فتش عن الأيادي الخفية البغيضة والتي تستفيد من تلك الهجمات الشرسة والمتتابعة على وطننا المملكة العربية السعودية ثم ابحث عن الأجندة المخفية وراء تلك المنظمات الإغاثية والحقوقية غير الحكومية التي اختارت هذا التوقيت بالذات لتركز هجومها النتن والمشبوه على بلادنا. ففي الوقت الذي من الواجب– عقلاً ومنطقاً- أن تكون فيه تلك الهيئات الإنسانية والمنظمات الحقوقية على مسافة واحدة من الجميع تلتزم الحياد وتنطق بالحق أضحت للأسف الشديد ألعوبة يلعب بها ودمية تحرك وتدار عن بعد وأصبحت أبعد ما تكون عن الحياد والتجرد والصدق والموضوعية. ورغم كل تلك التقارير المرتبكة والبيانات المدلسة تبقى الحقيقة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار بأشعتها ونورها الذي يزيل ذلك الضباب الملوث والدخان السام الذي يحجب النور بعض الوقت ولكن ليس كل الوقت. ولعل أكثر من يعلم بالتزام المملكة بكل القوانين الدولية هي تلك الهيئات والمنظمات التي كان أغلبها ولا تزال تجد الدعم والمساندة الدائمين مادياً ومعنوياً من المملكة من منطلق الدعم الدولي الإنساني، هذه الهيئات والمنظمات تعرف تماماً أن المملكة أبعد ما تكون عن ممارسة الانتهاكات والمخالفات وأن سجلاتنا سابقاً وحاضراً ناصعة البياض ويعرفون هم قبل غيرهم سجلات الدول الأخرى التي أوغلت في الفساد والإفساد في الأرض وأهلكت ودمرت الإنسان والأرض والحرث والنسل ولم تبق ولم تذر معلماً للحياة إلا وجعلته أثراً بعد عين. وحين نفتش عن الأيادي الخبيثة المستفيدة من هذه الهجمات الشرسة ثم نربطها بهذا التوقيت الذي تكاثر الأعداء علينا واتحدوا على منطقتنا سنجد بعد أن نربط الحيثيات التفسير الواضح والنتيجة الصحيحة والسبب الأكيد الذي جعل أولئك القوم يركزون سهامهم المريبة علينا بهذه الصفاقة والوقاحة. وكم كان مقنعاً ورائعاً حركة الدبلوماسية السعودية التي استطاعت أن تلجم تلك الأبواق النشاز بالبراهين المقنعة والأدلة القاطعة وبهدوء الواثق وبحكمة القوي فلقد استطاعت الدبلوماسية السعودية التعامل مع تلك المواقف المهزوزة من تلك الهيئات والمنظمات التي تدعي الحق وتنادي بالعدل وهي أبعد ما تكون عنه ومنه. ومما يؤسف له حقيقة ضمن هذا الإطار أن تتابع الأكاذيب والمغالطات من تلك المنظمات والهيئات سيجعل منها أضحوكة في المجتمع الدولي الأمر الذي سيفضي بها إلى أن تكون في المستقبل فاقدة للثقة والمصداقية عديمة الجدوى والفائدة. وإلا ماذا نفسر تدليسهم للحقائق والكيل بمكيالين ووصفهم للذئب بالحمل الوديع وأن تكون آذانهم قناة لكل ناعق وتكون أعينهم عمياء في مشاهدتهم للمعتدي الآثم ثم يحاولون بآلتهم الإعلامية المنحازة وتقاريرهم الفجة أن يقنعوا المجتمع الدولي أن الجلاد هو الضحية البريء النقي! إنها بلا شك انتكاس للقيم وقلب للحقائق وتحول سيئ وانحدار إلى أسوأ مرحلة يمكن أن تصل إليها منظمة أو هيئة أياً كان اسمها وطبيعة عملها ومقرها، فحين يتحول من يتوقع منه العدل والإنصاف إلى أداة تحرك بالريموت كنترول كي تشير بأصابع الاتهام للأبرياء دون أدنى رادع من ضمير هنا نقول على الدنيا السلام. وليس يصح في الإفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل