عندما وضع «مارك كارني» سهماً نارياً لرفع «فتسي 100» الخميس الماضي، بتصريح رسمي أن معدلات الفائدة من المحتمل أن تنخفض لمعالجة التداعيات الاقتصادية للخروج من الاتحاد الأوروبي، كان هناك قطاع من سوق الأسهم قد بقي في حالة ركود. بينما يجعل محافظ بنك إنجلترا من حياة المدخرين بؤساً-الذين تحملوا عائدات مسجلة منخفضة في السنوات الثماني القريبة منذ الأزمة المصرفية-بل كان يرسل أيضاً رسائل بائسة للبنوك. ويلخص الأمر عنوان بحث نُشر من قبل محللي «دويتشه بنك» الأسبوع الماضي، يقول: «عائدات أقل لمدة أطول = أمراً سيئاَ». فمعدلات الفائدة المنخفضة تجعل الأمر أشد قسوة بالنسبة للبنوك لتجعل الفائدة مختلفة بين النسبة التي تنُدفع للمدخرات والنسبة التي يمكن أن تفرض على القروض. وفوق ذلك، فإن تباطؤ اقتصاد المملكة المتحدة قد تم التنبؤ به – فقد خفضت «جولدمان ساكس» تنبؤاتها بالنمو إلى 0,2% الأسبوع الماضي. وهناك أيضاً توقعات أن سوق الإسكان سيتباطأ والبطالة سترتفع دافعة الديون المعدومة للارتفاع – كل ذلك سيخلق بيئة غير مريحة لبنوك الشوارع الرئيسية. والمخاطرة هي تلك الاستراتيجيات المرسومة من قبل رؤساء البنوك- الذين يحاولون لتوهم تبني العصر الرقمي. – سوف تتآكل بتخفيض فرص العمل أكثر وإغلاقات الفروع كموجة جديدة لمعايير تخفيض التكاليف التي تلسع بقسوة. و توصف أرباح حاملي الأسهم بأنها «خبز محمص». لقد بينت ذلك أسعار الأسهم الاسبوع الماضي: بينما يرتفع مؤشر «فتسي 100» بسبب الاستفتاء، كانت حصص بنك سكوتلاندا الملكي تنخفض بنسبة 32% في حين أن بنك «اللويد» المكفول المنافس أقل 25% كما هو «باركليز». وما يسمى البنوك المتحدية الهادفة لتبني اللاعبين الثابتين في بنوك الشوارع الرئيسية لديهم أيضاً وقت متقد وملتهب – «فيرجن موني»، مثلاً، انخفضت 30%. والبنوك العالمية مثل «إتش إس بي سي» و «ستاندرد تشارترد» تصرفا بشكل أفضل، ف«إتش إس بي سي» على ارتفاع منذ الاستفتاء التاريخي. ويعتقد «فيليب بودريو» مستثمر الأسهم في «بيمكو» أن الهبوط مبرر. يقول: «معدلات الفائدة المنخفضة اكثر ونمو القروض الأبطأ وارتفاع خسائر الائتمان كل ذلك غذّى التوقعات المنخفضة أكثر بالحصول على مكاسب أبعد». وحتى قبل أن يحذّر «كارني» من معدلات الفائدة، صرّح المحللون في بيرنشتاين أن «باركليز» و «بنك سكوتلاندا الملكي» غير قادرين على الاستثمار. وحذرت وكالة التصنيف «مُودي» من أن 12 بنكاً ومؤسسة مالية يمكن أن يواجها خفض الائتمان. وليس كما في السنوات الثمان الماضية، لا احد يبدو خائفاً على نحو حاسم لنجاتهم. وقد قال «جيس ستيتلي»، الذي أمضى سبعة شهور في منصبه الجديد كرئيس تنفيذي ل «باركليز»، لبلومبيرج أن أسعار الأسهم تتفتت بسبب القلق من الفوائد. يقول «ستيتلي»: «ليس لدينا إحساس بالقلق بالنسبة لرأس المال ولا السيولة، وهذا صحيح، ولكن هناك قلقا بالنسبة للمكاسب.» وقد كان عنيداً في أن على «باركليز» ألّا يغير استراتيجيته بالتركيز على كونه مؤسسة أعمال عابرة للأطلنطي بذراع استثمار مصرفية. إنّ صدمة الخروج من الاتحاد تضرب القطاع المصرفي بينما هو وسط إعادة التنظيم- المدفوعة بأزمة 2008 – لتقابل خط النهاية في عام 2019 «للسياج الدائري» لأعمال بنوك التجزئة من عمليات بنوك الاستثمار. و«باركليز» ضمن هؤلاء في مخاض هذه المهمة. وهي أيضاً تضرب قبل أن يدبر «جورج أوزبورن» بيع الباقي لدافعي الضرائب 9% أسهماً في «اللويد» و 73% أسهما في «بنك سكوتلاندا الملكي». ففي «اللويد»، الذي يركز كلياً على المملكة المتحدة، على الأقل 45000 فرصة عمل قد ذهبت منذ الأزمة المالية، مع إمكان الشعور الشديد بالألم. يقول المحللون في «بيرنشتاين»: «نتوقع من البنك تخفيض التكاليف بقوة. وفي قمة خطط التكاليف الحالية، نتوقع الاستعداد الكامل للتخفيضات في كل انواع العمليات المصرفية التجارية.» وبقدر اهتمام البنك الاسكتلندي الملكي، يعتقد الخبراء أن الخروج من الاتحاد يدفع أية فرصة منها دفع أرباحه الأولى منذ عام 2008 وحتى أبعد من ذلك على البعد. ويشكك محللون في «دويتشه» أن هذا يمكن أن يصبح مشكلة لجميع البنوك. يقول محللو «دويتشه»: «نعتقد أن لدى فرق الإدارة حافزاً محدوداً لتسليم أرباح عالية في حين من المحتمل أن يخفض بنك إنجلترا تنبؤات النمو و/أو معدلات الفائدة. وليس واضحا أيضاً في هذه المرحلة إذا كان المنظِمون على استعداد أن يوقعوا أرباحاً كدفعات / إعادة شراء ضمن البيئة المعطاة.» وستصبح وجهة نظر بنك انجلترا أكثر وضوحاً يوم الثلاثاء عندما ينشر تقييمه نصف السنوي للمخاطر على النظام المالي. لقد قال «كارني لتوه أن البنوك تمسك رأس مال أكثر وأصول سائلة أكثر مما قبل الأزمة. وسلّم أيضاً بصحة أن معدلات الفائدة الأقل أكثر بكثير من أنها يمكن أن تخفض استعداد البنك على الإقراض. ومع ذلك وضعت»جاين-آن قاضية«، الرئيس التنفيذي ل» فيرجن موني«تعليقاً أكثر إيجابية عن معدلات الفائدة المنخفضة، قائلة لبرنامج»بي بي سي اليوم«الاسبوع الماضي أنهم سيحفزون الاقتصاد مما سيساعد القطاع المصرفي.