جرائم تهتك بها «داعش» أقدس العلاقات الإنسانية، ابن يقتل أمه وآخر يقتل أباه ويطلق النار على خاله الذي رباه، وابن عم يغدر بابن عمه، هذه الاستباحة هي الخطر والوباء الفكري الذي ينتج عنه افتراس العقل وقتل الضمير الإنساني، فمن يقتل والديه وأقرباءه يهون عليه استباحة مجتمعه كله ناهيك عن استباحة الوطن، إذا سقطت الحرمة في الضمير فتوقع كل شيء، هم ينظرون لهذه البشاعة والجرم الشنيع والشنيع جداً من بدء إقامة حدود الله، والحق أنهم ينتهكونها. ففي خلال عام واحد فجعنا بأبشع خمس جرائم يشهدها الإنسان بجرائم قتل الأقارب، وبدايتها قام المطلوب أمنيا بخميس مشيط بإطلاق النار على والده وهو يطلب منه تسليم نفسه لصلته بالتنظيمات الإرهابية فبادر بالخروج من المنزل ليطلق النار من سلاح رشاش مما نتج عنه مقتل والده وإصابة رجل الأمن، وفي مكان آخر مراهق يقتل خاله العقيد راشد الصفيان بأربع رصاصات و10 طعنات، ثم يفجر نفسه بالقرب من نقطة تفتيش بمنطقة الرياض، وشابان آخران قاما بقتل ابن عمهما العسكري مدوس العنزي الذي يسكن معهم في نفس المنزل بإطلاق النار عليه بعد استدراجه في رحلة صيد برية في محافظة الشملي التابعة لمنطقة حائل، وحادثة الرقيب بدر الرشيدي أحد منسوبي قوة الطوارئ الخاصة بالقصيم الذي قُتل على يد ستة من أبناء عمومته بعد استدراجه إلى منطقة على طريق الرياض- القصيم واطلقوا عليه النار بعدما كشف حيلتهم وحاول الفرار منهم، وأخيراً جريمة حي الحمراء في الرياض شابان توأمان قاما بتسديد عدة طعنات لوالدتهما المسنة حتى لفظت أنفاسها الأخيرة ثم توجها لوالدهما وطعناه هو وشقيقهما. وبصراحة إذا وجدت الرقابة الاسرية وأيضاً تمت السيطرة على «تويتر» وأشباه «تويتر» من الجهات المعنية فإن داعش لن تبلغ هذا المستوى من التضخم والتوسع وتجنيد عقول أبناء الوطن لهذا الفكر المتطرف. وربما استوقفتنا جميعاً بعد كل حادث ارهابي الأسطوانة ذاتها وهي أن للتطرف والإرهاب قدماً راسخة في مدارسنا ومناهجنا ومساجدنا وثقافتنا، وفي الواقع الأمر ليس كذلك، هناك من يريد الاصطياد في الماء العكر وينسب كل فكر متطرف إلى السعودية وعقيدة السعوديين، وعلى سبيل المثال عندما أعلنت السعودية عن رغبتها بإرسال قوات برية إلى سوريا لمحاربة داعش عارضت دول مستفيدة من وجود داعش الإعلان، لكونها منتفعة من بقاء هذا الفكر ليكون لها يد في سوريا والعراق.