان الصندوق أصبح يعاني من تحديات مالية كبيرة كونه لم يدعم، وتوقف نشاطه وبالتالي توقف نشاط المنتخب الاول، والمعروف ان رياضة الفروسية واحدة من أكثر الالعاب الرياضية تكليفا، فهي رياضة مكلفة جدا وممكن لميزانية رعاية وإعداد فارس واحد بخيله تتجاوز ميزانية خمسة اتحادات مجتمعة؛ لأن قيمة الحصان الواحد في المتوسط يكلف من المليونين إلى الثلاثة ملايين يورو. الاحتياج الفعلي لمثل مشاركة اولمبياد ريو2016 خمسة خيول اساسية ومثلها احتياطية يعني عشرة خيول على اقل تقدير حتى تستطيع المواكبة والمشاركة في مثل هذا التظاهرة، يعني نتحدث عن تكاليف تتجاوز المائة مليون ريال وميزانية الاتحاد كاملة لا تتجاوز خمسة ملايين ونصف المليون ريال وهذا عامل ساعد في تسريح المنتخب السعودي للفروسية صاحب الانجازات الاولمبية. وأكد الدوسري أن المنتخب الموجود حاليا والقائم ببعض مشاركاته الداخلية فإنما هو بفضل الله ثم بالتعاون المشترك بين الفرسان والاتحاد وإشراف اللجنة الاولمبية السعودية، ولولا هذا التعاون والرغبة من الفرسان لتوقف نشاط الفروسية تماما، لذلك يطالب المتابعون اتحاد الفروسية ويتهمونه بعدم السعي لمشاركة المنتخب السعودي، بينما الحقيقة غير ذلك وقال: «أنا لا ألقي باللوم على اي طرف أو جهة لكن الصندوق امره خارج عن ارادة القائمين، والاتحاد لا يملك تكاليف مشاركة فرسان في الاستحقاقات خصوصا ريو 2016، لدينا فرسان على افضل مستوى عندما يشاركون على المستوى الخليجي أو العربي تجدهم لا يحتفلون ولا يفرحون كثيرا بالإنجازات المحققة كونها اقل من المطلوب بالنسبة لهم رغم اهميتها لوجود عدد من الدول المنافسة في هذا المجال وبالعودة إلى صندوق الفروسية وإشرافه المباشر على منتخب الفروسية نجد ان نشاطه بعد لندن 2012 توقف تماما مما تسبب في غياب المشاركة في ريو 2016». توقف صندوق الفروسية وضعف امكانية اتحاد الفروسية عاملان لعدم المشاركة منتخب لا يملك شيئا قال امين عام الاتحاد السعودي للفروسية: «لم يشارك منتخب الفروسية في ريو2016 وهو المنتخب الاكثر قربا من تحقيق انجاز اولمبي جديد للرياضة السعودية، حيث لا يملك شيئا حتى يشارك لأن مثل هذه المشاركة تحتاج تأمين الخيل أولا، والمنتخب السعودي حاليا لا يمتلك الخيل ومن يؤمن الخيل في ظل توقف نشاط صندوق الفروسية المعنى بهذا وضعف امكانية الاتحاد المعنى باللعبة، رغم أن امام الشارع الرياضي ولدى الاعلام قد الصق التهم بهذا الاتحاد الذي لا يملك المال الكافي لتأمين متطلبات المنتخب المكلف جدا، وليس في بنود ميزانيته المقررة له اي بند للصرف على المنتخب، وشراء الخيل فقط لمثل مشاركة ريو 2016 يوازي ميزانية الاتحاد لأربع سنوات مجتمعة». إيقاف دعم الصندوق أشار الدوسري إلى ان الفروسية كانت تحظى باهتمام من الديوان الملكي، وأن الملك عبدالله بن عبدالعزيز- يرحمه الله - كان يولي هذا الجانب اهتماما شخصيا مباشرة فكانت الامور تسير بشكل ممتاز دون اي تحديات تواجهه، وشراء الخيل من اولمبياد سيدني 2000 وحتى الآن يتم عن طريق الديوان، كانت بداية مع الراحل الملك عبدالله -طيب الله ثراه- ثم انشأ الصندوق وكان دعمه في بداية الامر خمسين مليون يورو، وهذا دعم خارج نطاق الرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة الاولمبية، ولكنه توقف. استحداث بطولات جديدة أوضح الدوسري أن عدم الالتزام بمسؤولية منتخب الفروسية فتح الباب امام الاتحاد فاستحدثوا العديد من البطولات وأضافوا مسابقات متنوعة على برنامج البطولات وقال «في العامين الاخيرين حظى الاتحاد باهتمام اللجنة الاولمبية فزاد الدعم، فقمنا بتسديد التزاماتنا وديوننا المالية التى كانت لأكثر من عشر سنوات تعيق تقدم الاتحاد في برامجه الداخلية مما ينعكس سلبا على الاستحقاقات الخارجية وعلى تطوير اللعبة نفسها». وأقر أن وضع الاتحاد حاليا بات أفضل من السابق بكثير، وأنهم اضافوا مسابقات وألعابا جديدة على نشاط الاتحاد الداخلي حيث استحدث سباق المارثون والتقاط الاوتاد، مشيرا في الوقت نفسه إلى عزمهم ادخال المزيد من المسابقات على برامج الاتحاد في الفترة القادمة وهذه كلها منافسات اولمبية ونسعى الى اضافة لعبتين اولمبيتين وهما «ترويض الخيل» و«المسابقة الثلاثية في الخيل» العمل برؤية 2030 أكد الدوسري انهم في الاتحاد يعملون برؤية 2030 بالتعاون مع اللجنة الاولمبية السعودية التي عملت على زيادة ميزانية الاتحاد والعمل بعقلية احترافية اكثر وقال: «لدينا العديد من الفرسان الصغار وهذا امر ايجابي يعطينا نمو جيل جديد سيكون خلف الجيل الذهبي السابق اصحاب الانجازات الأولمبية، واتوقع في العامين القادمين بزوغ نجم الفارسين عبدالرحمن الراجحي وخالد المبطي ويعول الاتحاد عليهم كثيرا، قطعنا شوطا كبيرا من انشاء قاعدة واصبح لدينا رافدا، والفكر الجديد في الاتحاد واللجنة الاولمبية يعتمد على العمل للمستقبل وانشاء القاعدة حتى تضمن الاستمرارية في تحقيق الانجازات». وأضاف الدوسري: «إن الكادر الوطني اكثر انتاجا، وافضل تحقيقا للنتائج فهناك كفاءات وطنية تعمل وتملك الفكر العالي في هذا المجال يحتاجون إلى المزيد من الاهتمام والدعم وقال الدوسري في هذا الجانب لدينا كوادر يحتاجون فقط للدعم ودليل ذلك أن انجاز سيدني تحقق بكادر سعودي 100% من فرسان ومسؤولين فنيين فلو وجدوا المزيد من الدعم والرعاية سيسهموا في تطوير اللعبة كثيرا وأتوقع لهم مستقبلا باهرا». الأمير عبدالله بن متعب الفارس خالد المبطي