قبل كل اجازة صيف غالبا ما نجد ان هناك من قد تفنن في صياغة نكات وطرائف عبارة عن مقارنات ومفارقات ما بين السياحة في الداخل والسياحة في الخارج وسرعان ما نتناقل تلك الطرائف عبر مجموعات (واتساب) وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي وفي المجالس والاستراحات الخ.. ولا أخفيكم شكوكي ان اغلب ما يقال من نكات عن سياحتنا الداخلية ربما من قد قام بصياعتها وحبكها ليس منا، وقد اكون مخطئا في حدسي! مؤلم جدا ان نجحد كل نجاح محلي او جزءا من النجاح حتى لا اتهم بالتطبيل والمبالغة سواء كان ذلك النجاح في مشروع سياحي او غيره ونتفنن في انتقاده في كل مجلس ونبدع في (الطقطقة) ونركز على مكامن الخلل مهما كان صغيرا ولا نعير محاولات النجاح اي انتباه، وفي المقابل نجد اغلب أولئك المنتقدين هم من يبالغ في مديح الاخرين وجماليات ماعندهم دون ذكر سلبياتهم وكأنهم بلا نقص او سلبيات ونحن (يا حرام) بلا ايجابيات! اليس هذا من الاجحاف خصوصا اذا علمنا ان عددا لا بأس به ممن ينتقدون لم يغادروا خارج البلاد لكنهم امتدحوا مع من مدح وذموا مع من ذم، كما يقال مع الخيل يا شقرا!. لحسن الحظ كنت متواجدا في منطقة الباحة خلال هذا الاسبوع، وكانت فرصة مناسبة ان ازور العديد من الاماكن السياحية في المنطقة والكتابة عنها وحتى لا يكون المقال مجرد مديح كما قد يفسر، بل عن مشاهدة، زرت خلال هذه الايام غابة رغدان التي تعودت ان ازورها مع العائلة كل عام ويالها من غابة، امتزجت فيها الاضاءة الملونة بضوء القمر وكأنها لوحة قد رسمت بريشة فنان واكتملت اللوحة عندما هبت نسمات عليلة مع زخات المطر، كان كل شيء منظما وكان لرجال الامن والصحة وغيرهم تواجد فالدوريات الامنية والمرور والدفاع المدني والهلال الاحمر وربما كان هناك تواجد لقطاعات اخرى قد غابت عني فجزاهم الله جميعا كل خير على ما يقومون به من اعمال لتوفير الراحة والامن والامان للمصطافين. في اليوم التالي اتجهت مع بعض الزملاء لمنتزه الشكران والقمع والحمران، وكل ما ذكرت عن غابة رغدان من جمال وجدته ايضا في تلك المنتزهات مع تفاوت بسيط بين مكان وآخر، وفي اليوم الثالث كانت وجهتنا الى سد الجنابين، والكلام عن روعة السد وجماله يطول، لن اتطرق لجدوى السد في خدمة الزراعة والمزارعين لان هذا ليس من اختصاصي واكثر من يفهم في هذا الجانب هو الدكتور محمد حامد الغامدي زميلنا في اليوم فهو اكثر من ينافح عن الماء والسدود ودائما يكتب بحرقة في هذا الجانب، لكنني امتدح السد من خلال تصميم الجلسات والملاهي والملاعب التي تم توفيرها بطريقة عصرية وجذابة. جمال المناطق السياحية يكمن في اجوائها وجبالها، ولقد احسنت صنعا البلديات والجهات المعنية في كل منطقة في فتح الطرق للوصول الى قمم الجبال ليتمكن المصطاف بالاستمتاع بالاجواء، ولكن اليد الواحدة ما تصفق واذا اردنا ان تنجح السياحة في جذب المصطافين، لابد من ايجاد خدمات متكاملة من توفر سكن راق مع الاهتمام بالسلامة المرورية على طرقات المؤدية الى تلك المنتزهات وتوفير دورات مياه نظيفة لان الاماكن المرتفعة وجمال الطبيعة والاجواء الباردة والممطرة لا تكفي ولن تكون جاذبة. بالمختصر ماقصرتم ولكن ابحثوا عن عوامل الراحة الجاذبة التي وفرها غيرنا للمصطاف ثم طبقوها وسلامتكم..